نوتيلا عراقيه

والله لو أنها ورقة لمزقتها ، لو أنها زجاجة لكسرتها ، لو أنه جدار لهدمته ، لكنه قلبي .

يقال أن العيد في الغد ، عن أي عيد يتحدثون وأنت لست بقربي؟ ، فإن كان للناس عيد يفرحون به فقربك ياساكن القلب عيدي .

ها أنا في العشرينات من عمري ، في المرحلة التي يطلق عليها عمر الزهور ، لكن على ما يبدو لي زهرتي ذبلت منذ ردح من الزمن ، اذبلتها قسوة الحياة عليها ، هدتها بشاعة الواقع من حولها ، وما عرفت من الناس عن العشرينات سوى أنها فترة الحيوية والنشاط ، فترة يميل فيها الناس للتجمعات والخرجات ، أما فأنا فدون الناس ، أشعر وكأني دخلت مرحلة الشيخوخة المبكرة ، بت شخصًا أكثر ميلًا للبقاء في البيت ، لا أخرج إلا للحاجات الضرورية ، ثقيل الروح ، متعب ، شخص فقد الكثير ، فقد شغفه ، خفة دمه ، أصدقاءه ، وحتى البعض من معارفه ، الأمر مرهق للغاية .

وتعود خائب الضن ممن فضلته على نفسك .

لم أتوقع في يومٍ من الأيام وصولي لهاذه المرحلة من اللامبالاة ، لم أتخيل أنني سأكتفي من كل شيء تقريبًا ولا يغريني أو يدهشني شيئًا

‏أنا ممن يهربون من الحزن بالنوم ، فإذا رأيتني أسرفت به ، فأعلم أن الحزن تمكن مني .

من سيفهم الضجيج الذي في داخلك ، وأنت في أتم هدوئك ؟

‏‌حين افترقنا لم أشعر بالحزن بقدر ماشعرت بالغرابة، كل شيء صار غريبًا علي، حتى وجهي الذي أراه وألمسه كل يوم. أحسست بأنني كنت أرى العالم معك من زاوية واحدة، وحين رحلت، أكتشفت أن هنالك زوايا اخرى، أكثر ظلامًا وبرودة .

أسوأ ماقد يحدث للأنسان ان ينكسر من المكان الذي امن به .

باءت جميع المحاولات بـ:"ماعرفت ألقا لهذا القلب حل."