فوائد علمية أبو يحيى

◀️ لا شيءَ للمرأةِ أفضلُ من لُزومِ بيتِها ▪️قال الإمام ابن عبد البر (463هـ): «ولا شيءَ للمرأةِ أفضلُ من لُزومِ قعرِ بيتِها، ولقد كرِه أكثرُ العلماءِ خُروجَهُنَّ إلى الصلواتِ، فكيف إلى المقابر؟! وما أظنُّ سقوطَ فرضِ الجمُعةِ عنهنَّ إلَّا دليلًا على إمساكِهِنَّ عن الخروج فيما عدَاها، واللّهُ أعلمُ». 📚 «التمهيد» تحقيق بشار عواد (2/ 594).

◀️الزواج بنية الطلاق عند الإمام أحمد: قال الإمام عبد الله ابن الإمام أحمد: سَأَلتُ أبي عَن الرجل يتَزَوَّج الْمَرْأَة ‌وَفِي ‌نَفسه ‌أن ‌يطلقهَا؟ قَالَ الإمام أحمد: «أكرهه، هَذِه مُتْعَة». 📚 «مسائل الإمام أحمد رواية ابنه عبد الله» (1278)

من قال أن العمل المجزئ في الإيمان هو الصلاة (2) 2- الإمام أبو عوانة يَعقوب بن إسحَاق الإسفرَاييني (٣١٦ هـ): قال أبو عوانة في «مستخرجه على صحيح مسلم»: «بَابُ بيانِ أفضل الأعمال، وَالِدليلُ على أنَّ الإيمانَ ‌قولٌ ‌وعملٌ، وأنَّ مَن ترك الصلاةَ فقد كفرَ، وَالدليلُ على أنها أعلى الأعمال؛ إذ تاركُها يكون بِتَرْكها كافرًا». (240) - حَدثنا محمد بن يحيى، والدارمي قالا: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جُريج، عن أبي الزُّبَير، عن جَابرٍ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس بين العبد وبينَ الكفر إلا ترك الصلاة". وقال الدارمي في حديثه: "أو قال: الشِّرك ترك الصلاة، فمن تركها فقد كفر"... انتهى [1]. ثم ساق أحاديث أخرى في الباب. قلت: فهذا نص منه أن أعلى الأعمال للإيمان هو الصلاة، فمن تركها فهو كافر ذهب إيمانه. _________ [1] «مستخرج أبي عوانة - ط الجامعة الإسلامية» (1/ 390).

ما هو العمل المجزئ في الإيمان عند قول أهل السنة: الإيمان قول وعمل؟ جاء عن السلف عبارات عدة: منهم من أطلق: قول وعمل بلا تفصيل. ومنهم من قال العمل هو أداء الفرائض. ومنهم من عبَّر عنه بالأركان. ومنهم من خصه بالصلاة. وممن خصه بالصلاة: 1- الإمام أحمد (241هـ): قال في "أصول السنة": (وَالْإِيمَان قَول وَعمل يزِيد وَينْقص كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَر "أكمل الْمُؤمنِينَ إِيمَانًا أحْسنهم خلقاً"، "وَمن ترك الصَّلَاة فقد كف"، وَلَيْسَ من الْأَعْمَال شَيْء تَركه كفر إِلَّا الصَّلَاة، من تَركهَا فَهُوَ كَافِر وَقد أحل الله قَتله) [1]. قلت: ذكر الإيمان أنه قول وعمل وأن كماله يكون بحسن الخُلق، ثم بين أن أدنى عملٍ لا يصح الإيمان بدونه هو الصلاة، لذا قال (من تَركهَا فَهُوَ كَافِر) فلا يبقى مع تركها إيمان. ويبين ما تقدم أيضاً قوله في عتق الرقبة المؤمنة كما: نقل الميموني عنه أنه قال: (يعتق الصغير، إلا في قتل الخطأ فإنه لا يجزئ إلا مؤمنة. أراد التي قد صَلَّتْ) [2]. فأطلق عليها اسم الإيمان (أنها مؤمنة)؛ لكونها أقامتْ الصلاة. وأوضح من هذا ما نقل أبو بكر الأثرم عنه، أن الإمام أحمد سُئل عن عتق الصغير في الكفارة، فقال: (أعجب إلى أن يكون يُصلي؛ لأن الإيمان ‌قول ‌وعمل) [3]. فهذا نص في المسألة. قلت: ونقل ابن المنذر مثل هذا القول عن إبراهيم النخعي، قال في "الإشراف": (وقد روينا عن النخعي أنه قال: يجوز الصبي في كفارة الظهار، ولا يجوز في كل النفس إلا من صام، وصلى) [4]. والله أعلم. ________________________________________ [1] «أصول السنة لأحمد بن حنبل» (ص34). [2] "الروايتين والوجهين" 2/ 185، "الفروع" (5/ 550). [3] انظر: "الروايتين والوجهين" (2/ 185)، «الجامع لعلوم الإمام أحمد - الفقه» (12/ 572). [4] «الإشراف على مذاهب العلماء لابن المنذر» (5/ 302).

