قناة د.أحمد ديبان

*ربنا اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا*

ثلاث مئة وستون مليونا أم سبعة وعشرون مليونا، ماذا تختار؟

من عرف الجميل ﷻ أحبه وتقرب إليه بما يحبه من إكرام الناس، وحفظ المعروف والجميل لأهله، وتخلق بما يحب سبحانه: من الصبر الجميل الذي لا شكاية فيه، والعفو الجميل الذي لا عتاب فيه، والهجر الجميل الذي لا أذى معه. من عرف الجميل ﷻ اشتاق إلى لقائه، ودعا ربه ألا يحرمه غاية الغايات ومنتهى الفلاح والسعادة لذة النظر إلى وجهه الكريم جل وعلا. من عرف الجميل ﷻ تجمل في بدنه وملبسه من غير ما إسراف وفخر وخيلاء، وجمل قلبه بحب الخير للغير، ونقاه من كدر الضغائن والأحقاد. من عرف الجميل ﷻ رضي بما قدره، وأيقن أن الجميل لا يأتي منه إلا كل جميل، وإن كره عبده القدر لجهله، لكنه يحسن الظن بالجميل ﷻ الذي لا يقضي إلا الخير، ولا يكتب إلا الخير، وصدق المصطفى ﷺ إذ يقول عن ربه الجميل: (لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك). من عرف الجميل ﷻ لزم الكرم وفعل الجميل، ومعاشرة الكرام، ولم ينس الجميل من أصحابه إذ نسيان الجميل ظلم. من عرف الجميل ﷻ رد الجميل لكل أحد ما استطاع، وأولى الناس برد الجميل سببا وجودنا بعد الله وهما الوالدان، رضي الله عنهما وأرضاهما ورحمهما الله كما ربونا صغارا. من عرف الجميل ﷻ دعاه بما دعاه به خليله إبراهيم ﷺ: {واجعل لي لسان صدق في الآخرين} إذ الذكر الجميل قائم مقام الحياة الشريفة، بل الذكر أفضل من الحياة؛ لأن أثر الحياة لا يحصل إلا في مسكن ذلك الحي، أما أثر الذكر الجميل فإنه يحصل في كل مكان وفي كل زمان. من عرف الجميل ﷻ لهج لسانه بقول: "اللهم استرنا بسترك الجميل" وستر ربنا الجميل: أن يستُر على عبده في الدنيا ثم يستر عليه في الآخرة مِن غير أن يُوبِّخه على ذنبه. من عرف الجميل ﷻ نطق بالكلمات الجميلة ‏وبالعبارات اللطيفة التي يواسي بها من حوله، وتعبده ﷻ دوما بالظن الحسن الجميل وكان كما قال الأول: ولا تظنن بربك غير خير* فإن الله أولى بالجميل* وأن العسر يتبعه يسارٌ* وقول الله أصدق كل قيل. اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، ونسألك القصد في الفقر والغنى، ونسألك نعيما لا ينفد، ونسألك قرة عين لا تنقطع، ونسألك الرضاء بعد القضاء، ونسألك برد العيش بعد الموت، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين.

