cookie

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة التصفح الخاصة بك. بالنقر على "قبول الكل"، أنت توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط.

avatar

المُـعـتَـصِـم

حجَّاجُ هذهِ الأمَّة

إظهار المزيد
مشاركات الإعلانات
1 104
المشتركون
+224 ساعات
+267 أيام
+7530 أيام

جاري تحميل البيانات...

معدل نمو المشترك

جاري تحميل البيانات...

[عن يوم عاشوراء] - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ". - وأفضل الصيام في ذلك الشهر المبارك صيام يوم عاشوراء، اليوم العاشر من الشهر، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يُكَفّر السنة السابقة. - الأولى الجمع بين صيام العاشر (10 محرم) وصيام يوم قبله أو بعده (9 أو 11 محرم)، ويستحب أن يكون ذلك اليوم هو التاسع، ولا يُكره إفراد العاشر بالصوم، فمن اقتصر عليه فلا بأس، لكنه خلاف الأولى فقط. (فأفضل الأحوال صيام 9 و 10 محرم، ثم صيام 10 و11 محرم، ثم صيام 10 محرم فقط، وهذا أفضل من ترك الصيام) - روي من فضائل ذلك اليوم أن الله قد تاب فيه على قوم، وأُثر أنه قد تيب فيه على آدم عليه السلام، فلعل في ذلك تذكرة للعبد بالتوبة والإنابة، وطلب العفو من الرب جل وعلا، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصيامه تعظيمًا ليوم نجاة موسى عليه السلام، فمِن أَجَلّ ما يستحضره المرء في ذلك المقام وحدة هذه الأمة، أمة الإسلام بمعناها الواسع، وأن المسلم أحق بأنبياء الله جميعًا ممن انتسب إلى بعضهم زورًا، وأن تاريخ دينه ممتدٌ إلى الأزل، لم يبدأ عند نقطة زمنية معينة، وأنّا نسير على درب هؤلاء الأنبياء الحاملين للواء الشريعة، المحاربين لأعدائها، وأن إخواننا في غزة ونحوها هم خَلَف موسى وأتباعه، وأن يهود اليوم هم خَلَف فرعون وقومه، وأنّ ربنا وإلهنا ومولانا هو الذي أورث بالأمس القومَ الذين كانوا يُستَضْعفون مشارقَ الأرض ومغاربها، وهو الذي يورثهم ذلك اليوم إن شاء الله وينصرهم على عدوهم بإذنه، ويتم كلمته الحسنى عليهم بما صبروا، ويدمر ما كان يصنع طواغيت الزمان وما كانوا يعرشون، وأنّا إذا بُلينا أو استُضعفنا لم يكن لنا مَثَل اليهود، مَثَل السوء، ولا نقول (أُوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا)، ولا نقول (اذهب أنت وربك فقاتلا)، ولا نرتاب في وعد الله سبحانه. - استحب كثيرٌ من الأئمة التوسعة على الأهل والعيال في ذلك اليوم، بالنفقة أو الطعام أو الشراب أو نحو ذلك. - من بدع الرافضة في ذلك اليوم اتخاذه مأتمًا لأجل قتل الحسين بن علي رضي الله عنه، وقال الحافظ ابن رجب رضي الله عنه: "فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعا ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما فكيف بمن دونهم؟!". وأهل السنة أحق منهم بريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحمه ودمه، فنحزن لأجله رضي الله عنه، وإن كنا لا نتعبد بتكلف إظهار الحزن في ذلك اليوم دون غيره، ونرجو لو فديناه رضي الله عنه بأرواحنا وأهلينا، وننصره باتباع سنة جده صلى الله عليه وسلم، والانتصار لها، والاستعاذة بالله أن نبكيه نهارًا ثم نوالي إخوان قتلته ليلًا، وأن نتشبّه بمن خذلوه وأعانوا عليه إذا خذلنا إخواننا وأعنّا عليهم! اللهم إنا نعوذ بك من هذه الحال! اللهم لا تكتبنا عندك منهم! #2020
إظهار الكل...
