🔻عَبد الرّحمَـٰن•𓂆

هُنا تجَندلَ الصّهايِنة ومُرّغت أنوفَهم بالتُراب. 🔻الشجاعيّة.

- ثَمانِية أشهُر قد غِبتها عنّي شَهيدًا، ثَمانِية أشهُر ولم أزَل أعيش تلكَ الصّدمة عندما ذهبتُ إلى بيتِك لأُواسيك باستِشهاد عمّك وأن أتفقّدَك فسمعتُ تلكَ الجُملة الّتي لا تُغادرني "محمُود هو الشّهيد الوحيد من عائلته"، لم أتحدّث حينها مع أحد غادرتُ المَكان بهدوء وانكِسار، محمود الّذي كنت بالأمس استذكِرُ معه ذكرى استِشهاد نور بركة كان التّاريخ نفسه سيكون ذكرى استشهاده أيضًا.! محمود الّذي كنا نقضي معًا ساعات مطوّله اليوم قد حالَ بيننا الفراق.! لن أراه مُجددًا.؟، كل ذلك كان حواري مع نفسي أثناء مغادرتي مكان ارتقاء محمود، أخذني القهر بعدها أثناء بُكائي عليه لأقول "بس محمود بس محمود!" وكأنّه هو الوحيد الّذي أرادهُ الله لجنّته. «اللهُمَّ إنَّ محمُود في ذمَّتِك وحبلِ جوارِك، فأعِذْه مِن فتنةِ القبرِ، وعذابِ النَّارِ، أنتَ أهلُ الوفاءِ والحقِّ، اللَّهمَّ فاغفِرْ له وارحَمْه، اللهُمَّ اجزهِ عن الإحسانِ إحسانًا وعن الإساءَة عفوًا وغُفرانًا، اللهُمَّ نوّر مرقده وعطّر مشهده وطيّب مضجعه اللهم آنس وحشته وارحم غربته، اللهُمَّ ارزقهُ الفُسحة والضّياء وآنسهُ بالقربِ إليك، اللهُمَّ إنّه قَد مضى إلى حالِه وسبَقنا بأعمالِه فاجعَل مأواهُ في أعلى عَليين مَع النّبيين والصديقينَ والصالحِين وحسُنَ أولئك رفيقًا»

«صدقة جارية عن رُوح الشُّهداء 🤍.» • استغفر الله • الحمدلله • لا إله إلا الله • الله أكبر • سبحان الله • لا حول ولا قوّة إلا بالله • اللهُمّ صَلّ عَلى سيدنا محمّد

كتيبة تل الهوى أكثر الكتائب استنزافًا في هذهِ المعركة بدايةً بالأحزمة النّارية الّتي لم تتوقّف وضغطٍ داخلي جرّاء نزوح أعداد كبيرة إلى هذهِ المنطقة وتوغُّلات كثيرة ساعدها ضُعف خط البحر وتكثيف مراقبته بالاستطلاع المُكثّف، وهذا كله على مدار التسعة أشهر من الحرب. هذهِ الكتيبة الّتي رغم كل ذلك رمّمَت قُدراتِها الدفاعيّة والبشريّة واستغلّت كُل ثانية تغِيب فيها طائرات الاستطلاع في صنع الكمائن وحفر المكائد لقوّات العدوّ حال تقدّمها في أيّ لحظة، ومنذ الساعاتِ زفّت لنا تلكَ الكتيبة طيبِ البُشريات وأسمى آياتِ البأس والتّمكين من رِقاب جُنود الاحتِلال.

يُخلي المَدنيّين من بُيوتِهم ليقْتُلَهم في مكانٍ آخر؛ هذهِ إنسانيّة الاحتِلال وهكذا المُجرم عندما يُحاول تبييض وجهِه بعد كشف حقيقته.

«ومَنْ دَامَ اتصَالُ قَلبِهِ بخَالِقِه أعطَاهُ ربّهُ قُوَّةً وثبَاتًا وكِفَايَة»

