عَنْقاءُ مُغْرِبٌ

‏سترى برحمةٍ من الله كيف ينبثق النور إليك من حيث لا تدري، كيف يطيبُ قلبك الموجوع، وكيف يصنع ربّك إليك لباسًا من عافية و فرح وسرور، فلا تبتئِس.

أشعر أنني أخضر ومفعم بالحيوية أخضر لامِع وأخضر مُعتم لا تقلق، أنا متعبٌ ولكنني على ما يرام فقط أشعُر بأنني أخضر نوعًا ما.

أعرفُ تعب الانسان وأعرفُ تَعبي حين تتركُني المنافي أنزفُ في أزقّتها مثل ديك مذبوح وحين تُهرِقُ الحياة دمي كنبيذٍ على أعتابِها وحين يبدو لي الماضي أكثر وضوحًا حيثُ جدرانُ المنزل ألذي ألفته بدتْ كجدران الملاجئ..

أتعبني العمر قلبي عتيقٌ.. عتيقٌ.. عتيق ولكنهُ مثلُ كل البيوتِ القديمة بيتٌ كبير

هوّن عَليكْ تدري بأنكَ ما جرَحتَ العُمرَ إلا من يَديكْ وتظلُ تنْضح بعدها حزنًا وتفرُك راحتيكْ، ما أول الخَيبات هذي، رُغم موقعها لديكْ، هي خيبةٌ أُخرى، وأُخرى في الطريق غدًا إليكْ، يا أنتَ! من يدري متى الأيامُ تُطفئُ مُقليتكْ؟ هوّن عَليكْ. -عبد الرزاق عبد الواحد.

مريد البرغوثي

"Flaming June" by Frederick Leighton, 1895.