دار غراس / قاعة السنة النبوية ❤️
منشورات خاصة عن السنة النبوية والسيرة المطهرة
إظهار المزيد3 541
المشتركون
لا توجد بيانات24 ساعات
-117 أيام
-3830 أيام
- المشتركون
- التغطية البريدية
- ER - نسبة المشاركة
جاري تحميل البيانات...
معدل نمو المشترك
جاري تحميل البيانات...
*السِّيرة النَّبويَّة العَطِرَة*🌿🌺
*{{ ٢٣ }}*
*كفالة عبد المطّلب النّبيّ ﷺ*
🌿🌺قلنا أنّ أمَّ النّبيّ ﷺ تُوفِّيت وهي في طريق عودتها هي وابنها إلى مكّة.
وكان معهما يومئذٍ *بَرَكة الحبشيّة* (أمّ أيمن) فمَن هي...؟؟؟
🌿🌺*بَرَكة*: صحابيةٌ جليلةٌ، رضيَ الله عنها وأرضاها، كانت من الأوائل الذين أسلموا.كانت من إِماء (أي عَبيد) مكّة، وكان الذي يملكها والد النّبيّ ﷺ (عبدالله المُتَوفَّى).
فكانت من ميراث النّبيّ ﷺ مِن أبيه.
كانت *بَرَكة* حاضنة الرسول ﷺ تقوم برعايته وخِدمة آمنة أمَّ النّبيّ ﷺ ، وكانت تلازمهم دائماً.
🌿🌺فلمّا كبُرَ رسول الله ﷺ أعْتقها وزوَّجَها من مولاه *زيد بن حارثة* رضيَ الله عنه.
فوَلَدَت لِزيْد *أسامة بن زيد*، الصّحابيّ الجليل رضيَ الله عنهما.
🌿🌺ويُروى أنّ *بَرَكة* تُوفِّيت بعدما تُوفِّي رسول الله ﷺ بِخمسة أشهر.
كما أنّه كان يقول لها: *{يا أُمَّه}*.
وكان ﷺ إذا نَظَرَ إليها قال: *{هذهِ بقيّةُ أهلِ بَيتي}*.
🌿🌺فلمّا تُوفِّيت *آمنة* في طريق العودة إلى مكّة، عادت *أمّ أيمن* بالنّبيّ ﷺ إلى مكّة فضمّه جدّهُ *عبد المطّلب* إليه، ورَقّ عليه رِقَّةً لم يَرِقّها على أحدٍ من أولاده، وكان يُقرِّبه منه ويُدْنِيه، ويَدْخلُ عليه إذا خَلا وإذا نام، وكان لا يأكلُ طَعاماً إلا قال: عَليَّ بابني، فيُؤتَى بهِ إليه.
🌿🌺كان يُوضع *لعبد المطّلب* فراشٌ في ظلّ الكعبة🕋، فكان بَنوه يَجلسون حول فرَاشِه ذلك حتّى يَخرج إليه، لا يجلس عليه أحدٌ من بنيه إجلالاً له، فكان رسول الله ﷺ يأتي وهو غلامٌ جَفْر(شديدٌ قويٌّ) حتّى يجلس عليه، فيأخذُه أعْمامه ليؤخِّروه عنه، فيقولُ *عبد المطّلب* إذا رأى ذلك منهم:😌 دعُوا ابني، فوالله إنّ له لَشأناً، ثمّ يُجلِسُه معه عليه، ويمسح ظهره بيده، ويَسُرُّه ما يراه يَصنع.
🌿🌺وفي روايةٍ: أنّ *عبد المطّلب* كان يقول: دعُوا ابْني إنّه لَيُؤْنِس مُلْكاً. وقال قومٌ من بني مُدْلِج *لعبد المطّلب*:🤔 احتفظ به فإنّا لم نرَ قدماً أشبهَ بالقَدِم التي في المَقام منه، فقال *عبد المطّلب* *لأبي طالب*:😢 اسمَعْ ما يقول هؤلاء، فكان *أبو طالب* يَحْتَفظ به.
🌿🌺وقال *عبد المطّلب* *لأمّ أيمن* وكانت تَحضن رسول الله ﷺ:😰 يا *بَرَكة*! لا تَغْفَلي عن ابني، فإنّي وجدتُه مع غِلمان قريباً من السِّدْرَة، وإنّ أهلَ الكتاب يَزعُمون أنّ ابْني هذا نبيّ هذه الأُمّة.
🌿🌺ويُروى أنّه بَينا يوماً *عبد المطّلب* جالسٌ في الحِجْر، وعنده أُسْقُف نَجْران، وكان صديقاً له، وهو يُحادثه ويقول:🤔 إنّا نَجِدُ صِفةَ نبيٍّ من وَلَدِ *إسماعيل*. و هذا البلدُ مَولدُه، من صفتِه كذا وكذا، فَنظَر😯 إليه الأسْقف وإلى عينيه وإلى ظهره و إلى قَدَميه فقال:😨 هو هذا!! ما هذا مِنك؟
قال:😥 ابْني.
قال الأُسْقف:😒 ما نجدُ أباهُ حيّاً!!
قال *عبد المطّلب*: هو ابنُ ابْني، 😔وقد ماتَ أبوه وأمّه حُبْلى به.
قال:😐 صدقْتَ.
