لو أطاعوه لدخلوا النار!
تأمّل معي هذا الحديث؛
أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن علي عنه قال: بعث النبي ﷺ سرية فاستعمل رجلا من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه، فغضب، فقال: أليس أمركم النبي ﷺ أن تطيعوني؟ قالوا: بلى. قال: فاجمعوا لي حطبا. فجمعوا، فقال: أوقدوا نارا. فأوقدوها، فقال: ادخلوها.
فهَمُّوا، وجعل بعضهم يمسك بعضا، ويقولون: فررنا إلى النبي ﷺ من النار!
فما زالوا حتى خمدت النار، فسكن غضبه، فبلغ النبي ﷺ فقال: (
لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة؛ الطاعة في المعروف)!
هؤلاء الصحابة عندهم نص صريح قطعي مباشر من النبي ﷺ بطاعة ذلك الأمير بعينه! ومع ذلك فلو كانوا أطاعوه في هذا الشأن لعذبهم الله تعالى!
حسناً؛ أليس دخول النار يُعد طاعة للأمير؟ أليس هذا هو الظاهر اللفظي للنص؟
أليس النصّ صحيحا؟
أليس امتناعهم عن دخول النار يُعد معصية للأمير الذي أمر النبي بطاعته؟!
بلى؛ ولكن هناك قطعيات أخرى في الدين ينبغي أن يستصحبها المسلم وهو ينظر في النصوص حتى لا يصادم كُلّيات الشريعة ومقاصدها!
وهكذا فعل الصحابة هنا حين فكروا وتساءلوا. ثم أيدهم النبي ﷺ حين قال: (الطاعة في المعروف)
مقتطف من:
https://t.me/alsayed_ah/1990Show more ...