يصف الباحثون الغربيون مشروع بطرس الكلوني سنة 537 هجرية بأنه المشروع العالمي الأول لدراسة الاسلام وأن بطرس هذا هو الرائد الاول لدراسة الاسلام , بينما الحقيقة الكبرى التي لاتنثلم ان هذا المشروع هو المشروع الأضخم لتشويه صورة الاسلام في الغرب والمرتكز الأول للعدوان الفكري الغربي عليه .
وبطرس الكلوني هو رئيس دير كلوني في جنوب فرنسا الذي يتبعه الاف الاديرة في اوربا ويملك ممتلكات كثيرة تمكنه من تمويل اي مشروع مهما بلغت تكلفته.
قام بطرس الكلوني في سنة 536 هجرية برحلة الى شمال اسبانيا لزيارة الأديرة الكلونية وقابل مترجما هو بطرس الطليطلي الذي كان يترجم علوم المسلمين .
وعرف بطرس الكلوني من بطرس الطليطلي انه توجد رسالة لنصراني شرقي تهاجم الاسلام ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم هجوما شرسا وانها بزعمه تفندهما , وعندئذ قرر بطرس الكلوني ان يترجم تلك الرسالة ومعها اربعة كتب اخرى الى اللغة اللاتينية وضمن تلك الكتب القران الكريم وأستاجر لذلك خمسة مترجمين وعلى رأس اولئك المترجمين الخمسة بطرس الطليطلي الذي دل بطرس الكلوني على رسالة النصراني الشرقي المنسوبة لعبد المسيح بن اسحاق الكندي , وكان ضمن المترجمين الخمسة الانجليزي روبيرت أوف كيتون الذي كان يترجم علوم المسلمين في الهندسة والفلك والذي تولى ترجمة القران ترجمة محرفة مغرضة.
ورسالة الكندي هي أساس المشروع الكلوني والحقيقة ان كاتب هذه الرسالة هو الفيلسوف والطبيب النصراني يحيى بن عدي الذي عاش في القرن الرابع الهجري وقد كتب النصراني تلك الرسالة بهدف اقناع النصارى من اهل الذمة بدينهم عندما ازداد عدد النصارى الذين اعتنقوا الاسلام في القرن الرابع الهجري.
وجعل الرسالة وكأنها بين صديقين واحد مسلم سماه عبدالله بن اسماعيل الهاشمي والثاني نصراني سماه عبد المسيح بن اسحاق الكندي وجعلهما وكانهما يعملان في بلاط الخليفة العباسي المأمون وان الهاشمي قريب للخليفة وقد صاغ النصراني رسالة الهاشمي في 20 صفحة والكندي في 140 صفحة.
وبدا النصراني رسالة الهاشمي المزعوم بالسلام على صديقه النصراني زاعما ان ذلك السلام هو سنة نبينا عليه السلام في مخاطبة المسلم والكافر والذمي.
ومن هذه العبارة اكتشفنا ان كاتب رسالة الهاشمي هو النصراني كاتب الرسالتين لان سنة النبي عليه السلام في مخاطبة الكفار السلام على من اتبع الهدى.
وزعم النصراني على لسان الهاشمي : انه قابل الرهبان في الاديرة ووجدهم مثلما اخبر نبينا عليه السلام بانهم اتباع المسيح المتمسكين بسننه وشرائعه وهذه العبارة تفضح النصراني لان القران والاحاديث الصحيحة بينت ان النصارى انحرفوا عن الحق الذي جاء به المسيح وزاغوا عن التوحيد الذي جاء به .
ثم يزعم النصراني على لسان الهاشمي ان النبي عليه السلام قبل بعثته كان يقابل النصارى وكانوا يبشرونه بما سيؤول اليه امره في قابل الايام , وكل ذلك بهدف ان يهيئ قارئ الرسالتين فيما بعد لتقبل فريته الكبرى على لسان الكندي النصراني بأن النبي عليه السلام كان يتلقى من راهب اسمه سرجيوس.
وبعد ذلك يعرض الهاشمي المزعوم شرائع الاسلام ويحث صديقه النصراني على اعتناق الاسلام وخلال ذلك يقع في أخطاء لا يمكن ان يقع فيها مسلم وهاشمي!!!
لانه مهما تضلع النصراني في دراسة الاسلام لا يمكن ان يفهمه مثل فهم المسلم الذي يمارسه عقيدة ومنهج حياة .
لذا وقع النصراني في تلك الأخطاء.
ذلك ان يحيى بن عدي كتب -مثلما اخبر هو ابن النديم صاحب الفهرست- نسختين من تفسير الطبري وأرسلهما هدية الى بعض ملوك الاطراف ومع ذلك انكشف في هذا.
وفي نهاية رسالة الهاشمي يدعو صديقه النصراني الى اعتناق الاسلام وان ذلك سيمكنه من الزواج باربع زوجات ومن الإماء بما شاء وانه حتى لو طلق احدى زوجاته فانه يستطيع الرجوع اليها بعد الاستحلال ( وهذه العبارة لايمكن ان تصدر من مسلم) وهنا ينكشف مرة اخرى ان كاتب رسالة الهاشمي هو النصراني.
ثم يدعو الهاشمي صديقه النصراني الى اعتناق الاسلام وان يجيب على رسالته ويدافع عن دينه بما يشاء ووعده ان يستمع الى دفاعه وحججه التي يقولها.
وقد أجاب يحيى بن عدي على رسالته التي جعلها على لسان الهاشمي بجوابه الذي جعله على لسان الكندي في 140 صفحة اي أكبر بسبع مرات من رسالة الهاشمي بحيث يترك جوابه الانطباع لدى القراء النصارى بأنه نال الغلبة والقهر بالحجة والبرهان ومن ثمة تحصين اهل الذمة النصارى ومنعهم من دخول الاسلام .
وبدأ يحيى بن عدي جوابه على لسان الكندي بعبارات المجاملة لصديقه الهاشمي المزعوم ثم الدفاع عن عقيدة الثالوث الباطلة التي يعتقدها النصارى وزعم النصراني في جوابه ان عقيدة ابراهيم الحنيفية التي دعاه اليها الهاشمي انما هي عبادة الاصنام التي عبدها ابراهيم مع أبائه 70سنة في حران .
Mostrar más ...