• تجلي الأعمال
الدليل على خراب آخرة الإنسان أو صلاحها هو الإستقرار الباطني، فالإنسان الذي يفكر ليلاً نهاراً في الإنتقام والظلم تؤذيه هذه الأحاسيس في دنياه وتسلبه الراحة، والمشاعر شيء حقيقي موجود في النفس لا ينفك عنها يتحرك بداخل الإنسان ويؤذي ضميره ويقرصه، هذه المشاعر السلبية تتجلى في البرزخ على هيئة عقارب وأفاعي وكلاب سوداء تقض مضجع الإنسان فلا يرتاح في دنياه ولا في آخرته.
وهذا الأمر واقعي ومذكور في كتاب الله حيث قال عز وجل "كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهًا" ومن السنة أيضاً قال الصادق عليه السلام: "قال الله تبارك وتعالى: يا عبادي الصدّيقين، تنعّموا بعبادتي في الدنيا، فإنكم تتنعمون بها في الآخرة" التحبب إلى الله يورث الراحة والطمأنينة وكذلك الإحسان للخلق والتودد إليهم.
عذاب القبر قليل وبسيط مما جناه الإنسان على نفسه في الدنيا بالعداء والحقد والنفاق، فماذا لو حُشر الناس وأعمالهم كلها في مساحة واحدة؟ سيذوق الإنسان فيها عذاب غيره بل إن أهل النار ثبتت لهم صفة العداء، فمع تواجدهم في النار يختصمون فيها بشتى الطرق والزبانية يزجرونهم، عن الإمام الصادق عليه السلام: "إن أرواح الكفار في نار جهنم يعرضون، يقولون: ربنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ولا تلحق آخرنا بأولنا" فإن لحق آخرهم بأولهم، فالويل لهم.
وعلى العكس هم أهل الجنة فقد سُئل الصادق عليه السلام عن أرواح المؤمنين، فقال: "في حجرات في الجنة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ويقولون: ربنا أقم الساعة لنا وأنجز لنا ما وعدتنا وألحق آخرنا بأولنا" طوبى لهم وحسن مآب.
وبهذه الأعمال تُزخرف الجنان وتسعر النيران كما في الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله حيث قال: "لما أُسري بي إلى السماء دخلتُ الجنة فرأيت فيها قيعان، ورأيت فيها ملائكةً يبنون لبنةً من ذهب ولبنةً من فضة وربما أمسكوا، فقلت لهم: ما بالكم قد أمسكتم؟ فقالوا: حتى تجيئنا النفقة، فقلت: وما نفقتكم؟ قالوا: قول المؤمن: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإذا قال بنينا، وإذا أمسك أمسكنا" والروايات كثيرة، هذا مثال واحد فقط.
_______
#ادمن_موسوي