👍 2
بعضُ النَّاس يخوِّفونك بالله من شيءٍ أنت تفعلهُ لوجه الله أصلًا، فيأتونكَ ويقولون لكَ: "اتَّقِ الله وانتهِ، ولا تتكلَّم في كذا وكذا" وأنتَ ما تتكلَّم بهذَا إلَّا من باب إنكارِ المنكر وإحقاقِ الحقِّ، فهُم ينهونكَ عن طريقٍ أنتَ تسيرُ فيه مجاهدًا مُحتسبًا مقبلًا على الله غير مُدبر، وترجو بسعيكَ أن تكونَ ممَّن يُكتب اسمهم في صُحفِ السَّماء. فكيفَ أَتوبُ عن أمرٍ هوَ عندي طَاعَة وقُربة؟ الله المستعان.
#فضفضة
إظهار الكل...
👍 8
قال أبو عمر ابن عبد البرِّ رحمه الله: "أهلُ السُّنة مُجمِعُون على الإقرار بالصِّفاتِ الواردةِ كلِّها في القرآنِ والسُّنة، والإيمان بها، وحَملِها على الحقيقةِ لا على المجاز، إلّا أنَّهم لا يُكيِّفون شيئًا من ذلك، ولا يَحُدُّون فيه صفَةً محصورةً، وأمّا أهلُ البِدعِ والجهميّةُ والمعتزِلَةُ كلُّها والخوارجُ، فكُلُّهم يُنكِرُها، ولا يحمِلُ شيئًا منها على الحقيقة، ويزعُمون أنَّ مَن أقَرَّ بها مُشَبِّهٌ، وهم عندَ من أثبَتها نافُون للمعبود، والحقُّ فيما قاله القائلون بما نطَق به كتابُ الله، وسُنَّةُ رسولِه، وهم أئمَّةُ الجماعة، والحمدُ لله".
[التمهيد لابن عبد البر]
إظهار الكل...
👍 5
قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله أهلُ السُّنة مُجمِعُون على الإقرار بالصِّفاتِ الواردةِ كلِّها في القرآنِ والسُّنة، والإيمان بها، وحَملِها على الحقيقةِ لا على المجاز، إلّا أنَّهم لا يُكيِّفون شيئًا من ذلك، ولا يَحُدُّون فيه صفَةً محصورةً، وأمّا أهلُ البِدعِ والجهميّةُ والمعتزِلَةُ كلُّها والخوارجُ، فكُلُّهم يُنكِرُها، ولا يحمِلُ شيئًا منها على الحقيقة، ويزعُمون أنَّ مَن أقَرَّ بها مُشَبِّهٌ، وهم عندَ من أثبَتها نافُون للمعبود، والحقُّ فيما قاله القائلون بما نطَق به كتابُ الله، وسُنَّةُ رسولِه، وهم أئمَّةُ الجماعة، والحمدُ لله. [التمهيد لابن عبد البر ٥/‏١٥٦]
إظهار الكل...
