الطالب الموالي

في هذه الايام المهمه لاعاده احياء النفوس والتقرب إلى الله عز وجل بالحسين(عليه السلام) تجد من الشباب من المذهب الشيعي وحتى من غير المذهب فقضيه الامام (عليه السلام) لم تختص بدين او مذهب او عشيره معينه . تجد شغلهم الشاغل في هذا الوقت مباريات اليورو وماذا صرح المدرب او اللاعب الفلاني وبأي تشكيله سوف ينزل المنتخب الفلاني ومن سيتأهل إلى النهائي ، والأمر لايقتصر على ذلك فهم بدلاً من أن يحيوا المجالس الحسينيه ليلاً لأخذ الموعظه والحكمه من الخطباء والبكاء على مصيبه الامام وما فيها من أجر عظيم تجدهم في أحد الكوفيات لمشاهده المباراه في وسط أجواء صاخبه ومملؤه بالملوثات السمعيه والبصريه، نحن لانقول بأن مشاهده المباريات حرام ولكن أيهما أهم برأيك ونحن لايجوز لنا المقارنه فإن قارنا بين المجالس الحسينيه وما فيها من أهمية ومباريات هي ليست مباراه حتى لمنتخبي ولاتمتني بصله فنحن نقارن الثرا بالثريا. وهذا يكون سببه ضياع البوصله وفقدان البصيره لذا تجد الائمه (صلوات الله عليهم) كانوا دائما مايحذرون أن نقع في مثل هذه الحفر المظلمه فعن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس الأعمى من يعمى بصره، إنما الأعمى من تعمى بصيرته  وعن الامام السجاد(عليه السلام) في دعاء مكارم الأخلاق: وَاكْفِنِي مَا يَشْغَلُنِي الاهْتِمَامُ بِهِ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِمَا تَسْأَلُنِي غَداً عَنْهُ.

الطف يُلقي الحُجة إن واقعة الطف حفظت لنا دين الله و رسوله (صلى الله عليه و اله) بدماء الحسين (عليه السلام) و لكنها بالإضافة الى ذلك فقد القت الحجة على جميع الخلائق فعندما ننظر الى واقعة الطف و نتمعن في الفئات التي شاركت فيها سنجد... الطفل الرضيع و الشيخ الكبير، السيد القرشي و العبد الحبشي، الشاب و الكهل، الحر و المولى، الأخ و الصديق، و الإبن و الأقرباء، الغني و الفقير، المتزوج و الأعزب، ، الأخت و الزوجة، المرأة الكبيرة و البنت الصغيرة، المسلم و الذمي، القريب و البعيد، من كان منذ البداية في الركب و من التحق به قبل فوات الأوان، حتى الحيوان و المخلوق الغير عاقل جميعهم مجتمعون على شيء واحد (نصرة إمام زمانهم) فبذلوا انفسهم و دمائهم و حتى اصواتهم في سبيله و دفاعا عن نهجه فبذلك يخبرنا الطف بأنه لم يترك حجة لأحد من عندنا كي يتخلى عن نصرة إمام زمانه في اي ضرفا كان و في اي زمان و اي حال انا فقير انا كبير و لا اقوى على ذلك انا امرأة انا صغير... انا ادي تجارة انا لدي عائلة جميع هذه الأعتبرات قد اسقطت ذلك اليوم فلن يستطيع احد بعد ذلك التعذر

لنَجعَلهُ اربعيناً حُسينياً🌿

الفرد و قضايا الأُمة عند قرائتك لأحداث واقعة الطف و ما كان يجري قبل وقوعها ستجد ان هنالك عدة انماط من البشر في تفاعلهم مع هذه الأحداث - نوع كان كالأطرش و الأعمى لا يدري ماذا يجري في هذه الأمة من خير او شر - و نوع كان مخدوع بالإعلام المضلل و مُغَيب عن الحقيقة - و نوع كان يرى ان صلاته و قرائته للقرآن اهم من قضايا الأمة - و نوع يعلم بما يجري و يدور حوله و لكن لعدم قدرته على تحمل المسؤلية فتجده يقول ( مال لنا و ما لهم فما هو سوى صراع مُلكٍ بين ابناء قريش ) - و نوع يبذل جهده في سبيل معرفة ما يجري من امور في هذه الأمة و يتقصى الحقائق و يميز الباطل و يتفاعل مع الأحداث و عندما جد الجد و وقعت الواقعة خَذَلَت و خُذِلَت جميع هذه الأصناف خلا الأخير منها لأن هذا الصنف الذي يكون على احاطة بما يجري من حوله من دون ان يأثر عليه اعلام مضلل محاولا تشويه الصورة الحقيقة له سيكون قادرا على تشخيص مواطن الحق من الباطل و في الاخير سلُك درب الحق يجب علينا ان نتعض من اسلافنا و تاريخنا و و نعتبر بهم كي لا نقع في أخطائهم لذلك كان من الضروري على الفرد بصورة عامة و على المؤمنين بصورة خاصة ان يكونو دوما على دراية بما يحصل من احداث في عصرهم سواء كانت احداث دينية او سياسية او اقتصادية حتى لا يكونوا ممن يلتبس عليهم الحق و يُزين لهم الباطل و عليهم ان لا يعتبروا هذا النوع من الدراية ترفا فكريا بإمكان الشخص ان يخوض فيه او لا بل هو امر لا مفر منه ان لم يكن يريد ان يضيع مع تيارات الفتن و الشُبَه

تنتظرك تجربة فريدة مع هذا الكتب الذي لابد من ان يقرأ في شهر محرم #كتب