1898
436
Suscriptores
Sin datos24 horas
Sin datos7 días
Sin datos30 días
- Suscriptores
- Cobertura postal
- ER - ratio de compromiso
Carga de datos en curso...
Tasa de crecimiento de suscriptores
Carga de datos en curso...
أمي التي لا تعرف قصيدة النثر
ولا شعر "أبي تمام"
بمجرد أن تردد موالاً حزيناً
ينضج الطعام سريعاً
يزداد عدد العصافير علئ شجرتنا اليابسة
ويعود أخي الصغير من القبر…
"أنظر إلى أمي
إلى عينيها
وأعرفُ أنني سأموت
وأنا أحبها
أكثر من أي شيء
أكثر مما يتخيل البشر
على هذه الأرض."
وأنا صغير
ركبت قطاراً إلى البصرة
كانت أمي تركب معي لأول مرة
جلس قربنا شاب يافع ينظر إليها ويبكي
فقط يبكي
صارت أمي تبكي معه
عندما وصلنا
ارتدئ ملابسه العسكرية وغاب في المحطة….
كان الرسول ﷺ إن ضاقت دُنياه يُردد:
" يا حيُّ يا قيّوم بِرحمتك استغيث، أصلِح لي شأني كُلّه ولا تكلني إلى نفسي طرفة عينْ ."
يعود الشَهيدُ
من عملهِ مُتعباً
يُقبل زوجته
يشم رائحة أولاده
ثُمَ يَصعدُ بهدوء
إلىٰ صورتهِ المُعلقة
على الحائط ..
علئ الباب مكتوب بأنه شهيد
زوجته في المنزل
لاتعبأ لهذا الأمر
فالرجل الذي أحبته كان أبعد من هذا المعنى بكثير
مثل سقف تنام تحته العصافير دون ان ترتجف
وحدها الآن
في طابور التقاعد
مثل حمامة حائرة
يغازلها ذلك الشرطي الأحمق
حتئ بائع الملابس القديمة وفتيان المدينة الصغار
الجميع يغازلها
وحدهُ زوجها هو من يراقب كل هذا
ويضرب رأسه بجدار القبر......
مرة سرقت من المسجد
عشرة مصابيح كبيرة
اشتريت بها كيساً صغيراً من الطحين
وزعته أمي على الجيران
في المساء كان الخبز يضحك
يضيء الغرفة لنا
مثل طفل يمشي لأول مرة
بين والديه المكسورين ويبتسم..