أولًا- المتقرِّر عند أهل السُّنَّة والجماعة أنَّ تفسير الصِّفة بلازمهَا مع الإيمانِ بأصلها توضيحٌ وبيان، وتفسيرُ الصِّفة بلازمها مع جحودِ أصلهَا تعطيلٌ وتحريف، فنحنُ لا ننكرُ أنَّ المرادَ بالآيةِ هو بقاء الله بصفاتهِ وأسمائهِ وأنَّه لا يموت كخلقه، هذا صحيح لا ننكرهُ، وهوَ توضيحٌ وبيَان، ولكنَّنا هل ننفي صفة الوجه بحجَّة أنَّ المراد العَام بالآية كذا وكذا؟ بالطَّبع لا، فهناك تفسيرٌ عامٌّ للآيةِ وتفسيرٌ خاص. • العامُّ: هو أنَّ الله باقٍ لا يفنى بذاته وصفاته جلَّ جلاله. • والخاصُّ: أنَّ الله له وجه جميل يليقُ به سبحانه. فلا تسوق المعنى الأوَّل لتضرب به الثَّاني كما يفعل أهل البدع في اقتطاعِ تفاسير بعض الصَّحابة لبعض آيات الصِّفات، بل كلاهما -العامُّ والخاص- صحيحان، نفهمُ من الآية أنَّ الله بصفاتهِ باقٍ لا يفنى كباقي خلقهِ، ونفهمُ منها أنَّ له وجهٌ جميل يليقُ به سبحانه، لا تعارض. ثانيًا- بقاءُ وجهُ الله في الآية يلزم منه بقاء الذَّات، لأنَّ المتقرَّر في القواعد أنَّ القولَ في صفةٍ واحدةٍ كالقول في باقي الصِّفات، فإن كان الوجه يبقى، فيد الله تبقى، وساقُ الله تبقى، وعين الله تبقى، وهكذا...، لأنَّ الله بصفاتهِ وأسمائه لا يموت ولا يفنى، وإنَّما عبَّر بالوجه عن الذَّات لعظمِ صفة وجهه سبحانه، ولا وجه دون ذات، فعبَّر بوجهه عن ذاته، أمَّا أنتم نفيتم الوجه وأبقيتم الذَّات وهذا خلاف الآية!. ثالثًا- عادةُ أهل البدع أن يتمسَّكوا بالمتشابهاتِ ليضربوا بها المحكمات، فأنت تريدُ أن تنفي وجه الله سبحانهُ الذي ثبت بأدلَّةٍ صحيحةٍ صريحةٍ من القرآنِ والسُّنَّةِ والإجماع بدليلٍ مجملٍ عام؟! هذا والله عين التَّحريف والتَّعطيل. وأقولُ قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وصلِّ اللهمَّ على محمَّد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
إظهار الكل...
👍 5
الرَّد على مشهور فوَّاز 6 -هَل للهِ وجهٌ؟- بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم والصَّلاة والسَّلام على أَشرف الخلقِ والمُرسلين محمَّد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، أَمَّا بعد: نُكملُ معكم هذه السِّلسلة في بيانِ عقيدة مشهور فوَّاز الفاسدة -أسأل الله أن يهديه- عملًا بقولِ الله جلَّ جلاله عندمَا قال: ‏﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾، وبقولِ النَّبيِّ ﷺ: "مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أضْعَفُ الإيمانِ"، وأَسأل الله أَن يجعل هذه الكلمات خالصةً لوجهه الكَريم، وأن يستعملنَا ولا يستبدلنَا، ونبدأُ على بركة الله: أوَّلًا: يسيرُ مشهور فوَّاز على خطى الأشاعرة في نفيِ الصِّفات، وهذا واضح كما أثبتُ سابقًا، ولا مشكلة في ذلك فالرَّدُّ عليه سهل، ولكنَّ الذي يوغلُ الصَّدر أنَّه ينسبُ التَّشبيه والتَّجسيم لظاهرِ كلامِ ربِّي سبحانه!، يعني لكَ أن تتخيَّل أيُّهَا المُسلم أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد أنزل آياتٍ بيِّناتٍ من الهُدى، وأنزَل قرآنًا عربيًّا لنعقلهُ ولنتفكَّر فيه، ثمَّ يأتيك مشهور ليقول لك: "هذه آيات توهم التَّشبيه فالواجبُ عليك أن تتأوَّلها". بمعنى آخر يقول: "الأخذُ بظواهرِ القرآن والسُّنَّة في باب الأسماء والصِّفات كُفر!"