بِنَـائِيُّـون

– دثّروا القائمين على الثغرين (بنائيون / بُنيّات الإصلاح) بدعواتكم. فرُبَّ دعوةٍ من قلبٍ صادقٍ مُخلص، تكون سببًا في ثبات أحدهم.

ثانيًا: عوائق التزكية من حيث مضامينها: مضامين العوائق الصادرة عن النفس والشيطان والبيئة والأعداء هي: شبهات وشهوات. فالشبهات تنقسم إلى: ١/ شبهات فكرية عقدية: (الإلحاد، التشكيك في السنة، إنكار الثوابت، أفكار الليبرالية). ٢/ شبهات نفسية: (سؤال الثقة، الذات، العجز، والضعف). ٣/ شبهات منهجية: (سؤال الجدوى والأمل من طلب العلم، وقلق الوجهة). والشهوات تنقسم إلى: ١/ شهوات قلبية. ٢/شهوات جسدية. • بنائـيون | #التزكية_للمصلحين

– العامل الرابع من عوائق التزكية: ٤/ الأعداء: وهو مصدرٌ نسبيٌّ أيضًا. دور الأعداء غالبًا هو محاربة الحق، وهذا يزيد التزكية ولا ينقصها، وقد تظهر حقائق من الإيمان لا تظهر إلا في الصراع بين الحق والباطل، وأحيانًا يكون دورهم هو الحيلولة بين المسلم والاستقامة على الإسلام. قال عزّ من قائل: ‏﴿وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾. الهدف من هذا العرض: أن تُدرك وأنت تسير في هذه الحياة أنك تسير في جملة تحديات كثيرة جدًا، ولا ملجأ ولا مخرج ولا سبيل إلا بالتوكل على الله والاعتصام به. • بنائـيون | #التزكية_للمصلحين

– العامل الثالث من عوائق التزكية: ٣/ البيئة المحيطة: وهي مصدر نسبيٌّ، قد يكون مساعدًا في التزكية، وقد يكون عائقًا. قال تعالى:‏﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا • يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا • لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا﴾. • يُستفاد من ذلك: ١/ صديق السوء وأثره. ٢/ الشيطان كمصدر للبيئة؛ فهو يُضلّ الإنسان عن طريق الحق والذكر ويُزين له طريق الباطل. لذلك من أهم وسائل الضمانات؛ ضرورة إيجاد بيئة للمصلح؛ تكون معينة له على تجاوز تحديات نفس البيئة. • بنائـيون | #التزكية_للمصلحين

العامل الثاني من عوائق التزكية: ٢/ الشيطان: نحن نعيش في دار ابتلاء وغفلتنا عن الابتلاء راحة زائفة، وإدراكنا لحقائق هذا الابتلاء تزيد عندنا معالم الحياة و ندرك أن الحياة مكابدةٌ وأمرٌ عظيمٌ. القرآن والسنة يُثبتان أنّ علاقة الشيطان بالإنسان علاقة مؤثرة ومتصلة وممتدة من ولادة الإنسان إلى وفاته، وهذا ما نؤمن به من الغيب وإن كنّا نلتمس وسوسة الشيطان. • محور مركزية العداوة بين الإنسان والشيطان: -‏ ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾. - ‏﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾. - ‏﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً﴾. • محور وسائل الشيطان في الإغواء: جاء في الوسوسة: - ابتدأ رسول الله ﷺ أصحابه محذرًا قائلًا: «يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا، حتّى يقول من خلق ر بك، فإذا بلغه فليستعذ بالله وينتهي». عند معرفة الشيطان أن باب الكبائر عندك مغلق، ويتعب معك في الصغائر ،فكلما ظهرت منك زلة لجأت إلى الاستغفار، هنا سيتجه الشيطان إلى التحزين والأذى الداخلي في الوساوس و الخواطر، فننفصل من جمال العمل الإيماني وروحانيته إلى أن هذا العمل شاق ويحتاج مكابدة، فغاية الشيطان إذا لم يستطع حصرك في سجن الشهوات والمحرمات فإنه يدخلك في مربعات التحزين. • وهذه الوساوس قسمين أحدهما: الوسواس العقدي: فحتى صحابة رسول الله شعروا بالوسواس العقدي فذهبوا إلى رسول الله ﷺ فسألوه: "إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال: وقد وجدتموه، قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان". رواه مسلم. فهنا نلاحظ أن الجواب النبوي كان يدخل عند الصحابة في خانة التفعيل المباشر. • بنائـيون | #التزكية_للمصلحين

