قناة د/ سلطان العميري

من المواضع التي نسيت أن أعلق عليها في فتوى الشيخ عبدالرحمن البراك .. أن صاحب السؤال صاغ سؤال بطريقة ملتوية ، ومتضمنا للحكم الذي يريد من الشيخ عبدالرحمن البراك أن يقرره معه، فقال: (وإليكم هذه الكلمات التي اختلف فيها بعض طلبة العلم، وقد صدرت من أحد المؤلفين، فنسوقها إليكم لتبينوا لنا ما كان فيها من حق فيُقبل، أو خطأ فيُترك، ولعله يجمعها سؤال واحد، هو: هل يصح تقييد شرك العبادة بالمناط القلبي) فالسائل يقرر بأن النصوص التي سينقلها تقرر تقييد العبادة بالمناط القلبي، والأمر منتهي عنده، ولكنه يريد من الشيخ عبدالرحمن أن يقول له : نعم الأمر كما ذكرت. ولكن الشيخ عبدالرحمن خيب أمله، وتعامل مع النصوص التي نقلها على خلاف ما يريد، ونظر فيها من غير تأثير سابق. وهذا الأمر فيه عبرة ودرس ، فبعض السائلين يريد حكما معينا من الشيخ فيصوغ السؤال بطريقة متضمة للحكم الذي يريده حتى يؤثر على الشيخ فيصل إلى ما يريده منه.

(وننزل من القرآن ما هو شفاء). القرآن ليس مجرد دواء ، قد ينفع وقد لا ينفع. وإنما هو شفاء محقق، فنتيجته واقعة، وأثره مؤكد.

وأما باقي النصوص المبتورة وأمثالها . فهي موضحة بالتفصيل في هذا الملف . 👇👇

(هل يصح تقييد شرك العبادة بالمناط القلبي وقصد التقرب والتعبد في كل العبادات) https://sh-albarrak.com/fatwas/29245

هذه فتوى جديدة للشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله وبارك فيه . وأنا أشكر الشيخ عبدالرحمن عليها كثيرا، ففي كلامه تحرير وتدقيق واحتياط شديد في الحكم على النصوص المنقولة إليه. وسأنشر تعليقا مختصرا أبين فيه سبب حكم الشيخ بالإجمال على بعض تلك النصوص ، وأبين التوافق بين ما ذكره الشيخ في كلامه هنا وبين ما في كلامي وأنه لو البتر والقطع لظهر بوضوح شديد التوافق بين كلامه وكلامي.

الخلاصة في مسألة الإهلال في الذبيحة. ما أهل به لغير الله أنواع: النوع الأول: أن يهل بها لغير الله فقط، مثل أن يقول: باسم جبريل، أو محمد، أو غيرهما؛ فالذبيحة حرام بنص القرآن، ولو ذبحها لله. النوع الثاني: أن يهل بها لله، ولغيره، مثل أن يقول: "باسم الله واسم محمد"؛ فالذبيحة حرام أيضا؛ لأنه اجتمع مبيح، وحاظر؛ فغلب جانب الحظر. النوع الثالث: أن يهل بها باسم الله، وينوي به التقرب، والتعظيم لغيره؛ فالذبيحة حرام أيضا؛ لأنه شرك. وهل يكون ذبح الذبيحة للضيف إهلالا بها لغير الله؟ الجواب: إن قصد بها إكرام الضيف، فلا يدخل بلا شك، كما لو ذبح الذبيحة لأولاده ليأكلوها، وإن قصد بذلك التقرب إليه، وتعظيمه تعظيم عبادة فإنه شرك، كالمذبوح على النصب تماما، فلا يحل أكلها؛ وقد كان بعض الناس-والعياذ بالله- إذا قدم رئيسهم أو كبيرهم يذبحون بين يديه القرابين تعظيما له، لا ليأكلها، ثم تترك للناس؛ وهذا يكون قد ذبح على النصب؛ فلا يحل أكله، ولو ذكر اسم الله عليه. النوع الرابع: أن لا يهل لأحد، أي: لم يذكر عليها اسم الله، ولا غيره؛ فالذبيحة حرام أيضا؛ لقوله تعالى: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه} [الأنعام: 121]، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا".

انتهينا من يوم عظيم، وانتقلنا إلى يوم أعظم منه. يوم العيد الأكبر هو أفضل أيام الدنيا . فينبغي أن يكون تعظيمنا له أكثر من يوم عرفة .

الفرق بين التعريف وبين ملازمة المسجد عشية عرفة. في كل سنة تثار مسألة التعريف عشية عرفة، ويقع فيها بحث واختلاف. وحقيقة التعريف: ملازمة الناس للمساجد في الأمصار عشية يوم عرفة تشبها بأهل الموقف في عرفة. وقد اختلف العلماء في هذا الفعل، فمنهم من استحبه، ومنهم من حرمه، ومنهم من أباحه. والبحث في هذه المسألة اجتهادي، لا ينكر على المخالف فيه. ولكن ثمة فرق بين هذه المسألة وبين صورة أخرى، هي: ملازمة الإنسان للمسجد أو لموضع في بيته عشية عرفة تفرغا للعبادة والذكر والدعاء، وجمعا لقلبه وحفظا لوقته. فهذه الصورة تختلف عن صور التعريف، فالتعريف فيه معنى القصد والتشبه بأهل الموقف، وهذه الصورة ليس فيها هذه المعاني. وكثير من المتحدثين في مسألة التعريف لا يشير إلى هذا الاختلاف، وفي كلام بعضهم ما يدل على أن حكمها حكم التعريف نفسه. والصحيح أن هذه الصورة لا إشكال فيها، وإن أحب أن يفعلها المسلم فهو أحسن في حقه. وينبغي أن يكون الخلاف الدائر بين طلبة العلم منحصرا في حقيقة التعريف عشية عرفة، وليس في ملازمة المسجد تفرغا للعبادة وجمعا للقلب وحفظا للوقت.