، لأنَّ تشبيه الله بخلقهِ كفرٌ بالإجماع، وقد قالهَا إمامهم الصَّاويُّ من قبل في حَاشيتهِ على الجَلالين: "الأخذُ بظواهرِ القرآنِ والسُّنَّة من أصولِ الكفر". ولذلكَ يردِّدُ كثيرًا هذه الدِّيبَاجة حتَّى يُوهمَ السَّامع أنَّ ظواهر نصوصِ الصِّفات تشبيهٌ وتجسيمٌ ولا يجوزُ للسَّامع أن يحملهَا على ظاهرهَا بما يليقُ بالله جلَّ جلاله، وأمَّا قول الله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾، وقولهِ تعالى: ‏﴿وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ﴾، وقوله تعالى: ‏﴿وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾، وقولهِ تعالى: ‏﴿وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾، فهذا لا قيمة له عند مشهور، نصوصُ الصِّفات من القرآنِ والسُّنَّة عند مشهور توهمُ الكفر ولا يجوزُ حملها على ظاهرهَا ولو قال الله بنفسهِ أنَّها آياتٍ بيِّنات واضحات!. - وَأمَّا قوله: "إمَّا أن تقول اللهُ أعلم بمعنى الوجه، لكن قطعًا لا يرادُ بذلك ظاهر اللَّفظ، وإمَّا أن تتأوَّلهُ فتقول: "كلُّ شيءٍ هالكٌ إلَّا ذاته" قولٌ باطلٌ يُردُّ عليه من عدَّةِ وجوه: الوجهُ الأوَّل: يتَّفقُ الأشاعرةُ على نفيِ ظاهرَ اللَّفظ، سواء كان النَّفي بالتَّفويض أو بالتَّأويل. والتَّفويضُ: هو نفي ظاهر اللَّفظ مع تفويضُ المعنى لله، فيأتي المفوِّض لقول الله جلَّ جلاله: ‏﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ فيقول: "لا يُراد بذلك أنَّ لله وجه، هذا لا يجوز، والمعنى الله أعلم به لا نعلمه"، فهذا هو التَّفويض. والتَّأويل: هو نفي ظاهر اللَّفظ مع إبدَال المعنى بمعنى آخر، فيأتي المؤوِّل لقول الله جلَّ جلالهُ: ‏﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ فيقول: "لا يُراد بذلك أنَّ لله وجه، هذا لا يجوز، والمعنى هو أنَّ لله ذات لا وجه"، فهذا هو التَّأويل. وكلَا المذهبينِ كفر، وجحودٌ لصفةِ وجه الرَّحمن، فالمتقرِّر في القواعد أنَّ الشَّريعة لا تفرِّقُ بين متشابهين ولا تجمعُ بين مختلفين، والعبرةُ بالمقاصِد، فمن نفَى صفةً من صفاتِ الله كَفَر، سواء نفاها بالتَّأويل أو بالتَّفويض، وقولنَا هنا: "كَفَر"، أي من باب الحكم العَام، أمَّا إنزال الحكم على الأعيان فهذا لا بدَّ فيه من ثبوتِ الشُّروط وانتفاء الموانع، وقَد اتَّفقَ أهلُ السُّنَّةِ والجَماعة على أنَّ لله وجه يليقُ به جلَّ جلالهُ، فصفةُ الوجه ثابتةٌ لله من القرآن والسُّنَّة ومن كلام السَّلف، أوردُ بعضهَا: - من القرآن: • قولُ الله تعالى: ‏﴿وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ﴾. • وقوله: ‏﴿وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ﴾. • وقوله: ‏﴿هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ﴾. • وقوله: ‏﴿وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾. • وقوله: ‏﴿وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُضعِفُونَ﴾. - من السُّنَّة:
إظهار الكل...
