أكناف الشام

عجيبون أولئك الناس؛ يفسّرون أبسط الحركات نفيرًا ضدهم، يظنّون أبعد الكلمات مدافع وجّهت عليهم! وبعضهم يضع الحلول الذهبيّة لمشاكلك، ويخوض في مآل علاقاتك وأنت لا تعرفه! ماذا يحدث لو يلتزم المرء بما أُتيح له،؛ فلا يتجاوز حدود الآخرين، ولا يرميهم بمقصود الكلم، ولا يلبس قلوبهم ثوبًا أسودًا نُسج من نار الظنون... ماذا لو يحافظ على أنفه الجميل من التهشيم أثناء اقتحام كل صغيرة وكبيرة؟! ماذا لو يحترم أنّ للآخرين خصوصيّات؛ فلا يعممّها لنفسه؟! 《من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه》

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

‏بعضُ الصِّحابِ شفاءٌ لستُ أُنكرهُ في قربهم طيبٌ وخيرٌ وإسعادُ 🤍

واعلم أنك إلى رحيل، وأن الدنيا بأكبر ما فيها زائلة وجلّ ما في الأمر أنك مُحاسب حتى على تلك الرمشة وذاك النَفس ستحاسب على قيامك ونيامك، بماذا ألقيت من فاك وما تلقيته لأذنك! فالحساب شديد، وزادك قليل فماذا أعددت وبماذا تُجيب حين يُقال لك ( لما ، ولما ... )؟! نِعم عبد أدرك دنياه قبل أن يُدركه الموت.

أخرج مسلم في (( صحيحه )) (127) عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنهما – قال :  قلت : يا رسول الله ! إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر ؟ قال ((نعم ))، قلت : هل وراء ذلك الشر خير ؟ قال (( نعم )) قلت فهل وراء الخير شر ؟ قال : (( نعم )) قلت : كيف ؟ قال (( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ))  قال : قلت : كيف أصنع يا رسول الله – أن أدركت ذلك ؟  قال : (( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع )). 

"للهِ سلَّمتُ أمرًا لستُ أَعلمهُ ‏مالي على حِملِه لكن سَأرضاهُ ‏ربّـاهُ لولاكَ لا سندٌ و لا أحدٌ ‏فأنتَ حَسبي وَحَسْبِي أنّكَ اللهُ"

امرأةٌ من الطليعة المقاتلة تذكرك ببطولات الصحابة. وتذكرك بقصة أسماء ابنة أبي بكر الصدّيق رضي الله عنهما يوم الهجرة عندما كانت تأخذ الطعام للنبي عليه الصلاة والسلام ولأبيها أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهذه الأخت المجاهدة (غنية حمدو) من قرية مرج خوخه منطقة سلمى بالساحل السوري، في أيام الطليعة تعيد لنا تلك البطولات. كان أخوها هو ومجموعه من المجاهدين مختبئين في الجبال القريبة على منطقه سلمى في ريف اللاذقية، وكانت هي وأختها، يوصلونَ الطعام لهم في الجبل، فنقلَ خبرهم أحد المخبرين، وجاء الشبيحة ونصبوا لهما كميناً وكانتا مسلحتين؛ فوقعت إحداهنّ في الأسر، واشتبكت الثانية مع الجيش وبقي الاشتباك عدة ساعات وهي متحصنة بمكان مثل المغارة وقتلت منهم الكثير إلى أن قُتلت. فأخذوا جثة الأخت الشهيدة وسحبوها على الطريق بسيارة وأنزلوها لقريتها وهم يسحبونها ليخوفونَ الناس وأخذوها معهم ولم يعرف أحد مكان الجثة. يقول أهل المنطقة أن آخرَ مرةٍ شوهدَت، كانت جثةً وهم يسحبونها على السيارة، ومعهم جثث قتلاهم. يقال أنها كانت قويةً، ضخمة البنية، وكانت مدربة على السلاح. #الطليعة_المقاتلة_تاريخ_نعتز_به #الطليعة https://t.me/altaleea_mo

‏إذا أبصرتَ في الأصحابِ عيبًا ‏فلا تَغفل عن الشِّيَم الحِسانِ ‏تريدُ مُهذَّبًا لا عيبَ فيه؟ ‏وهل عُودٌ يفوحُ بلا دُخانِ

سلِ الله أن تكون له وحده، خالصًا مُخلِصًا، نَجمًا لا يَضرّه قلّة الوَهَج، ولا ينطفئ إن لم يصفّق له أحد، يأخذ مكانه بقوّة، يُكمل مهمّته، يرفع رايته، يُحرّك السفينة كأنه الناجي الوحيد، يضبط شراع النِّية كل لحظة، إن تَعَثّر قام، وإن مالَ استقام، هو أمّةٌ وحده، كونٌ بما حَوى.