الجميل ﷻ الجميل ﷻ خالق الجمال، يحب الجمال، أمرنا بأخذ الزينة للوقوف بين يديه، وحبب إلى أجمل الخلق المصطفى ﷺ النساء والطيب، وأمر بالعشرة بالمعروف، أو التسريح الجميل بالإحسان. الجميل ﷻ أظهر الجميل، وستر القبيح، لا يؤاخذ بالجريرة، ولا يهتك الستر، حَسَن التجاوز، واسع المغفرة، باسط اليدين بالرحمة، صاحب كل نجوى، منتهى كل شكوى، كريم الصَفح، عظيم المنّ، مبتدئ النعم قبل استحقاقها، ربنا وسيدنا ومولانا، أوحى ﷻ إلى داود عليه السلام: أحبني، وأحب من يحبني، وحببني إلى خلقي، قال: يا رب: كيف أحببك إلى خلقك؟ قال: اذكرني بالحسن الجميل، واذكر آلائي وإحساني.‏ الجميل ﷻ ذو الجمال والجلال والفضل والإحسان، جمال أفعاله دائرة بين أفعال البر والإحسان التي يحمد عليها ويشكر، وبين أفعال العدل التي يحمد عليها لموافقتها للحكمة والحمد. الجميل ﷻ أكرمنا ببهيمة الأنعام التي سخرها وذللها لنا: ﴿والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومناقع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون﴾. الجميل ﷻ أمرنا بما يجملنا عنده، فجمال ألسنتنا الصدق، وجمال قلوبنا الإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل، وجمال جوارحنا طاعته، وجمال أبداننا إظهار نعمه علينا بخصال الفطرة من قص وحلق وتقليم، وتجميل الملبس وتطييبه وتطهيره من كل قذى وأذى ودنس. الجميل ﷻ الذي له نعوت الحسن والإحسان كلها، جميل في ذاته، جميل في أسمائه وصفاته وأفعاله، بينما أهل الجنة في كل ألوان البهجة والنعيم؛ بينا هم كذلك يقول لهم تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل. إذا رأوا ربهم الجميل ﷻ نسوا كل جميل مر بهم، وتلاشى كل فرح سبق لديهم، واضمحل كل نعيم أنسوا به، إذ ليس كمثل ربنا الجميل شيء جل ربنا وعز وتعالى وتقدس. الجميل ﷻ العظيم، أعظم لذات خلقه وعبيده أن يكرمهم ويتفضل عليهم برؤية وجهه الكريم، وكل جمال فهو منه، وكل جميل فهو منه، لا نحصي ثناء عليه، سبحانه وبحمده، كل جمال في الدنيا مما بهر الخليقة لا شيء، إذ هو مخلوق مآله إلى الفناء والعدم، وصدق المصطفى ﷺ إذ يقول وهو أعلم خلقه به: (حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه). الجميل ﷻ له حكمته الجليلة ولُطفه الجميل في كل ما يحدث، فكم وهَب لنا العطايا من حيث حسبنا أنه أخذ، وكم أدخل علينا الأفراح من الباب الذي أحزن، وكم خبّأ لنا الأقدار الطيّبة تحت ستار ما كرهنا، دعاه عبده زكريا ﷺ موقنا بتدبيره الجميل: ﴿ربّ لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين﴾ كأنه قالَ: إنْ لَم ترزقني ولدا يرثني فأنت خير وارثٍ، فَحَسبي أنتَ، إن لم تعطني ما طلبتُ فالأمر لك، أنت حسبي، وفيك العوض الجميل‏. الجميل ﷻ يُلهم من شاء الحوقلة، ويقذف في قلب من شاء قول: "إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها" عند فقدان المحاب وحصول المصائب، يفعل الجميل ﷻ إرادة للخير بعباده ولطفا بهم وجبرا لهم، وأي رحمة أعظم من هذه، فاللهم أوزعنا أن نشكر نعمك إذ لا نُحسن التدبير دون هذا التوفيق الذي لا نملك أمره، وإليه مناطُ أمرنا.

اللهم جملنا بحفظ الجميل، وأكرمنا بالثواب والأجر الجزيل. اللهم ارض عن صحابة نبيك أجمعين، وعن زوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين، وعنا معهم بجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