القلب الظّاعِن! إنّ سبيل البناء الشّريف المتضمّنِ حرثَ سنابل العلم والإيمان في قيعان النّفس، والقبض على جمر الجهاد تحت ظلال البنادق؛ ونيران الخنادق، لتحرير الأقصى من الأكُفّ الآثمة، أُختان من رَحِمٍ واحدة! ألم تهبّ عليك نسائم إيمان المرابطين في تلك الأكناف المقدّسة؟! ألم تصلكَ أصداء قلوبهم المُتضلّعة بالعلم بربّ العالمين سبحانه وبحمده، والشوق إلى لقائه؟! كل تلك المشاهد وغيرها شواهد على بنيانٍ كانت توضع لبِناتُه في دهاليز النفوس، في رحاب المحاريب بأيمان صادقة.. فلا تظنّنّ عكوفك على إرثِ سادتنا الأنبياء عليهم من الله السلام والتحية والإكرام، نشازًا عن نصرة المسرى والأسرى، وإنّما كل امرئ قلبُه! فكم من قلبٍ شدّ رحله إلى باحات الأقصى على بِساط صدق التّألّهِ والنّصرة! فدع عنك تقليب دفاتر الأحزان دون عمل، فإنّ ذلك سيضعفكَ إن لم يقعدكَ! وأمِدّ أهلك هناك بمالك ودعائك ولسانك، مستظلّا بمجالس العلم، فلا تدري متى يأتي دورك! واظعن بقلبك تصل! • بنائـيون | لحملِ راية الإسلام.

أولًا: عوائق التزكية من حيث مصادرها: ١/ النّفس: هي مصدر مطلق، يُعيق الإنسان عن التزكية ولا يساعده. قال الشاطبي: «قصد الشارع من وضع الشريعة إخراج المكلف من داعية هواه، حتى يكون عبدًا لله اختيارًا كما هو عبد لله اضطرارًا.» كثير من البشرية تَسير وليس لها تعريف منضبط للنفس، فيسير الإنسان وهو لا يدري أنّها قد تكون أمّارة بالسوء أو بالخير، بَل يتعامل معها بالأمراض العلميّة فقط. قال الله تعالى: ‏﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ • فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ﴾، هذه الآية هي أهمّ آية بما يتعلق بالنفس داخل دائرة التزكية، فهي تُثبت أنّه يمكنك التحكم فيها. • من أهم وسائل التحكم فيها هي خوف مقام الله تعالى، فالله يقول لك أن نفسك لها أهواء كما قوله ﷺ في الحديث: «والنفس تمنّى وتشتهي». وجعل وسيلة دخول الجنة هي القدرة على التحكم في النفس وِفق أوامر الله عز وجلّ. قال تعالى: ‏﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾؛ أي الذين جاهدوا فينا أنفسهم والشياطين والمنافقين والأعداء والكفار. • بنائـيون | #التزكية_للمصلحين

🎙️المادة: الحلقة ٤ من سلسلة التزكية للمصلحين. الشيخ: أحمد بن يوسف السيد. عنوان: عوائق التزكية١. «ليست الثّمرة من هذه السّلسلة أن نَخرج ببحثٍ ورقيٍّ معرفيِّ إلكترونيٍّ، بل تقديم نظرية ممزوجة بوسائل عمليّة يُرجى منها تحقيق القضية العملية.»