عبد الرحمن

المسائل الغير مكتملة، عتابات مؤجلة. والكلام العالق، جرحٌ ينزف حتى يعسُر خروجه، وخروج غيره.

س: "عبد الرحمن، حدّثنا إذا فرغتَ عن استنهاض الهمم إذا ضاقت النفس وعانت بعض الضنك، كيف نوقد شعلتها رغم الكدر؟" ج: - كنت أفكّر اليوم في سرعة الحياة، وسرعة انقضاء رمضان، بدأ، وما لبث أن أنتهى! دخلت الجامعة، وهاأنا ذا على وشك التخرّج. فكرة سرعة مرور الزمن، وضعف إحساسنا بهِ = مرعبة عندما أفكّر فيها؛ لأنّها تعني فُقدان المعنى، وعدم الإحساس "ببركة" الأشياء، والحياة عمومًا! (وهي من سمات آخر الزمان!). ومن جهةٍ أخرى؛ مع هذه الفكرة (فكرة سرعة مرور الزمن) = لا مجال لإضاعة كل الوقت في التفاهة، والشتات، والامعنى، ويكون "أمرنا فُرطًا"! لأن الوقت يمضي سريعًا، ولا يبالي! وبما أنَّ القيمة المركزيّة عند المسلم = الآخرة، وارتباط هذه القيمة بـ"العبادة" = لا مجال لإضاعة الوقت، العمر يفنى، وسهم الموت يقترب! - لنوسّع دائرة العبادة (هي واسعة أصلًا، وبما أنّها ليست مرتبطة فقط بالعبادات" المحضة"، كالصلاة والصوم، بل مرتبطة أيضًا بالعبادات "المحتملة" التي ترجّح كفة كونها عبادة أم لا؛ النيّة). فطلب العلم مع نيّة كونه عبادة = عبادة. والدراسة مع نيّة التخرّج وكسب الرزق الحلال = عبادة. (وكما قال المهندس أيمن عبد الرحيم - فك الله أسره- مرةً، لا تقول أنّك تدرس هندسة/طب، لخدمة المسلمين، ثم تتخرج وتعمل في شركة multinational! [وتقول أنّها عبادة!])، وكذا في كثير من أمور الحياة، النيّة ترجّح العمل. والأمر ليس بهذه السهولة طبعًا، والتحكّم بالنيّة أمر في غاية الصعوبة، ولست أهلًا للبت في كيفية عقدها، ووسائل استدامتها، ولا أعلم سوى طلب ذلك من الله عز وجل. الشاهد: استحضار سرعة مرور الزمن، واستحضار قيمة العمل، وربطه بالآخرة عن طريق العبادة، واستحضار مردوده على الذات، من إعطاء معنى للحياة، وصرف الوقت فيما ينفع = مما يشحذ الهمّة لدي، ويضعف الكسل. وهذا في دائرة العبادات "المحضة"، و"المحتملة". مُرفق: طبعًا هذا كلّه يجب أن يُسبق بوجود أهداف يتم العمل عليها، لا معنى لشحذ الهمّة في ظل عدم وجود أهداف! 24/5/2020

الأخبار شبه المؤكدة من عدد من الإخوة، أنَّ سلطات -اللعين، ابن اللعين- بن سلمان اعتقلت الشيخ عبد الله الشهري. فتق قلبي هذا الخبر. عرفت الشيخ من قبل المعهد، وقد كتب الله لي أن أستمع لعدة محاضرات ألقاها فيه. وهو من العزيزين على قلبي جدًّا. أرجو أن يكون الخبر غير صحيح. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

"وأنا الفتى المكتامُ لا قلبي درا ما بي، ولا نفسي درت ما حالُها"

فلسطين، سوريا، واحد. الدم الفلسطيني، الدم السوري، واحد. دمُ مسلمٍ هنا، ودمُ مسلمٍ هنا، واحد، عند الله. كانت نفسي تحدّثني، وأنا أتلّم لدمِ إخواني في فلسطين، وأفرح "لرشقات" العز، أن من يرشق، يتطيّب لمن يقتل في شامنا، وأردع هذا الصوت، طمعًا في ذُلِّ عدو المسلمين. الأن، وهاقد ذلَّ العدو، وصَغُر. أقول قولتي، وعليها أنا منذ أمد. سياسيُّ حماس، خائنون لدماء مسلمي الشام.

ستعود أرضنا، والله ستعود فاصمدوا يا مَن اصطفاهم الله على هذا الثغر، فأجر الصابر بلا حساب وأجر المجاهد معلوم، فالثبات الثبات، فأنتم أصحاب الخيرية وأهل الفضل في حماية بيت المقدس، اللهم انصر عبادك واخذل من خذلهم.

"وبم الذريعةُ والأعادي لم تُسَمْ وسْمَ العبيدِ نساؤها ورجالها إن لم يكن دينٌ فبعضُ حميةٍ والصمتُ لو جادت به جُهّالها ما ضرّني خصمي اللقيطُ وإنما من جلدتي حُمقاؤها وذِلالُها فأنا الذي فتك العُضالُ بكفّهِ ساع الطعان وطبّها استئصالها وأمرُّ من غثيثٍ قال لي: تلفُ الأماني يا فتى استعجالُها فطويت كشحًا عنه ثم أجبتُهُ: تلفُ الأماني يا فتى استعجالُها"