👍 3
• قَالَ ابن خزيمة رحمهُ الله بعدمَا أورد جملةٌ من الآيات تثبتُ الوجه لله: "فنحنُ وجميعُ عُلمائِنا من أهلِ الحِجازِ وتِهامةَ واليَمَنِ والعِراقِ والشَّامِ ومِصرَ، مذهبُنا: أنَّا نُثبِتُ للهِ ما أثبتَه اللهُ لنَفْسِه، نُقرُّ بذلك بألْسنِتنا، ونُصدِّقُ ذلك بقُلوبِنا؛ مِن غيرِ أنْ نُشبِّهَ وَجْهَ خالِقِنا بوَجْهِ أحدٍ من المخلوقينَ، عزَّ ربُّنا أنْ يُشبِهَ المخلوقين، وجلَّ ربُّنا عن مقالةِ المُعطِّلين". • قال ابن منده رحمه الله مثبتًا لصفةِ الوجه: "مِن صِفاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ التي وصَفَ بها نفْسَه قَولُه: ‏﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾، وقال: ‏﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾، وكان النبيُّ ﷺ يَستعيذُ بوَجْهِ اللهِ من النَّارِ والفِتنِ كلِّها، ويَسألُ به". • قال ابنُ رُشدٍ رحمهُ الله: "لا اختِلافَ بينهم أيضًا في جوازِ إطلاقِ القَولِ بأنَّ للهِ يَدَين ووَجهًا وعينينِ؛ لأنَّ اللهَ وصَفَ بذلك نَفْسَه بكتابِه". • قَال أبو القاسم الأصبهانيُّ رحمهُ الله: "ذِكْرُ إثباتِ وَجْهِ اللهِ عزَّ وجلَّ الذي وصَفَه بالجَلالِ والإكرامِ والبَقاءِ في قَولِه عزَّ وجلَّ: ‏﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾". ولو نقلتُ لكم كلُّ النُّصوص لطَال المقامُ كثيرًا، ولكن هذه بعضها لأثبتُ لكم أنَّ الإجماع منعقدٌ على صفة الوجه لله، فلا يجوز لمشهور ولا لغيره أن يخالفَ هذا الإجماع بأي شكلٍ من الأشكال. الوجهُ الثَّاني: قَد سردتُ لكم أدلة كثيرة من الكتابِ والسُّنَّة بفهم سلف الأمَّة في إثبات صفة الوجهِ لله، فهل عند مشهور دليلٌ واحد من القرآن والسُّنَّة أو من كلام السَّلف يقول بأنَّ ليس لله وجه؟ أو بأن هذه الآيات ظاهرهَا التَّشبيه ولا يجوز الأخذ بظاهرهَا؟ أو بأنَّ التَّأويل أو التَّفويض هو المذهبُ الحقُّ في صفات الله جلَّ جلاله؟ فقط دليلٌ واحد وأتراجع عن عقيدتي. الوجهُ الثَّالث: من التَّناقضِ الذي لا يجوزُ على الله أن ينزلَ آياتٍ على رسوله ﷺ ويصفهَا بأنَّها آياتٍ بيِّناتٍ واضحات، ثمَّ نكتشفُ بعدها أنَّها توهم الكفر والتَّجسيم!، فهل يخاطبُ الله عباده بالكفر ويوهمهم بما لا يقدرون على الانفكَاك منه إلَّا إن كان صوابًا؟ وهل من أخذ بالأدلة الكثيرةِ في إثبات صفاتِ الله على ظاهرهَا ضالٌ مبتدع ومن حرَّف وتأوَّل جميع الآيات على غير ظاهرهَا مؤمنٌ مسلِّم؟! وهل أتى النَّبيُّ ﷺ بكلمةٍ واحدة ممَّا يعتقده مشهور؟. يقولُ ابن القَيِّم رحمهُ الله: "لَا يَخْلُو إِمَّا أَنْ يَكُونَ الرَّسُولُ يَعْرِفُ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْعَقْلُ بِزَعْمِكُمْ -مِنْ إِنْكَارِ عُلُوِّ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ، وَاسْتِوَائِهِ عَلَى عَرْشِهِ، وَتَكْلِيمِهِ لِرُسُلِهِ وَمَلَائِكَتِهِ ...