هَجَّرْ

دَمعٌ بِنيرانُ الضُّلوعِ يُصَعَّدُ هَذا يَسُحُّ وَهَذِهِ الا تُخمَدُ وَأسىً إذا ما الصّبرُ ساجَلَ كَربَهُ نَفَدَ التَّصَبُّرُ وَالأسى لا يَنفَدُ يا لَائِمي في الحُزنِ وَيحَكَ لا تَلُمْ فَالحُزنُ في بَعضِ المَواطِنِ يُحمَدُ فَقدُ الأحِبَّةِ لا تَجَلُّدَ عِندَهُ أيَسوغُ في فَقدِ النٍُفوسِ تجلُّدُ

لم يعد هناك ما أقاتل من أجله، أكتب لك بين أكوام من الهزائم، دحرجت العالم تحت أقدامي ليوصلني إليك..ولم يفعل ‏

هَمٌّ ألَمَّ بِهِ مَعَ الظَلماءِ فَنَأى بِمُقلتِهِ عَنِ الإغفاءِ نَفسٌ أقامَ الحُزنُ بَينَ ضُلوعِهِ والحُزنُ نارٌ غَيرَ ذاتِ ضِياءِ يَرعى نُجومَ اللَيلِ لَيسَ بِهِ هَوى ويَخالُهُ كَلِفًا بِهِنَّ الرائي في قَلبِهِ نارُ الخَليلِ وإنَّما في وجنَتَيهِ أدمُعُ الخَنساءِ قَد عَضَّهُ اليَأسُ الشَديدُ بِنابِهِ في نَفسِهِ والجوعُ في الأَحشاءِ يَبكي بُكاءَ الطِفلِ فارَقَ أُمِّهِ ما حيلَةُ المَحزونِ غَيرُ بُكاءِ

أتذكرين قُبيلَ الفجر مجلسنا ‏كأنما النجم عقدٌ بين أيدينا ‏٠ ‏نبوح لليل عن أسرار قصتنا ‏بتنا نُسَلّيه والذكرى تُسلّينا ‏٠ ‏لم يبقَ شيءٌ من الذكرى نخبّئه ‏إلا الحنين ودمع في مآقينا ‏٠ ‏كنا بوصلٍ فأمسى الوصل أمنية ‏متى سنبلغ يا قلبي أمانينا !؟

لقد دمّرت الجروح صورتكَ العزيزة في ذهني أنتَ الان عبارة عَن خذلان كبير داخل إطار مهشّم

"يا إنسان" كيف تجرؤ يا إنسان أن تقول لأحدهم لا تقلق؟ تقول له تماسك وأنت في الهاوية! تقول له لا تيأس وكل يأس الدنيا في قلبك يا لجرأتك يا إنسان ..

سأتذكرك لكن ليس الآن أرجوك، أنا حزينٌ للغاية، وأن أتذكرك هذا حزنٌ آخر، لأنني لن أتذكرك الآن كما كنتُ أفعل سابقًا، سابقًا لم أكن أنساك، لم أكن أُحاول على الأقل، سابقًا كنتَ تُزهر في أفكاري بشكلٍ مُستمر، سابقًا كنتَ تنمو في وجهي على هيئة ابتساماتٍ مُفاجأة وغير مُبررة، سابقًا كنتُ أتذكرك دائمًا لكن ليس هكذا، ليس بهذه الطريقة، ليس بهذا الشكل، لم أتصور يومًا أنني قد أتذكرك كشيءٍ لم يعد بمقدوره الحدوث مجددًا، كشيءٍ عفا عنه الزمن ولم يعفوا عنه قلبي، كشيءٍ كلما تذكرتُه شعرتُ بشيءٍ يشبه الصفعة لكن في قلبي، لقد طويتُ صفحتك منذ زمنٍ بعيد، إنما مازال لك شيءٌ ممتدٌ في أنحاء القلب، كلما طويت لك صفحةً، فَتح بإسمك ألف كتاب، لقد أغلقتُ بابي في وجهك مرارًا، لكن هذه الأبواب المفتوحة على مصارعها في روحي، تأبى أن تنغلق في وجهك ولو لمرةٍ واحدة، لقد تخطيتُ حُزنك، كان حزنًا واحدًا، لكنهُ مازال يُبكيني في كل مرةٍ أتذكره . _مصطفى حكمت

‏بعد كُل هذا العناء في الكِتابة ‏وتدوين المشاعِر ‏والأحاسيس ‏بعد كُل هذهِ الأغاني ‏والتلميحات والإشارات ‏التي تركتُها لك ‏والتي كانت واضحةً ‏في نطرة عيني ‏ونبرةَ صوتي ‏يعِزُّ عليّ كثيرًا ‏أن أتخذَ الصمت عنكَ خليلًا ‏وأن يكون عهدًا عليّ ‏ألّا أحاول فيك ‏ولا أرضى بحُبك ما حيّيت

"قد ينتهي حزنك على الآخرين، وقد يتبدد حزنك على الأشياء الجميلة التي تنساب من يدك الناعمة، لكن لا شيء يمكنه المساس بهذا الحزن، حزنك على كل ما مرّت به نفسك، حزن وديع منك وإليك عصيّ على التبدد والنهايات."

أقلق لأن لم يعد بإستطاعتي تحويل هذا الحزن إلى نكتة