مُستنهَض الهِمم

"لا تلزم طول المدة التي يسير عليها الانسان في العبودية، حتى يصل للمقامات العالية! لاتلزم طول المدة، بل حُسن العمل وصدق النيّة والإخلاص.. لاتظنّ أن هذه المقامات العالية يتطلب زمنًا طويلاً، بل هذا السباق بالقلب! سعد بن معاذ الذي اهتزّ لموته عرش الرحمن سبحانه وتعالى، لم يكن بين أن يهتز عرش الرحمن لموته وإسلامه إلّا ٦ سنوات تقريبًا أو ٥ سنوات! ٥سنوات ماهي؟ ٥سنوات ليست بشيء.. فالقضيّة ليست في طول الطريق من حيث الزّمن، وإنما القضيّة والشأن كلّ الشأن في حُسنِ العمل وفي صدقِ النيّة، وكم يقول ابن القيم: في الهجرة إلى الله بالقلب. فالهجرة بالقلب قد يُهاجر الإنسان إلى ربه بقلبهِ وهو على فراشه، وسبحان الله أصلُ وصفِ بعض الأعمال بالهجرة وإن لم يكن هجرة بالبدن هذا أصلٌ نبويّ! فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه. هذا فيه إثبات معنى للهجرة المعنويّة، ومن جُمْلتِها: هجرة القلب إلى الله سبحانه وتعالى. وقد يبلغ المرء مقامات عالية عند الله تعالى وهو في بداية الطّريق من الناحية الزّمنية، فلا تظنّ أن هذه المقامات يتطلب زمانًا طويلًا بالضرورة! وإنّما يتطلبُ صدقًا وإخلاصًا وهجرةً بالقلبِ إلى الله سبحانه وتعالى".

"لا شيء على هذه الأرض بغير جهد، وبغير إرغام النّفس على الكدّ، وكلّما سما الغرض كبرت المشقّة".

"والله لنسيان الناس لك بعد موتك، أسرع مما تتصور، وأعجل مما تتخيل، وأنت ترى بنفسك في مجتمعك أن القريب في الدنيا لا يسأل عنك أحد منهم إلّا القليل، وأنت حيّ بينهم فكيف بعد موتك؟ فأحسن ثم أحسن العمل مع ربّك ولا تهتم أن يعلم أحد بعملك، وكن فطنًا، وأكثر من بقاء شيء يفيدك بعد موتك، من نشر خير نافع وأوقاف جارية، ولا تنسَ أن تُخلص وتُخفي ماتعمل"

📮 "مايستطيع الإنسان أن يسابق في أمور الآخرة والدنيا في قلبه، يستحيل! لتكن همّتك عالية كهمّة الصحابة ومسارعتهم في أمور الآخرة".

الشخص الذي يزعم أن يطلب المعالي ويسعى فيها وهو مع ذلك يفعل ما يشاء وما تهواهُ نفسُه من المباحات: (النوم الكثير، والسهرات، والألعاب والتسالي، والفُسح والمجالس والحكاوي، ويُعقّد حياته فيدخل في عشروميت علاقة ومعارف، وتكاثر بالدنيا وتفاخر ،وتكلُّف للناس ومجاملات، ويفتح على نفسه بيده أبوابا تستنزف جهده وفكره ووقته...) ماذا يبقى له من قلبه ووقته وجهده ليطلب ما يطلب؟ ولعل ذلك التكثُّر مما يُلهي ويشغل يدخل بوجهٍ ما في قول الله ((أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ)) والعاقلُ الذي يدرك قيمة العمر يَخرجُ من كل ما يقف عقبةً في طريق مطالبه وإن كانت مباحات، فكل أمرٍ منها يأخذ نصيبا من فِكرك ووقتك وجهدك. فأبقِ الضروري منها الذي لابد منه، وتخفّف مما سواه فهو عبءٌ عليك يُثقلُك. وهل فاز من فاز وسبق من سبق إلا بالتخفُّف منها للإقبال على ما ينفع؟! *الاقتصاد في المباحات هو أول خطوة في طريق المسارعة في الخيرات. يعني: قبل أن تسأل عن (جدول العمل)و(العزم والجِد)و(تنظيم الوقت) تخلّص أولا من اللصوص الخفيّة التي تسرق عمرك حتى يبقى لك قلبٌ ووقتٌ لتدخل في مضمار المسابقين المسارعين في الخيرات فهي الباقيات الصالحات.

ســابِــق! قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا، والذاكرات»". ٰ

- كفاحٌ هذهِ الدنيا كفاحُ ويهزمُ ليلنا دومًا صباحُ دروبُ العمرِ تهتفُ فيكَ حتى تُشرّفُ نفسها فيكَ البِطاحُ وإخفاقٌ فعزمٌ ثمّ حزمٌ محاولةٌ فإنجازٌ نجاحُ فخُضْ بحرَ الحياةِ وكُن جَسورًا وإن لم تشتهي ذاكَ الرياحُ" • صباح الخير لكلّ من هجر لذيذ الكَرَى، مهرولًا نحو أهدافهِ، ساعيًا إلى العُلا وتحقيقِ المُنى، وعمارة هذه الأرض الطيّبة .. بورك مسعاكم" 🌤️🤍

📖 ترك طلب العلم يجعل الإنسان يفتح على نفسه أبوابًا في التفكير والبحث عن أشياء يملأ بها فراغه ويمضي بها وقته من كثرة السفر والانشغال بأمور دنيوية قد لا تعود عليه بالنفع فعلى طالب العلم أن يثبت على طريق العلم فكم في طلب العلم من إغلاق لأبواب من الشرور والإنسان لا يشعر. فائدة مفرغة للشيخ: أحمد الصقعوب https://t.me/ahmad_m_al_suqub