ﷺ ﷺ ﷺ ﷺ ﷺ ﷺ ﷺ ﷺ ﷺ ﷺ

السيد ﷻ السيد ﷻ الذي كمل سؤدده، الخلق كلهم عبيده، وتحت قهره وتصرفه، ليس لهم أن يفعلوا إلا ما أذن به، من عصاه في ملكه فقد نازعه في سيادته، مالك الخلق كلهم، الصمد الذي صمدت إليه الخلق بالإذعان. السيد ﷻ مالك أمر خلقه جميعا، إليه يرجعون، وبأمره يعملون، وعن قوله يصدرون، الكل من ملائكة وإنس وجن خلقه، لا غنى لهم عنه طرفة عين، كل رغباتهم إليه، وكل حاجاتهم بين يديه سبحانه وبحمده. السيد ﷻ أكرمنا بأعظم إنسان ، الرسول المصطفى، والنبي المجتبىﷺ، قال عن نفسه ﷺ: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) إخبارا عما أكرمه الله به من الفضل والسؤدد، وتحدثا بنعمة الله، عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، لما قال له الصحابة رضي الله عنهم أنت سيدنا قال ﷺ: (السيد الله تبارك وتعالى) قالوا: وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا. قال: (قولوا بقولكم أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان) وجعل ﷻ من أسباطه الحسن والحسين رضوان الله عليهما سيدا شباب أهل الجنة، وجعل صاحبيه الصديق والفاروق رضي الله عنهما سيدا كهول أهل الجنة، وجعل عمه حمزة سيد الشهداء، وبلال مؤذنه سيد المؤذنين، وجعل بنته الزهراء رضي الله عنها سيدة نساء أهل الجنة، وكان الفاروق رضي الله عنه يقول: أبو بكر سيدنا وأعتق بلالا سيدنا رضوان الله عليهم أجمعين. السيد ﷻ أمرنا بمكارم الأخلاق [خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين]، وحذرنا مغبة البغي والظلم والبهتان، والحسود والبخيل لا يسودان، ومن معين السنة النبوية في تصحيح المصطلحات: (لا يقل أحدكم: اسق ربك، أطعم ربك، وضئ ربك، ولا يقل أحدكم ربي، وليقل سيدي مولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي، أمتي، وليقل فتاي، فتاتي، غلامي). السيد ﷻ أكرمنا بنعم عظيمة وآلاء جسيمة، نحمد ربنا على نعمه كلها ما ظهر منها وما بطن، فسيد الطعام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحينِ في الدنيا والآخرة الفاغِيةُ، وسيد الخضاب الحناء، من علينا ﷻ بمواسم الخيرات، فرمضان سيد الشهور، وذو الحجة أعظم الشهور حرمة، والجمعة سيد الأيام، أكرمنا السيد ﷻ بإنزال الكتب وإرسال الرسل، وسيدة آي القرآن آية الكرسي، وسادات الأنبياء أولوا العزم من الرسل، وسيدهم رسول الله محمد ﷺ، وسبطه الحسن بن علي رضي الله عنه سيد أصلح الله به بين فئتين من المسلمين، وأبو سفيانَ بنُ الحارثِ رضي الله عنه سيدُ فتيانِ أهلِ الجنةِ، وسعد بن عبادة، وسعد بن معاذ رضي الله عنهما سيدا الأنصار، وكذا أبي بن كعب رضي الله عنه، وعبد الله بن سلام رضي الله عنه سيد قومه. من عرف السيد ﷻ أحبه وصرف جميع العبادات له، ولم يتكبر على خلق الله، وتواضع لهم، إذ سيادة كل سادات الدنيا مهما عظمت فهي ناقصة زائلة، والله وحده ﷻ السيد الذي له السؤدد الحقيقي. من عرف السيد ﷻ ذل وخضع له، ولم يخف ولم يعظم أحدا من دونه من عبيده الذين لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم ضرا ولا نفعا. من عرف السيد ﷻ عظمه في قلبه، ورسخت سيادة الله في قلبه، فلم ينازع حكمه خبرا ولا طلبا، وامتثل التوجيه النبوي الكريم في عدم إطلاق لفظ السيد على المنافق (لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم عز وجل). من عرف السيد ﷻ تفنن في عبادته؛ إذ السؤدد والعز كله في طاعته، ومن كان مملوكا وأحسن عبادة ربه، ونصح لسيده كان له أجران، وكل عبد راع في مال سيده ومسؤول عنه. اللهم أنت ربنا لا إله إلا أنت خلقتنا ونحن عبيدك ونحن على عهدك ووعدك ما استطعنا، نبوء لك بنعمتك علينا، ونبوء لك بذنوبنا، فاغفر لنا، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

