حذيفة الجابري

أعرف شخصاً له طريقة خاصة في القراءة ، يقرأ أربعة كتب في مجالات مختلفة في نفس الوقت وعندما سألته لماذا يفعل هذا ؟ أجاب : ستذهل من كمية الروابط والعلائق التي أكتشفها بين الكتب التي أقرأ وإن كانت مختلفة المجالات .. عن طريق الصدفة قرأت مقالاً اليوم عن تاريخ العبيد في أمريكا وأنهم كانوا يقطعون أيدي من يجدونه يتعلم القراءة والكتابة ، وأن تاريخ تحرير العبيد كان مرتبطاً بالثورة الصناعية ، أي أن تحرير العبيد لم يكن لدافع أخلاقي إنما رأسمالي بحت .. ثم بعدها فتحت لمراجعة بعد الدروس مذكرة في الحديث الشريف فقرأت : عن مالك عن نافع عن ابن عمر ... فتوقفت وقلت هذه ما يُسميها المحدثون ( سلسلة الذهب ) وأحد أطراف سلسلة الذهب هذه نافع مولى ابن عمر ، ثم قلت كم من رواة الحديث بل علماء المسلمين كانوا موالي ؟ ثم بعد هذا لا يزال الغربي يستطيل علينا بالريادة الحضارية ويلقّن المنهزمين فيتلقنون وينشدون : ( إشكالية التراث ) ( قدسية التاريخ ) ( المثالية الإسلامية )

يا جماعة هذا الكلام نظرية في علم النفس اللغوي ، لكن حظ علمائنا من الفهم والتحليل والاعتناء كحظ الشمس عند الشعراء تمنحهم أسباب الحياة وتحيي الكون من حولهم ويعدلون عنها إلى التغزل بكوكب صخري أبيض لا نفع فيه إلا أن بينه وبين خدّ سلمى مناسبة .. وقد قال هو - رحمه الله - : غزلتُ لهم غزلاً رقيقاً فلم أجد لغزلي نسّاجاً فكسّرت مغزلي

"من غلب عليه عشقٌ نَزَّل كل ما يسمعه عليه، سوء كان اللفظ مناسباً له أو لم يكن، إذ ما من لفظ إلا ويمكن تنزيله على معانٍ بطريق الاستعارة، ولا يحتاج في تنزيل ذلك عليه إلى استنباط وتفكر ومهلة، بل تسبق المعاني الغالبة على القلب إلى فهمه مع اللفظ". - أبو حامد الغزالي

رضي اللّٰه عن الأسامتين ؛ الواعظ والنهاري لا زالا يُحييان الشعر بحناجرهما النديّة ، ويُقصّران علينا مشاوير المواصلات المرهقة .. قناة أسامة النهاري : https://t.me/osaaamaaahhh

اسمعه حين يقول : ولا ينبيكَ عن خُلُق الليالي كمن فقد الأحبة والصحابا لله در الواعظ لقد استخفه الطرب هنا وسلطن سلطنة عازف الكمان مع رياض أحمد في ( عود لحبيبك ) وكتألق ضارب العود مع يونس العبودي حين غنى ( آه يا روحي العنيدة ) وكالعطواني في إنشاد البردة ، وتألق كتألق آل باتشينو في مشهد المحكمة في scent of a women وديكابريو على الطاولة في django ، وتنقّل برشاقة بين طبقات الصوت كرشاقة تارانتينو في التنقل بين فصول أعماله .. كلها أداءات استثنائية اتحد أصحابها بجوهر الفن فتجلى في إبداعاتهم .

مصر » أحمد شوقي » سلو قلبي غداة سلا وثابا

80% من القوم الفلانيين هم كذا .. - لابد أنك تسمع مثل هذه العبارة كثيراً وربما تستخدمها في بعض الأحيان ، وبإيجاز مُخل أقول : لكي يكون هذا القول صحيحاً وعلمياً عليك أن تجري ما يسمى بالمسح الشامل : وهو عمل إحصائي منظم يشمل جميع مفردات المجتمع الإحصائي - ما يسمى بلغة المناطقة الاستقراء التام - ، وهو ما يستحيل أن يقوم به باحث بل تعمل عليه مؤسسات بحثية ضخمة وبميزانيات مرتفعة جداً وبخطوات دقيقة وتستغرق وقتاً طويلاً ، بل إن هناك حالات تسمى إستحالة البحث الشمولي إما لضخامة المجتمع أو لعوامل ثقافية تمنع الحصول على بيانات دقيقة وغيرها .. - أو أن تقوم بالمسح بالعينة : وهو إجراء البحث على أفراد من مجتمع البحث وتعميم النتائج عليه ، ولهذه الطريقة شروط معقدة ودقيقة لكي تكون العينة ممثلةً لمجتمع البحث بعد هذا كله يستطيع الباحث أو المؤسسة أن يطلق العبارة المذكورة بدايةً ، ويؤخذ منه ويرد بحسب التزام بحثه بالمنهجية والدقة وعوامل أخرى ، فلتكن عاقلاً وإياك والإطلاقات الإنطباعية لأنه علامة على عدم احترامك لكلامك ووزنه وجدّيته .. وأنا أترفّق بالعبارة وإلا فحجة الإسلام أبو حامد بسط الحديث عن مثل هذا في كتاب وعنونه ب " إلجام العوام عن علم الكلام " - نعم ، لقد كتاب الجاحظ " ذم أخلاق الكُتاب " وكتب ابن خلدون " أهل البداوة أقرب إلى الشجاعة من أهل الحضر " في ما يُعد إطلاقاً ، والجواب أن هذا من باب الاستدلال العقلي لعوامل ومؤثرات ثقافية ونفسية وبيولوجية وأنثربولوجية وبيئية وحتى جغرافية دالة ومؤثرة على طبيعة المجتمع ، وليس ذلك من الإستقراء فليس من منطق حديثهم النسبية لأن إطلاقاتهم محمولة على الجنس وأهل التجريد لا بد لهم من ذلك .