إلخ من الصِّفات- أَوْ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ ذَلِكَ، فَإِنْ قُلْتُمْ: لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهُ، كَانَتْ الْجَهْمِيَّةُ وَالْمُعَطَّلَةُ وَالْمَلَاحِدَةُ وَالْمُعْتَزِلَةُ وَالْقَرَامِطَةُ الْبَاطِنِيَّةِ وَالنُّصَيْرِيَّةِ وَالْإِسْمَاعِيلِيَّةِ وَأَمْثَالِهِمْ وَأَفْرَاخِهِمْ وَتَلَامِذَتُهُمْ أَعْلَمُ بِاللَّهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَمَا يَجِبُ لَهُ وَيَمْتَنِعُ عَلَيْهِ مِنْ رُسُلِهِ وَأَتْبَاعِهِ، وَإِنْ كَانَ يَعْرِفُهُ امْتَنَعَ أَلَّا يَتَكَلَّمَ بِهِ يَوْمًا مِنْ الدَّهْرِ مَعَ أَحَدٍ مِنْ خَاصَّتِهِ وَالْمُطَّلِعِينَ عَلَى سِرِّهِ، وَمِنْ الْمَعْلُومِ قَطْعًا أَنَّ الرَّسُولَ -صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ- لَمْ يَتَكَلَّمْ مَعَ أَحَدٍ بِمَا يُنَاقِضُ مَا أَظْهَرَهُ لِلنَّاسِ، وَلَا كَانَ خَوَاصُّ أَصْحَابِهِ يَعْتَقِدُونَ فِيهِ نَقِيضَ مَا أَظْهَرَهُ لِلنَّاسِ، بَلْ كُلُّ مَنْ كَانَ بِهِ أَخَصُّ وَبِحَالِهِ أَعْرَفُ كَانَ أَعْظَمَ مُوَافَقَةً لَهُ وَتَصْدِيقًا لَهُ عَلَى مَا أَظْهَرَهُ وَبَيَّنَهُ وَأَخْبَرَ بِهِ، فَلَوْ كَانَ الْحَقُّ فِي الْبَاطِنِ خِلَافَ مَا أَظْهَرَهُ لَزِمَ أَحَدَ الْأَمْرَيْنِ: إِمَّا أَنْ يَكُونَ جَاهِلًا بِهِ، أَوْ كَاتِمًا لَهُ عَنْ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ، وَمُظْهِرًا خِلَافُهُ لِلْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ، وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْأُمُورِ امْتِنَاعًا، وَمُدَّعِيهِ فِي غَايَةِ الْوَقَاحَةِ وَالْبُهْتِ". الوجه الرَّابع: قد يعترضُ معترضًا فيقول: "إذا كان المرادُ بالآية هو وجه الله لا ذات الله، إذًا فإن يدُ الله ستهلك، ورجله كذلك، وباقي الصِّفات، لأنَّ الله يقول: ‏﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾". فأقول:
إظهار الكل...
👍 4
• قولُ النَّبيُّ ﷺ: "إنَّك لنْ تُخلَّفَ فتعملَ عملًا تَبتغي به وَجْهَ اللهِ، إلَّا ازددتَ به درجةً ورِفعةً". • وقولُه ﷺ : "حجابُه النُّورُ، لو كشفها لأحرقت سبُحاتُ وجهِه ما انتهَى إليه بصرُه من خلقِه". • وقوله ﷺ: "جنَّتانِ مِن فضَّةٍ آنيتُهما وما فيهما، وجنَّتانِ مِن ذهَبٍ آنيتُهما وما فيهما، وما بَيْنَ القومِ وبَيْنَ أنْ ينظُروا إلى ربِّهم إلَّا رِداءُ الكِبْرِ على وجهِه في جنَّةِ عَدْنٍ". • وقوله ﷺ: "وأسألُك لذَّةَ النَّظرِ إلى وجهِك الكريمِ". - من كلام السَّلف: • قالَ البغويُّ رحمهُ الله: "كُلُّ ما جاء به الكِتابُ أو السُّنَّةُ مِن هذا القَبيلِ في صِفاتِ اللهِ سُبحانَه وتعالى كالنَّفْسِ، والوَجْهِ، والعَيْنِ، واليَدِ، والرِّجْلِ، والإتيانِ، والمجيءِ، والنُّزولِ إلى السَّماءِ الدُّنيا، والاستواءِ على العَرْشِ...، فهذه ونظائِرُها صِفاتٌ لله عَزَّ وجَلَّ، ورد بها السَّمعُ، يجِبُ الإيمانُ بها، وإمرارُها على ظاهِرِها، مُعرِضًا فيها عن التَّأويلِ، مجتَنِبًا عن التَّشبيهِ، مُعتَقِدًا أنَّ الباريَ سُبحانَه وتعالى لا يُشبِهُ شَيءٌ مِن صِفاتِه صِفاتِ الخَلْقِ، كما لا تُشبِهُ ذاتُه ذواتِ الخَلْقِ، وعلى هذا مضى سَلَفُ الأمَّةِ وعُلَماءُ السُّنَّةِ، تَلَقَّوها جميعًا بالإيمانِ والقَبولِ". • وقال أيضًا: "قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ أَيْ: لِلَّذِينِ أَحْسَنُوا الْعَمَلَ فِي الدُّنْيَا الْحُسْنَى، وَهِيَ الْجَنَّةُ، وَزِيَادَةٌ: وَهِيَ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ الْكَرِيمِ، هَذَا قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَحُذَيْفَةُ، وَأَبُو مُوسَى، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَهُوَ قَوْلُ الْحَسَنِ، وَعِكْرِمَةَ وَعَطَاءٍ، وَمُقَاتِلٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ". • قال الشَّافعيُّ رحمه الله: "للهِ تبارَك وتَعالى أسماءٌ وصِفاتٌ جاءَ بها كِتابُه، وأخْبَر بها نبيُّه ﷺ أمَّتَه...