Fragile Fantasy

Don't waste your time stressing about things you can't change.

هذا الشغف يجب أن نعيشه مع أحبائنا، في عملنا، وفي هواياتنا. إنك تكرس كل حياتك لقضيتك حتى آخر نفس، شيء لا يقدر عليه إلا المخلص المجاهد المجتهد.

ففنايه كتابتي أحب "رونالدو" لأن جزءًا مني ومن أحلامي يتحقق فيما يفعل. جزء من نفسي التي تفتقر للموهبة والقدرات العظيمة يرى الأمل في مسيرته الصعبة التي أخاف من اتباعها. ولا أرى نفسي في الشخصيات الكاملة مثل "ميسي".

وبعدما الجميع اعترف بقوته الذهنية. نراه وقد انهار السد، وسقط الوشاح، وتراكمت ضغوطات سنوات في لحظة انهيار دموعه بعد تضييعه للركلة. "رونالدو" لم يبكِ لتفويته فرصة إحراز هدف؛ فقد أحرز المئات. "رونالدو" يبكي مسيرة امتلأت بالحقد والعداء من الناس، ويشعر أنها لم تكتمل بعد. يشعر أن الكرة لم تنصفه بعد. "رونالدو" هو البطل الذي فرضت عليه الظروف أن يكون شريرًا، بينما هوا البطل الحقيقي . بينما "ميسي" لن يشكك في موهبته وعبقريته إلا الأحمق، لكن الفرق كبير بين من نال حب وعطف الناس من اللحظة الأولى، وبين من حفروا في الصخر حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه. وبالتأكيد لا أقصد مجرد الجهد البدني، فبالتأكيد "ميسي" يجتهد، لكن على أي مستوى نقارن؟

"رونالدو" يضع نفسه تحت ضغط ذهني وإعلامي واجتماعي كبير حتى في هذا السن المتقدم. لسبب ما، حقق ما لم يحققه غيره ونال ما لم ينله غيره، ومع ذلك يحاول إثبات شيء لذاته، وليس للناس. شيء لا نراه يدفعه للاستمرار إلى الآن، حاملًا على عاتقه أنظار المتربصين والحاقدين والناقمين المتكاثرة يوماً بعد يوم، ولهو ثقل عظيم. أحببته لأنه دائمًا، رغم كُره الجميع، يفعل ما يريد ويرغمهم على رؤيته يرتقي. تعلقنا بهذا الجزء المحب لحرارة الكارهين. يسمونه الناس غرورًا، لكنني اراه تحديّا. نعم، "رونالدو" رجل عاشق للتحدي، لعله أكثر الرياضيين عناداً على مر العصور.

رغم كل المحاولات لتثبيطه وإحباطه وكسر غروره من قبل مسؤولي الكرة والفيفا والصحفيين والمذيعين، فقد حمل على عاتقه إثبات نفسه وفرض قيمته عليهم. نعم، اتبع قصة البطل الشرير، لكن في المقابل نال اعترافهم واحترامهم. مرة تلو الأخرى يسقط ويعلو ويثبت أنه لا يموت. نعم، يظهر للجميع كبطل مغرور لا يهتم إلا بمجده الخاص، لكن خلف الستار، هو رجل تدفعه المنافسة والغيرة الرياضية المتأججة في روحه لتحقيق ما حققه "ميسي"، شئت أم أبيت. كما كان "رونالدو" دافعاً لـ"ميسي" ليتخطى العديد من المستويات، فإن العكس صحيح أيضاً.

لذلك، لا تتعجب إذا رأيت معظم نجوم العالم الحاليين، مثل بيلينجهام و امبابي وبنزيما، يعتبرون "رونالدو" قدوتهم وليس "ميسي". "رونالدو" هو من أعطاهم الأمل بأن منافسة أصحاب الموهبة أمر ممكن. لطالما كان "رونالدو" هو النموذج.

اختيار طريق الجحيم ومحاولة منافسة الموهبة الخالصة هو خيار من فقد رشده. وهذا ما يمثله لي "كريستيانو رونالدو". السبب الأساسي في أنني أراه قدوة ونموذجاً يجب أن نحتذي به بدلاً من "ميسي"، رغم حبي لمهارات الأخير، هو أن رحلة "رونالدو" ترسل رسالة لكل من يظن أن المحاولة والمثابرة بلا جدوى. طريق العمل والتعلم والانضباط والتطوير الذاتي هو أمر شاق وثقيل يكاد يكون مستحيلاً، خاصة عند منافسة الموهبة. رؤية شخص يصل من خلال هذا الطريق الجحيمي إلى مستوى ينافس الموهبة هو بمثابة معجزة.

عندما تُولد وفي يديك موهبة نادرة وخالصة، هي الأمثل والأكمل في مجالك يصبح الوصول إلى القمة حلماً بعيد المنال لمن يطمحون إليها يوماً. هؤلاء الذين لم تساندهم موهبتهم بالقدر الكافي يضطرون إلى سلوك طريق مليء بالعمل الجاد وتطوير الذات من خلال الجهد والاجتهاد. وفي منتصف الطريق، يكتشف الكثير منهم أنهم كانوا يعيشون في وهم، إذ إن تقليص الفارق الكبير بين الموهبة الجبارة ومن يفتقدونها يتطلب جهداً جباراً. نعم انا اتحدث عن الاسطورتين في عصرنا الحالي كريستيانو و ميسي

هناك موضوع جذب انتباهي بخصوص كرة القدم. لم أكن أرغب في الحديث عنه بحكم أنني لست من المعجبين الكبار بهذه الرياضة، ولكنني أرغب في التحدث عنها الآن ..