قناة الكناش

يا مولاي وسيدي الذي وِدادي له ، واعتمادي عليه ، واعتدادي به ، وامتدادي منه. إن سلبتني أعزَّك الله لِباسَ إنعامك ، وعطَّلْتَني مِن حَلي إيناسك ، وأظمأتني إلى بَرُود إسعافك ، وغَضضتَ عني طَرف حِمايتك، بعد أن نظر الأعمى إلى تأميلي لك ، وسمع الأصم ثنائي عليك ، وأحس الجماد باستنادي إليك . . فلا غَرو قد يَغَصُّ بالماء شاربه ، ويقتُل الداءُ المستشفِيَ به ، ويُؤتى الحَذِر مِن مأمنه . وإني لأتجلد وأُري الشامتين أنِّي لريب الدهر لا أتضعضعُ . فأقول : هل أنا إلا يدٌ أدماها سِوارُها ، وجَبينٌ عضَّهُ إكليلُه . . . وعبدٌ ذهب به سيدُه مذهب الذي يقول : [ من الكامل ] فَقَسَا لِيَزْدَجِرُوا وَمَنْ يَكُ حَازِماً فَلْيَقْسُ أَحْيَاناً عَلَى مَنْ يَرْحَمُ هٰذا العَتْب محمودٌ عواقبُه ، وهذه النَّبْوة غَمرةٌ ثم تنجلي ، وهٰذه النكبة سحابةُ صيفٍ عن قليل تَقَشَّعُ . ولن يَريبني مِن سيدي أن أبطأ سَيبُه ، أو تأخَّر غيرَ ضَنينٍ غَناؤه . . . ومع اليوم غد ، ولكل أجل كتاب . لابن زيدون من الرسالة الجِدِّية .

(المُغالاة) في إطلاق الألقاب على المشايخ المعاصرين= فتنةٌ لعوام الناس، وفتحٌ لباب الطعن فيهم، وتفريغٌ للألقاب عن حقيقة فحواها، وتسويةٌ بين مستحقِّيها ومَن لا يَصلُح لها. وأذكر عن ثلة من المشايخ: أني استشرتهم قديما في إطلاق لقب (الإمام) على شيخِهم أحدِ علماء الشام الكبار وباعثي النهضة فيها، فاستنكروها جميعا دون تردد. وأما تاريخيا: فللإمام الحافظ الذهبي ذوق رفيع جدا في انتقاء الألقاب للعلماء، لا سيما في كتابه الفذ: (سِيَر أعلام النبلاء)، وقارنْ بينه وبين المرادي في (سِلك الدُّرر في أعيان القرن الثاني عشر)؛ لتجد العَجَب العُجاب! ولديَّ ضابط دقيق لا إخاله يتخلَّف: أنكَ تستطيع معرفة المستوى العلمي لطالب العلم، وإدراك صلته بالعلماء ومعاشرته لهم، حين تأمُّل الألقاب التي يُسبِغها عليهم. فمَن عرف مالك بنَ أنس (مُحدِّثا)، والشافعيَّ (فقيها)، والطبري (مفسرا)، وسيبويهِ (نحْويا)؛ ضنَّ بأن يصف مَن دونهم مِن الأئمة بمثلها، فضلا عن شيوخ أكارم مبلغُ قدرِهم أن يُحسِنوا فهم كلام هؤلاء الأئمة وأضرابهم. وأنصح نفسي وكلَّ طالب علم: أن يضع هاتين الآيتين الكريمتين نُصب عينيه: قوله تعالى: (ستُكتَب شهادتهم ويسألون). وقوله عز وجل: (ولا تقفُ ما ليس لك به علم). وإليكَ همسةً بيني وبينك لا يسمعها سوانا: (أعيذك بالله أن تكون سببا في طعن الناس بشيخك؛ لكثرة مدحك وتفخيمك له)، فالناس وُعاةٌ فَطِنون، فكن حكيما. ومحضُ التوفيق وتمامُ العناية -بدءا وختما- مِن الله جلَّ في عُلاه. سارية عجلوني

تكاد تكون مجزرة الخيام في المواصي اليوم، أفظع مجزرة ارتُكبت منذ بداية الحرب، والمصيبة الكبرى أن المسلمون نائمون وعنها غافلون، وبالكاد يدري بها أو يهتم لها أحد !! ‏لا بارك الله فيمن نسينا، وهانت عليه مآسينا، لا بارك الله فيمن ألف الصورة، واعتاد المشهد، حسبنا الله ونعم الوكيل !!

جامع النوري ولله در الماء يجري مُهروِلاً ليسقيَ عَطشاناً ويبقى على الظَّما سلاماً على العاصي الذي تاب واهتدى وأصبحَ رُشداً بعدما مرَّ مِن حَمَا #حماة

رُويَ قراءةً عن أبي عمرو: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِنَّ رَّسُولَ ٱللَّهِ﴾ [ الأحزاب: ٤٠ ] . وإعراب ( رسول ) هنا : اسم ( لكنَّ ) ، والخبر محذوف. وحذفُ خبر ( لكنَّ ) شائعٌ في كلام العرب ، واستشهدوا بقول الشاعر : [ من الطويل ] فَلَوْ كُنْتَ ضَبِّيّاً عَرَفْتَ قَرَابَتِي . . . وَلَكِنَّ زَِنْجِيّاً عَظِيمُ الْمَشَافِرِ وروي البيت برفع ( زنجي ) ، وعليه يكون شاهداً لمن جوَّزَ حذفَ الاسم .

استغرب بعض الأفاضل والباحثين ما أثبَتُّه على الغلاف في تاريخ وفاة هذا الإمام المدقق الحموي شارح الأشباه والنظائر لابن نُجيم رحمهما الله: ( ١١٠١ هـ ) ، فقد طُبع له نحو العشر كتب أُثبِتَ عليها ( ١٠٩٨ هـ ). قلتُ: ما أثبَتُّه هو ما ذكره مُعاصره ابن فتح الله الحموي في كتابه «فوائد الارتحال» . ولعل أول من ذكر أنه توفي ( ١٠٩٨ هـ ) هو الجبرتي ( ت ١٢٣٧ هـ )، ثم أخذها الناس عنه وتناقلوها . وقد وجدت دليلاً آخر على أن المؤلف أدرك سنة ( ١١٠٠ هـ ) وهو مرفق في الصور .

المكتبة جَنَّة معجَّلة .

بالأمس أخبرناكم أن الناس في شمال غزة تموت من شدة الجوع، فلم يتحرك أحد، ولم يسمع صوتهم أحد !! أما اليوم فلم يعد الجوع وحده يبكيهم، فقد اجتمع عليهم القصف الجنوني، والهجوم البري، والتهجير القصري، والخوف الشديد، والتشريد في الشوارع والطرقات، حتى ذاقوا كل أصناف القهر والوجع !! وفي المقابل لا أحد يسمع بهم، ولا أحد يتحرك من أجلهم !! لقد علمتنا هذه الحـ رب أن الله هو السند الوحيد، وأن كل اتكاء على غير الله فنتيجته الخيبة والخذلان، فحسبنا الله ونعم الوكيل، نقولها بقلوبنا قبل أن تنطق بها أفواهنا !! كونوا أنتم الإعلام البديل وحركوه ولا تجعلوا وسائل الاعلام تتلاعب بكم، اعذروا إلى الله ولو بالكلمة، وذلك أضعف الإيمان !! اللهم إني بلغت اللهم فاشهد !!