، وأنَّ له وجهًا بقَولِه: ‏﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾، وقَوله: ‏﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾. • قَال الطَّبريُّ رحمهُ الله: "﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ أي النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِمْ"، ويروي هذا التَّفسير عن ابن المُبَارك، وسُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ومُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، ومَعْمَرٍ، وثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وابْنُ بَشَّارٍ، والْحَسَنِ، وغيرهم... • وقال أيضًا مثبتًا لصفةِ الوجه: "وأنَّ له وجهًا لقوله:﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾، وقوله:﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾". • قَال أبو القَاسم اللَّالكائيُّ رحمهُ الله مُثبتًا لصفة الوجه: "سياقُ ما دلَّ من كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ وسنَّة رسوله ﷺ على أنَّ من صفاتِ الله عزَّ وجلَّ الوجه والعينين واليدين، قال الله عز وجل:﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾". • نقلَ الآجريُّ في كتابهِ مثبتًا لصفةِ الوجه: "حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ قَالَ: «النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى»". • قول الإمامُ عبد الله ابن الإمام المُبجَّل أحمد بن حنبل ناقلًا عن أبيه مثبتًا لصفة الوجه: "حَدَّثَنِي أَبِي، نا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ أَدْنَىَ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى جِنَانِهِ وَنَعِيمِهِ وَخَدَمِهِ وَسُرُرِهِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ سَنَةٍ، وَإِنَّ أَكْرَمَهُمْ عَلَى اللَّهِ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً» ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾. • قال أبو الحارث الصَّائغ: قلتُ لأبي عبد اللَّه -الإمام أحمد ابن حنبل-: يا أبا عبد اللَّه، قلت لرجلٍ: لا نقول: إنَّ وجه اللَّه ليس بمخلوق؟ فقال: لا، إلا أن يكون في الكتابِ نصٌّ، فارتعد أبو عبد اللَّه وقال: أستغفرُ اللَّه، سبحان اللَّه، هو الكفر باللَّه، أحدِّثكَ في أنَّ وجه اللَّه ليس بمخلوق". • قولُ الإمام حرب الكَرمانيُّ ناقلًا إجماع أهل السُّنَّة على صفةِ الوجه لله: "ويضعُ قدمهُ في جهنَّم فتزوى، ويُخرج قومًا من النَّار بيدهِ، وينظر أهل الجنَّة إلى وجههِ".
إظهار الكل...
👍 2
00:39
Video unavailableShow in Telegram
#مقالات
إظهار الكل...
IMG_9824.MP413.56 MB
sticker.webp0.00 KB
اختر خطة مختلفة

تسمح خطتك الحالية بتحليلات لما لا يزيد عن 5 قنوات. للحصول على المزيد، يُرجى اختيار خطة مختلفة.