ظُهور أبو عُبيدَة بعد شهرَين من خِطابه السّابِق لم يكُن لعجزهِ عن الظُهور أمنيًا وإنّما لأنّ المَيدان كانَ يتحدّثُ بنفسِه، شهرين متتابِعين كانت العَناوين تتحدّثُ كثيرًا عن حوادثٍ صعبَة ودعواتٍ للصلوات من أجلِ الجُنود الّذين كانوا باستِمرار يوقِعونَهم المُجاهدين بالمَقتلة. ما جاءَ في هذا الخِطاب الأهَم منذُ أشهُر الأقرب من خِطاب النّهايَة وفيهِ كشفٌ عن ملفّاتٍ عِدّة ليس هباءًا أو تعبئةً لوقتِ الخِطاب. أوّلها: التّصريح بشكلٍ واضِح عن تَرميمِ قُدراتِ القسّام في أوج المَعركة تكتيكيًّا بأساليبٍ جَديدة تعتمِدُ بشكلٍ كَبير على العُبوات والكَمائن، دفاعيًّا بالتصنيع المُنوّع وقد بثّ القَسّام فيديو قبلَ أيّام من إحدى وُرَش التّصنيع، بشريًّا في تجنيدِ آلاف المُقاتِلين الجُدُد من صُفوف الإسنَاد وعندما نقول صُفوف الإسنَاد يجب أن نعود للخِطاب من جَديد عندما تحدّثَ عن الجِيل الفولاذيّ الّذي كانَ نتيجة إجرام الاحتلال ها هوَ اليوم يُجنّد من هذا الجِيل الآلاف وهو لا يتجَاوز أبنائه العِشرون عامًا وهُناكَ الكثير ممّن يُطالبون بالالتِحاق لأنّ كُل مَن هُنا قلوبهم قد امتلأت حِقدًا على هذا الاحتلال مُتعطّشٌ لإراقةِ دمِه، لنعود مرّةً أُخرى للخطاب عندما أسمع أبو عُبيدة المُنافِق والمُرجف قبل العَدوّ أنّ الراية لن تسقُط رُغمَ تضحِيات الجُند والقَادة من كافّة المُستويات. ثانيًا: الكَشف عن نجاح من نجاحاتِ عمليّة طوفانِ الأقصى ويُعتبر رُكنًا أساسيًّا في خطة الهُجوم وهو الخِداع الّذي لاحقَ جِهازَي الموساد والشاباك وهو إخفاقًا بحقّهم، وغيره من إخفاقات رُبّما يُعلن عنها أو عن بعضِها خلال الحرب إن امتَدّت عِبر ما خفيَ أعظَم ورُبّما تُستَخدم بعض الإخفاقات كأوراق ضَغط في المعركة التفاوضيّة الباردة. ثالثًا: الإشارة إلى جبهة الضّفة بصورة غير مسبوقة، لما يستنهِضهُم هذهِ المرّة فحَسب.. وإنّما بدأ في هذا الملف بالوَعيد بقُربِ إضرامِ المَوت في شوارع الضّفة على أيدي خلايا القسّام هُناك وفصائل المُقاومة الّتي نفخرُ بها، وربّما لم تكُن عمليّة قتل الضابِط في مصلحة السجون أمس صُدفةً إن لم تُكشف خفاياها قريبًا، واليرقُد أبانا الشهيد صالح العاروري في قبرهِ بسلام والينعَم في رياضِ الجَنّة بإذن الله.

- رَأى عبدُ اللَّه بِن عُمر الأنصَاريّ لَيلَةَ أُحد أنّه يُقتَل، فَأوصى جابر بأُمهّ وأُخوانِه خَير فقالَت أُمّه: أينَ المُلتَقى يا أبا جابِر؟ قال: المُلتَقى الجنّة. فخرجَ يُريد المَوت ويتمنّاه فأعطاهُ اللَّه مَا تَمنّى مُقبلًا غيرَ مُدبِر، فحزن عليه ابنه جابِر فقال لهُ النّبي ﷺ: والّذي نَفسي بيده ما زالت الملائكة تُظله بأجنحتها حتّى رفعته.. يا جابِر إنّ اللَّه قَد كلّمَ أباكَ كِفاحًا (وجهًا لوجه) ليسَ بينه وبينه تُرجمان فقال: تمنى يا عبدي. فقال: أتمنّى أن تُعِيدَني إلى الدُّنيَا فَأُقاتِل فيك. قال: إنّي كتبتُ عَلى نَفسِي أنّهُم إليهَا لا يُرجعون، فتمنّى يا عَبدي. قال: ربّ أن تَرضى عنّي فَإنّي قَد رضيتُ عنك. قال: فإنّي أحللتُ عليكَ رُضوَاني فلا أسخَطُ عليكَ أبدًا. ثُمّ جعلَ اللَّه روحه وَأروَاح إخوانه الّذين قُتِلوا معه فِي حوَاصر طيرٍ خُضر ترد الجنّة فَتُأكل مِن ثِمَارِها وتُشرب مِن أنهَارِها وتأوي إلى قناديلٍ مُعلّقَة فِي العَرش حتّى يرث اللَّه الأرض ومَن عليهَا.

«فانيةٌ يَا اللَّه؛ فَلا تجعلَ مُرّها يُشقينا ولا حُلوَها يُلهينا، لا الدُنيا لنا، وما كُنا للدُنيا، كُلنا لله، وإنَّا إليهِ لراجِعُون.!»