محمد_7 | طالب ضابح.

مرحبًا .. ها أنا مجددًا ألوح لكِ بيدي كمن يطلب النجدة، ألوح لكِ بيدي من نافذة العالم كمواطن محاصر، الحرب تشتعل مجددًا واشواقي كذلك، الحرب تطرق أبوابي كما أطرق نافذتك بكلماتي تمامًا، ولطالما علمتِ بأنني كالحرب اختفي لأسباب غريبة أو لهدنة فاشلة، وأظهر فجأة لأسباب غير مبررة ، كالحرب تجتاحني ذكرياتك وتدمرني وحدتي، هأنذا مجددًا قتل غيابك من المسافة صفر. أخبركِ العالم ليس بخير ووجهي كذلك، العالم يعاني من طريقته الجديدة، يعاني من قلقه وكثرة أفكاره وتخبطه وتشرذمهِ وأنا كذلك، يبدو العالم محتاجًا لثورة جديدة وأنا كذلك، أحتاج لراهب يخبئني في كهف، أحتاج لامرأة تمسح حزني وقلقي، أحتاج لامرأة تزملني، وأحتاج لكِ لتستقبلينني كأم، وكطفل ضائع ،وكرجل هارب من نفسه وذاته ومدينته. ‏ها أنا كقطعة أثرية أوضع في المتاحف، لا فائدة مني سوى أن العالم يأخذ معي الصور التذكارية ويستخدم وجهي المجروح للتسويق كأيقونة، وتوضع كلماتي في سياق الترويج، وها أنتِ بعيدة كالسلام، كالأمان ووجهك القاسي يطوف ذاكرتي كالحرب، كالحرب التي تشعّ صواريخها في عيني، وتضجّ قنابلها في أذني. ها أنتِ أيتها العاجزة، أيتها الخائرة، أيتها الخائفة كالعرب، وها أنا أسمع غضبكِ الذي لا فائدة منه وكذلك حزنك المدوي وعذرك بأنكِ لا تستطعين لمس بؤسي ولا تحريك قلقي .. صدقيني وحتى لو فتحت لكِ حدودي، حتى لو اقتربت منك فستخترعين عذرا آخر، وستبتكرين لنفسك حجة جديدة، أنتِ لا تفلحين بشيء إلاّ الصراخ والتمني وإطلاق الأعذار والحجج. انظري هاه ‏هذا العالم يسخر منا! فلا يزال عدد المواليد يتزايد، وكذلك عدد الموتى يتزايد، لا بل عدد الشهداء الموتى لا يحققون أي رقم، بل الشهداء من يصنعون الأرقام في دفاتر التاريخ وفي احصائيات الله ! هاه! أريد أن أطلب منك ألا تشاهدي الأخبار، اقرأي الروايات فقط، فالعالم يكرر نفسه أولًا كدرس، ويكرر نفسه مرة أخرى كمهزلة كما يقول ماركس، المجازر تكرر نفسها والمحاولات الفاشلة تحاول السيطرة على قطعة عصية من الأرض كما حاولتي أنتِ السيطرة على أرضي، وها أنا أخيرًا كالعالم، أقف على الحافة، فتستدعيني الثواني والدقائق لتختبر رغبتي بالحياة والبقاء، وأقف كمبنى آيل للسقوط منتظرًا تخلصي من خوفي لأسقط من حافتي ومن قمة رغبتي بك.

وين الذي كانوا يسرقوا لقنواتهم رجاء راسلوني، احبكم. 💙✨

سيخبركِ المحللين على أن غيابكِ جريمة حب! سيذكرون في شريط الأخبار أن قوات اشواقك اقتحمت جميع حصوني ودفاعاتي، وأن خيالك سبب حريقًا هائلًا في رأسي .. سيقولون في العواجل الحمراء التي أكرهها ! أن طائراتك نفذت الليلة عدة هجمات وأسقطت على حياتي عددًا من الذكريات.

خلاص يكفي سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك.

في غيابك تصاب الثواني بالعجر تهرم الدقائق وتموت الساعات.

في غيابك ..

أكتسي نفس الحلة يوميا ..

هاه ماذا؟