المُنَازِلُ السَّلَفِي

ادعى وليد اسماعيل أن من السلف من فسر جنب الله في قول الله {أن تقول نفس ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله} بأنها صفة لله وأن من السلف من لم يقل بأنها صفة, ولما طالبه ابن شمس بذكر من فسر الجنب بأنه من صفات الله قال: مايحضرني النص. وكلام وليد خطأ ولم يقله أحد من سلفنا الصالح فهل أمساك العصا بين الحق والباطل, لتبرير الخلاف في صفات الله وتهوينه بين منكر لها ومثبت؟ السلف الذي فسرها بأنها صفة هم بشر المريسي وجعلها من جملة الصفات, ليحتج على أهل السنة أنهم ينسبون العضو لله 🌹 قال الإمام الدارمي رحمه الله في "الرد على المريسي" (2/ 807): " وادعى المعارض أيضا زورا على قوم أنهم يقولون في تفسير قول الله : ( يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ) قال: يعنون بذلك الجنب الذي هو العضو وليس على ما يتوهمونه . فيقال لهذا المعارض : ما أرخص الكذب عندك ، وأخفه على لسانك ، فإن كنت صادقا في دعواك فأشر بها إلى أحد من بني آدم قاله ، وإلا فلم تشنع بالكذب على قوم هم أعلم بهذا التفسير منك ، وأبصر بتأويل كتاب الله منك ، ومن إمامك ؟ إنما تفسيرها عندهم ، تحسر الكفار على ما فرطوا في الإيمان والفضائل التي تدعو إلى ذات الله ، واختاروا عليها الكفر والسخرية بأولياء الله ، فسماهم الساخرين فهذا تفسير الجنب عندهم ، فمن أنبأك أنهم قالوا: جنب من الجنوب؟ فإنه لا يجهل هذا المعنى كثير من عوام المسلمين ، فضلا عن علمائهم " انتهى . وليد لو كان يفقه كلام العرب فضلاً عن الآية وسياقها, لعلم أن التفريط لا يكون في عين الصفة, فهل يصح لغةً أن يقال فرطتُ في ساق الله أو يده؟ فكيف فهم أن التفريط يصح أن يقع في عين الصفة؟ وإن قال قائل: "فرطت في جنب فلان وسخرت منه" هل يفهم منه أنه فرط بشيء متصلٍ بأعضاء ذلك الشخص؟

إنا لله وإنا إليه راجعون, أفضل قول الصابر, وإلى رحمة الله من حُسب في أهل المقابر, رحمه الله وغفر له وآواه الجنة, وجعل ما مسه رفعة له وكفارة, وأنزله منازل الكرماء عليه الذين يحبّهم ويحبونه, وجبر الكسر وربط على القلوب برباط اليقين. في الله تعالى عزاءٌ من كل راحل, وخلفٌ من كل فائت, وعِوضٌ من كل مصيبة, أجزل الله أجركم, وأحيا على دفينكم صبركم , ووسع لهذه النازلة صدوركم, وأنزل السكينة عليكم, وخفَّف وطيئة كربكم, ولا جمع عليكم فراق الأحباب وفراق الثواب, وأجرى لكم نعمتي الصبر والاحتساب, والله المستعان وإليه المآب.

"وصرعُ الجنِّ للإنسِ هو لأسباب ثلاثة: تارة يكون الجني يحب المصروع فيصرعه ليتمتع به, وهذا الصرع يكون أرفق من غيره وأسهل, وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم أو صب عليهم ماء حارًا, أو يكون قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى وهذا أشد الصرع, وكثيرا ما يقتلون المصرو ع, وتارة يكون بطريق العبث به كما يعبث سفهاء الإنس بأبناء السبيل" 📚مجموع الفتاوى لابن تيمية 13/82.

سُئل الإمام أحمد (١٦٤ - ٢٤١ هـ) عن رجل يشتم معاوية أيصلى خلفه ؟ قال: "لا, ولا كرامة". 📚المنهج الأحمد.. أحمد العليمي (١ / ١٥٥)

يغتاظ عباد الوثن وأنصارهم من ذكر بني أمية, فينبغي على أهل السنة قهر الرافضة بالاعتزاز بتراث بني الأمية المشمخر وبالدولة الأموية وذكر أمجادها ومناقبها والتمثل بأشعارها والانتماء لها, ولا يلتفت لحمقى المتشيعة, المشتملون لعباءة الشعر زورا. قال شيخ الاسلام ابن تيمية: "وَسعي المسلمين في قهر الروافض من أعظم الطاعات والعبادات ". جامع المسائل 747/7.

رحم الله والدة أخينا خطاب, وغفر لها وآواها الجنة, وتلقاها بما يتلقى به كرام عباده عليه, وآجرها وأحسن نزلها ومدخلها, وجعل ما مسها كفّارة لها.. وربط الله على قلوب ذويها برباط الرضا واليقين, وجبرهم, ولطف بهم. إنّا لله مملوكون, وإنّا إليه راجعون, والأمر له والحكم إليه, يقضي ما يشاء, وله الحمد في السراء والضراء.

اللهم قد جاء إليك فلا ترده إلينا, خذه أخذ عزيز مقتدر!

آل المُنازل الكرام: تقبل الله سعيكم, وكل عام ورسيس الإيمان يحفكم, وحياض العز موردكم, لازلتم في كلاءَة الله وحسن رعايته ماهَمَت المعصرات وما اخْضَرّ أيك.. بُلغتم بشارة النصر والغفران, وأُنعشت أرواحكم بالرضوان. وكلّ عامٍ وأقصانا عزيز, وعدوّنا ذليل, وأمّتنا منصورة, وديننا غالب, عيدكم مبارك🌹

إذا كانت ليلة القدر مجهولة, فيوم عرفة معلوم, وإن كانت ليلة القدر تتنزل فيها الملائكة, فإن الله يدنو من عباده في يوم عرفة, كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء.." . ‏وقالﷺ: "ما رؤي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه يوم عرفة، وما ذاك إلا لما يرى من تنزل الرحمة، وتجاوز الله عن الذنوب العظام". فابتدر يا عبد الله حصتك, ووسع جرابك, واطمع بخيري الدنيا والآخرة, فثم الفلاح وإلا فما ثَمّ!

من أين أخذ الملبّون الوقفَ والسكتَ هكذا: إن الحمد, والنعمة, لك والملك, لا شريك لك؟ ‏أشعر أن هذا الصدع عند التلبية غير فصيح, ذكروا اسم إنّ والمعطوف عليه وسكتوا بينهما وبعدهما ثم ذكروا خبرها وعطفوا ثالثهما عليهما, وحركوا ما حقه السكون وأخلّوا بالفواصل. ‏والصواب عندي ليستقيم المعنى: إن الحمد والنعمة لك, والملك لا شريك لك. وأحسب أن هذا الخلل جاء من اجتماع الناس في التلبية بصوت واحد, وهذا الأمر لا يجوز بل هو للبدعة أقرب, لعدم وروده عن النبيﷺ ولا عن صحابته الكرام رضوان الله عليهم.