محمود بسيوني

يرحمُك الله يا أبتِ، كنت جليسي في هذه الساعة، نتسامر، أو أقرأ لك، أو تحدِّثني بما حصَّلت من خبرة الأيَّام والسنين. رحمة الله عليك، كنتَ صديقي الوحيد، واليوم بتُّ بعدك وحيدًا.

لا يمكن أن يكون الإنسان خيِّرًا خيرًا محضًا دون سيئة واحدة، ولا شرِّيرًا شرًا محضًا دون حسنة واحدة، ولكن هناك إنسانٌ يغلبُ خيرُه شرَّه، وآخر يغلبُ شرُّه خيرَه، والإنصاف بين ذلك عزيز.

يومًا ما، دعا لي إنسانٌ كان في نفسه لي قدرٌ وشأن، فحفظتُ دعاءَه عندي لأستأنس به كلما ضاقت الدنيا، قال: "يارب يعينك، ويخزي عدوِّينك بصلاح حالك، وروقان بالك، ربنا ينور لك الطرق، ويعطر لك أثرك الطيب في الناس، ويرزقك قرة عين لا تنقطع، ويلطف بيك، ويحميك من شر نفسك، وشيطانك، ويضم جناحك، ويسكن آلامك، ويطببك من كل داء، ويرد ضالتك، ويحفظ سعيك من التهدر.. ويغنيك بحلاله عن حرامه ويغنيك بحلاله عن حرامه ويغنيك بحلاله عن حرامه وبفضله وكرمه عمَّن سواه يا رب يا محمود" إنَّ الكلمة الطيِّبة، لا سيَّما التفنُّن في الدعاء، ضربٌ من المحبَّة أظهرُ أثرًا، وأبقى ذكرًا، وألطف موقعًا، من كثيرٍ من المظاهر المُتكلَّفة، في دنيا، حسبُ الإنسان فيها كلمة طيِّبة بصدق وإخلاص.

يا ريت، علشان الإنسان...

صباح الخير. 🤍

"... فَعلَّمَ الناسَ أنَّ الحزنَ للقلب وحدَه، وأنَّ العقلَ والجوارحَ إنَّما هي للعمل".

انقطعت الكهرباء الآن للمرَّة الثانية، بعد عودتها بأربع ساعات فقط من انقطاع دام لمدَّة ثلاث ساعات ونصف!

قيل للربيع بن خثيم:«ما نراك تغتاب أحدًا»، فقال: لست عن حالي راضياً حتى أتفرغ لذم الناس»، ثم أنشد: لنفسي أبكي لستُ أبكي لغيرها لنفسي مِن نفسي عن الناس شاغلُ!

من عادتي - إذا ما استبهمَ عليَّ نفاذ الرأي - أن أعدل بأفكاري إلى الليل، فهو أحصنُ لها وأجمع. فإذا كان الليلُ، وهدأت النائرة، وأَوى الناسُ إلى مضاجعهم، واستكنت عقاربُ الحياةِ في أحجارها - تفلَّت من مكاني إلى غرفتي أُسدلُ ستائرها وأغلِّق أبوابها ونوافذها، وأًصنع لنفسي ليلًا مع الليل، وسكونًا مع السكون، حتى إذا ماجت النفس موجها بين المد والجزر، ثم قرَّت وسكنت، دلفت إلى مكتبي أستعين الله على البلاء. - محمود محمَّد شاكر.