الواحد الأحد ﷻ الواحد الأحد ﷻ المنفرد بالربوبية والإلهية والذات والصفات، الصمد الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد، لا واحد إلا الواحد الأحد ﷻ. الواحد الأحد ﷻ الذي توحد بجميع الكمالات، وتفرد بكل جلال وجمال وكمال، ليس كمثله شيء ﷻ. الأحد ﷻ في حياته وقيوميته وعلمه وقدرته وحكمته وعظمته وجلاله وجبروته وملكوته وعزته ورحمته وحمده وغيرها من صفاته، موصوف بغاية الكمال ونهايته من كل صفة، له الكمال المطلق، الصمد الذي لا نظير له، ولا شبيه ولا مثيل، تبارك وتعالى وتقدس، لا نشرك به أحدا، ولن يجيرنا منه أحد، لا يشرك في حكمه أحدا، ﴿عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا﴾ لولا فضله ورحمته ما زكى منا من أحد أبدا، نؤمن به وبملائكته وباليوم والآخر وبكتبه وبقدره وبرسله لا نفرق بين أحد من رسله، سيوفي كل نفس بما كسبت، وصدق وبر وهو الرحيم البر ﴿ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا﴾. الواحد ﷻ القهار الذي خضع له كل شيء، وذل لعظمته وجبروته وقوته كل شيء، قهر كل الخلائق بالموت، وهو الواحد الأحد الحي القيوم الذي لا يموت، لا يعجزه شيء، ولا يخرج عن ملكه وحكمه شيء، الواحد لا يكون إلا قهارا والقهار لا يكون إلا واحدا، لا شريك له، سبحانه وتعالى، رب كل شيء، ومالك كل شيء.﴿قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار﴾. الواحد ﷻ القهار إليه يرجع الأمر كله، إليه تصير الأمور، سيجمع الناس ويحكم بينهم، ﴿فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة فيومئذ وقعت الواقعة﴾ وكلنا سيمر على الصراط ﴿يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار﴾ ملك يوم الدين، ملك واحد، وإله واحد ﴿يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار﴾. الواحد ﷻ الرحمن الرحيم، الإله المعبود، والرب المقصود، خلقنا من نفس واحدة، ﴿وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة ....﴾،﴿هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها﴾ ولو شاء لجعلنا أمة واحدة ولكنه يضل من يشاء ويهدي من يشاء،﴿ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات﴾، ﴿ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون﴾ ،﴿سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا﴾ ﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار﴾ وصدق الله ومن أصدق من الله ﴿قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون﴾. الواحد الأحد ﷻ المتفرد في ملكه بأنواع التصرفات من الإيجاد والإعدام والإحياء والإماتة والخلق والرزق والإعزاز والإذلال والهداية والإضلال والإسعاد والإشقاء والخفض والرفع والعطاء والمنع والوصل والقطع والضر والنفع، الكل خلقه وملكه وعبيده، وفي قبضته، وتحت تصرفه وقهره، نافذة مشيئته، عدل فيهم قضاؤه سبحانه وبحمده ﷻ. الواحد الأحد ﷻ المستحق للعبادة وحده دون سواه، لا نعبد إلا إياه، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، خير ما قال الأنبياء، وخير ما دعا إليه الأولياء، وخير ما يقال في يوم عرفة من الدعاء. الواحد الأحد ﷻ أنزل كتابه العظيم واختتم سورة خليله إبراهيم ﷺ بقوله العظيم ﴿هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب﴾ وأرسله خليله محمدا ﷺ للناس بشيرا ونذيرا ﴿قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار﴾ وأمره ﷻ أن يقول كما أخبرنا في ختام سورة الكهف ﴿قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا﴾. من عرف الواحد الأحد ﷻ أفرده بالربوبية والإلهية والدعاء والمحبة والتعظيم والإجلال والخوف والرجاء والتوكل وجميع أنواع العبادة له. من عرف الواحد الأحد ﷻ رضي،به وبدينه وشرعه، وتعلق به وحده، وقطع التعلق بالخلائق الذين لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا. من عرف الواحد الأحد ﷻ أحبه، وأحب كتابه، وأكثر من تلاوته ولم يعجز أن يقرأ كل ليلة سورة (الله الواحد الصمد) سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن والتي من قرأها عشرا بنى الله له بيتا في الجنة. اللهم إني أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لنا ذنوبنا إنك أنت الغفور الرحيم اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لنا وترحمنا وإذا أردت فتنة قوم فتوفنا غير مفتونين، ونسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربنا إلى حبك.