أبو فِهر (محمود محمد شاكر)

سؤال من صلاح فضل وجواب لشيخنا لمحمود شاكر:

شيخنا يضرب ولا يبالي 😂

لستَ الملومَ أنا الملومُ لأنّني أنزَلتُ آمالي بغير الخالق أبو الطيّب المتنبي!

وقد جاء شيخنا هنا بتعليق حول الأخفش والأخافشة، فقال: إنهم ثلاثة يحملون هذا الاسم، ولذلك أُطلقَ عليهم: الأخافشة، وهم: 1- الأخفش الأكبر: أبو الخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد، استاذ سيبويه. وتوفي سنة 177 هـ. 2- الأخفش الأوسط: أبو الحسن سعيد بن مسعدة، قرأ النحو على سيبويه. وتوفي سنة 215 هـ. 3- الأخفش الأصغر: أبو الحسن علي بن سليمان، تلميذ المبرِّد، وتوفي سنة 597 هـ. [قراءة أخرى في دفتر قديم|| يعقوب يوسف الغنيم].

فلما تكلم شيخنا وعرض لذكر أصحابه مثنيا عليهم، ذاكراً فضلهم عليه = تهدج صوته باكياً مطرقا وهو يقول: إنَّ الذي غمرني به أصحابي مِن الحبِّ والعناية، ومن دخول بيتي بلا تكلف = أعظم مما أعطيتهم جميعاً. يقول ذلك باكياً تتهادى عبراته في أثناء كلامه! ثمَّ قال: لأنهم الذين آنسوا غربتي، ونفوا عن نفسي القلق، وأرضوني بهذه الحياة التي نحياها، وبثوا في قلبي الأملَ = أن يكون لهذه الأمة في يوم من الأيام خطرٌ كالذي كان لها فيما مضى. وهم على قلتهم كانوا يعطونني من مودَّتِهم ومن إخائِهم ومن رعايتهم -ولا أقول هم فقط، بل حتَّى الذين غيّرتهم الأيام عليَّ بعد سنين طويلةٍ- وقد كان لهم فضل كبير في أن أبقى ملازماً لطريقي الذي اختطتهُ منذ كنت طالباً صغيراً، وبقيت ملازماً له أكثر من ستين سنةً. ولا أستطيع أن أصور لكم ما يتزاحم الآن في صدري من المعاني ومن الذكريات التي كنت أخشى يوماً ما أن تُدَمِّرَنِي في طريقي. فهؤلاء الأصحاب هم الذين عصموني دهراً طويلاً -لا أقول الحاضرين- بل أذكر الماضين والفانين ومن لا يحضر مجلسنا هذا من أصحابنا القدماء، فكلهم كانوا عوناً لي على استبقاء حياتي في نظام متصل. وأشهدكم أنّي مهما فعلت لهؤلاء جميعا = فإني لم أعطهم معشار ما أعطوني. [ظل النديم].

وللقطط في بيت شيخنا مكان ومكانة، لا سيما عند أم فهر حفظها الله! وفي ليلةٍ داهم الصرعُ ذلك القط وهو ممددٌ على سرير شيخنا رضي الله عنه، ثم هدأ وذهب عنه ما غشيه، فنام مكانه، فلمَّا أقبل شيخنا لينام وجد القط، فهمَّت أم فهر بتنحيته عن سريره، فنهاها نهيًّا عن ذلك، وقال: دعيه، لا تزعجيه .. سأنام على الأرض! كان شيخنا قريب الدمعةِ سريعها، وكان ذا نفس تجيش بالمشاعر لا تكاد تصبر على كظم دمعها إذا ما استبد بها الوُجد! .. [ظل النديم|| وجدان العلي].

سفر رائع للغاية!

اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

خذْ ما شئتَ من صفات أبي فِهر، وانظر ناقداً أو مثنيا، غير أنك لن تخطئ تلك الخصلة فيه قطّ = الخوف من رب العالمين. [ظل النديم|| وجدان العلي].

رحم الله الأستاذ!