حتَّى أُحِبَّهُ | كبِّروا 🪧♥️

أنتَ الآن في موسم الربح! كانَ الصّالحونَ رحمهم الله يستَحيوُن من الله سُبحانهُ أن يكون يومهم مثلَ أمسِهم! وأن تُرفع الأعمالُ في طيّ الغيوبِ بلا زيادة! تراهم يتفقَّدون أيامهم، فيضعونَ فيها ولو مِثقالَ شَعيرة حَبٍ؛ ليرجَحَ ميزانُ اليوم عن ميزانِ الأَمس! هذا صنيعهم في أيام أعمارهم، فكيف بصنيعهم في خير أيام الدنيا وأعظمها وأحبها إلى الله تعالى؟! فكيفَ كان حالهم إذن مع زمنٍ هو من أحبِّ وأعظمِ وأفضلِ الأزمانِ إلى اللَّهِ سبحانه؟ لقد كان الحياءُ في نفوسِهم يشتَدّ أن يلقوا اللَّهَ بصحيفةٍ تُشابه في ملامِحها صحيفةَ العام الذي مضى، أو تُقاربه! فتراهم في مواسم القربِ مشغولين بحفظِ الجوارح؛ فـ( إنّ من حفظ جوارحه، حفظ الله عليه قلبه). ولا همَّ لهم إلا القرآن الكريم؛ يقينًا بأنه ما جعل عبدٌ القرآن هَمّه، إلا كفاه الله ما أهَمّه. قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله-: "هذه أيَّامٌ جعلها الله مشتركةَ بين السّائرين والقاعدين، فمَن اغتنمها في بيتِه؛ كان أفضل ممن خرج للجهاد من بيته (إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ)." لذا كان سعيدُ بن جبير رحمه الله تعالى إذا دخلت العشر من ذي الحجة اجتهد اجتهادًا حتى ما يكاد يقدر عليه أحدٌ! فاجتهدوا عباد الله فيما بقي، اجتهدوا اجتهاد مَنْ قد لا يدركها مرةً أخرى. قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "إن الخيلَ إذا شارفت نهاية المضمار؛ بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق! فلا تكن الخيل أفطن منك! فإنما الأعمال بالخواتيم". ويقول الحسن البصري -رحمه الله-: " أحسن فيما بقي، يُغفَر لك ما مضى، فاغتنم ما بقي؛ فلا تدري متى تدرك رحمة الله!" قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "الليالي والأيام الفاضلة، لا يصلح أن يُغْفَل عنهنّ؛ لأنه إذا غَفَل التاجر عن موسم الربح فمتى يربح ؟!". أنتَ الآن في (موسم الربح)؛ ألا فاغنَم! سُبْحَانَ الله، والحَمدُ لله، وَلَا إِلَهَ إِلَّا الله، والله أَكْبَرُ.. الله أكبَرُ كَبيرًا، وَالْحَمْدُ لله كَثِيرًا، وسُبحَانَ الله بُكرَةً وأَصيلًا، سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ الله الْعَظِيمِ. اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكرِكَ وَشُكرِكَ وحُسنِ عِبَادتِك.

"قال السعديّ رحمه الله: ‏من أكثَر مِن ذكر الله، ‏غُفرت له الذنوب، ‏وجُبر ما فيه من نقصان، ‏فيا فوز الذاكرين".

‏"الله أكبر .. عندها الأحزان في الأعماق تصغر ‏الله أكبر .. كُل قلب بعد كسرٍ سوف يُجبر"