طُروس 📚

﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ (وقالا: الحمدلله...) أعظم نِعَم العِلْم: ما وقف بالعبد على أنوار الثَّناء والمجد، لله تبارك وتعالى الحميد المجيد، وذاق معها القلبُ جلال الحمد!

"وهو يُطعِمُ ولا يُطعَم" في خزانة هذا البيان الإلهي كنوز عرفان ونور وجمال لا ينتهي! يُطعم قلبك وروحك وشوقك المتعب، وحيرتك الملتاعة، وفقرك المسكين، ويغذوك بعطاءاته التي لا تنفد أبدا، سبحانه وبحمده. وقد قال في الحديث الإلهي: يا عبادي! كلكم جائعٌ إلا من أطعمتُه، فاستطعموني أُطْعِمْكُم!

"وَأَفنِيَةُ المُلوكِ مُحَجَّباتٌ وَبابُ اللَهِ مَبذولُ الفِناءِ فَما أَرجو سِواهُ لِكَشفِ ضُرّي وَلَم أَفزَع إِلى غَيرِ الدُعاءِ حَلَبنا الدَهرَ أَشطُرَهُ وَمَرَّت بنا عُقَبُ الشَدائِدِ وَالرَخاءِ وَجَرَّبنا وَجَرَّبَ أَوَّلونا فَلا شَيءٌ أَعَزُّ من الوَفاءِ"

اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري منافذُ للقلب، إذا حُصِّنت وسلمت؛ سلِمَ القلبُ، وأمِن، فهو مؤثِّرٌ بها، متأثِّر!

تيسير الأسباب المفضية للحاجات: ‏أحد منازل إجابة الدعاء الخفية: تيسير الأسباب وتسهيل الطرق المفضية لمطلوب الداعي، فبعد كل دعاء تأمل وانظر حواليك وبقربك تجد أنه انفتح لك طريقا لدعوتك وسبيلا لمرادك قد يكون جليا أو خفيا، فلا تعرض عنه فتهمله وتتركه؛ لأنه مفتاح الوصول لمطلوبك ودليل مبتغاك؛ إذ ليست إجابة الدعاء قفز وتجاوز للأسباب والقوانين الحاكمة لحركة الكون كله، فهذا محال؛ إذ لو عطلت الأسباب لكل داع دعاه - سبحانه وتعالى- لما بقي شيء من نظام الكون قائم، إلا حال المعجزات والكرامات التي يعطل الله بها بعض الأسباب لحكم ومصالح كبيرة، وهذه نوادر غير مطردة فليست أصلا في الباب. أما جمهور إجابة الدعوات وغالبها فتكون بتيسير أسباب محيطة بك تسلكها فتتحقق مراداتك وتحصل مطلوباتك.

"وقيل لأعرابيٍّ: كيف تصنع في البادية إذا اشتدَّ القيظُ، وانتعلَ كلُّ شيء ظلَّه؟ قال: وهل العيش إلَّا ذاك! يمشي أحُدنا ميلًا فيرفضُّ عرقًا، ثم ينصِبُ عصاه، ويُلقي عليها كساءه، ويجلس في فيئه يكتال الرِّيحَ، فكأنَّه في إيوان كسرى!"

من كلام أحمد بن خِضْرَويْه، رحمه اللهُ تعالى: "القلوبُ جَوَّالة، فإمِّا أن تجولَ حول العرش، وإمَّا أن تجولَ حول الحُشِّ".

من أعظم الآيات الدَّالَّة على أنَّ أقوى أسباب الحياة والنَّجاة؛ قد تكون هي نفسُها أقوى سببٍ للهلاك: الماء! ﴿فَالتَقَى الماءُ عَلى أَمرٍ قَد قُدِرَ﴾ ولا تنفع الأسباب، أو تضرُّ، إلَّا بجريانها على تقدير منشئها سبحانه: ﴿وَأَنزَلنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ ﴾.

﴿ وَبِالأَسحارِ هُم يَستَغفِرونَ ﴾ استغفر الله العظيم وأتوب إليه

والمقالة ههنا منشورة PDF، لمن أراد قراءتها مسترسلة في صفحات.