غسل اللحية أفضل، أم تخليلها؟ قال محمد بن الحكم: سألت ‌أحمد، أيما أعجب إليك، غُسل اللحية أو التخليل؟ فقال: "غسلها ليس من ‌السنة، وإن لم يخلل أجزأه". «الجامع لعلوم الإمام أحمد - الفقه» (5/ 213)

عن يوسف بن أسباط (195هـ) أنه قال: أما المرجئة فهم يقولون: «الإيمان كلام بلا عمل، من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فه مستكمل الإيمان كإيمان جبريل وميكائيل، وإن قتل كذا وكذا مؤمنًا، وترك الصلاة، والصيام، والغسل من الجنابة». «مسائل حرب الكرماني من كتاب النكاح إلى نهاية الكتاب - رسالة دكتوراه، تحقيق فايز حابس» (3/ 1016):

التكذيب برسولٍ واحدٍ تكذيبٌ بجميعهم عن الحسن البصري (110هـ) أنه قيل له: يا أبا سعيد أرأيت قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} و {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ} و {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ} وإنما أرسل إليهم رسولًا واحدًا؟ قال: «إنّ الآخر جاء بما جاء الأول، فإذا كَذَّبُوا واحدًا ‌فقد كَذَّبُوا ‌الرسل ‌أجمعين». «موسوعة التفسير المأثور» (16/ 317)

التكذيب برسولٍ واحدٍ تكذيبٌ لجميعهم عن الحسن البصري (110هـ) أنه قيل له: يا أبا سعيد أرأيت قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} و {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ} و {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ} وإنما أرسل إليهم رسولًا واحدًا؟ قال: «إنّ الآخر جاء بما جاء الأول، فإذا كَذَّبُوا واحدًا ‌فقد كَذَّبُوا ‌الرسل ‌أجمعين». «موسوعة التفسير المأثور» (16/ 317)

#فائدة_حديثية: جاء في "التلخيص الحبير" لابن حجر (1/ 341): «تَنْبِيهٌ: نَقَلَ بَعْضُ الْمُخَالِفِينَ عَنْ يَحْيَى بْنِ مُعِينٍ أَنَّهُ قَالَ: "ثَلَاثَةُ أَحَادِيثَ لَا تَصِحُّ حَدِيثُ "مَسُّ الذَّكَرِ" وَ"لَا نِكَاحَ إلَّا بِوَلِيٍّ" وَ"كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ" وَلَا يُعْرَفُ هَذَا عَنْ ابْنِ مَعِينٍ وَقَدْ قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: إنَّ هَذَا لَا يَثْبُتُ عَنْ ابْنِ مُعِينٍ وَقَدْ كَانَ مِنْ مَذْهَبِهِ انْتِقَاضُ الْوُضُوءِ بِمَسِّهِ. وَقَدْ رَوَى الْمَيْمُونِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مُعِينٍ أَنَّهُ قَالَ: إنَّمَا يَطْعَنُ فِي حَدِيثِ بُسْرَةَ مَنْ لَا يَذْهَبُ إلَيْهِ. وَفِي سُؤَالَاتِ مُضَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ لَهُ قُلْت لِيَحْيَى: أَيُّ شَيْءٍ صَحَّ فِي مَسِّ الذَّكَرِ؟ قَالَ: حَدِيثُ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ مَرْوَانَ عَنْ بُسْرَةَ فَإِنَّهُ يَقُولُ فِيهِ سَمِعْت وَلَوْلَا هَذَا لَقُلْت لَا يَصِحُّ فِيهِ شَيْءٌ. فَهَذَا يَدُلُّ بِتَقْدِيرِ ثُبُوتِ الْحِكَايَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ عَنْهُ عَلَى أَنَّهُ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ وَأَثْبَتَ صِحَّتَهُ بِهَذِهِ الطريق خَاصَّةً".

تقبل الله منا ومنكم