قال *عبد المطّلب* لبنيه:😥 تحفَّظُوا بابْنِ أخيكم، ألا تَسمعون ما يُقال فيه؟
🌿🌺وعن *كِنْدير بن سعيد* عن أبيه قال: حجَجتُ في الجاهليّة فإذا أنا برجلٍ يَطوفُ بالبيت🕋 يرتجز ويقول:🤲🏻
ربّ رُدَّ إليَّ راكبي محمّداً
رُدّهُ إليّ واصْطنع عندي يداً
فقلتُ:🤔 من هذا؟
فقالوا:😰 *عبد المطّلب بن هاشم* بَعثَ بابن ابنه محمّد في طَلبِ إبلٍ🐫 له، ولم يَبعثه في حاجةٍ إلا أنجحَ فيها، وقد أبْطأ عليه.
فلم يَلبث أن جاء محمّد والإبل🐫 فاعتنقهُ وقال:🥺 يا بُنيَّ! لقد جزِعتُ عليك جزعاً لَم أجْزَعهُ على شيءٍ قطّ، والله لا أبْعثك في حاجةٍ أبداً، ولا تفارقني بعد هذا أبداً.
🌿🌺ولمّا بلغ رسول الله ﷺ ثماني سنوات تُوفِّي جدّه *عبد المطّلب* 😞ودُفن *بالحَجون* (منطقة بمكّة).
🌿🌺فمن الذي سيكْفله ويَرعاه ويَرِقّ عليه بعد وفاة جدّه ..؟؟؟؟؟
يتبع بعون الله تعالى .🌿🌺
*صلّى الله عليك يا حبيبي يا رسول الله*
❤ 2
💠 { وليالٍ عشر } ..
✳ الَّليلةُ الثالثة
{ و إذ يرفـعُ إبراهيم القَواعـدَ مِـن البيت } ..
كم هوَ عُمرك يا إبراهيم ؟
هِجرات ثلاث ..
و سنوات ممتلِئَة بالتّضحيات ..
و بناء بيت للهٍ ..
و مشاهدَ لا تُحصى ؛ مـِن مواقفِ الثَّبات !
بهذا تُقاسُ الأعمارُ يا سيّدي ..
بِعُمقها ؛ و ليس بِطولها !
تسكـنُ قاماتُ النّخيل العراقيّ فـي عُمرك ..
و تتجذَّر أفعالك ؛ كأنَّها جُذور شجرة زيتونة مقدسيّة ..
و يتّسع عُمرك ؛ كأنـّه صحراء الجَزيرة التي بَنيْتَ للهِ فيها بيتاً ليس لهُ مثيل !
ما أطولَ عُمرك يا سيّدي ..
فَرُبَّ عُمر اتّسعت آمادهُ ، و كثُرت أمدادهُ ، و أمطرت غيماته الى قيام الساعـَة !
رَفَعْتَ بيتاً لله ؛ فَرَفَعَ اللهُ لك ذِكّرَكَ ، و رفَعَ مَقامك ..
فلم يَلقاكَ مُحّمدٌ ﷺ الا في السّماء السّابعة ؛ مُسنِداً ظَهرَك إلى البيتِ المَعمور ..
و وَحدكَ دُون الخلائِقِ ؛ امتلَكتَ هذا الشَّرف الجَليل !
مِـن عُمرك ؛ انبَثَقَت يَقَظةُ الإنسان يـا سيّدي ..
فأنتَ مَن نَزع الحُجُب عن العَقلِ ، و أثارَ كلّ تِلك التَّساؤلات ، و علَّمَنا كيف يكونُ الإيمان مبصِراً و واعياً !
كانت آمالُكَ كُلَّ مساء ؛ تَتَبخّر الى السَـّماء ..
تجمَعُها لك إرادةُ الله ، و تكتُب لك بها مَواعيدك مَع غيثٍ ؛ ستَرتوي منه البشريّة جمعاء !
كم هي المسافةُ بيننا و بينك ؟!
كما هي المسافةُ بين أصواتِنا و صوتك ؛ إذ تُؤذّن { في النّاس بالحَـج } .. فتخلو الآفَاق الا مِن صَـدَى كلِماتِك !
كم هي المسافةُ بين أعمارِنا و عُمرك ؛ الذي يزدَحِمُ بالأحداثِ ، و يَسهر كلَّ ليلةٍ على الأمنياتِ الجليلة ؛ حتى استحقَّ أن يُسطِّره اللهُ على صَفَحاتِ القُرآن !
كَـم كان عُمرك ..
يوم كنتَ ترفَعُ القواعدَ من البيتَ بِيدكَ التي أورقَت بناءً شامخاً ؛ لم تُغيّره الدُّهور !
لَم يكُن ابراهيم يَشيخُ ..
ولَم يكُن لديه وقتٌ للنّهايات الذابلة ؛ فقد كان يعيشُ بقلبٍ يَستمّد زَيتَه مـِن نُـورِ السّـماوات و الأرض !
كان ابراهيمُ موطناً لـ { رَحمةَ الله و بركاتـه عليكُـم أهْـلَ البَيـت } !
كانَ إبراهيمُ يخلَع من خُطوته كًلَّ التَّوافِه ؛ و يُبقي قَدمه على العَتَبات الثَّقيلة !
وكان وحدَه مَن يستحقّ أن يُقال له : ( مَرَّ وهذا الأَثَر ) !
يَـا إبراهيم ..
على قدرِ نِيّتك ؛ اتَّسَعت لَـك الأرض ..
فأَنتَ حاضرٌ اليومَ في صلاةِ الأمّة ، و في مناسِكِها ، و في كُلّ لحظةِ التقاء بالبيتِ العَتيق !
لِـخيرِ هَذه الأمّـة و خيرنا ..
أنتَ رَحلـت ..
و اعتَلَيتَ الصَّخرَ ؛ و بَنَيت ..
و كَتمتَ الدَّمع ؛َ و مَضَيت ..
و غادَرتَ العٍراق ؛ و ما جَزِعت ..
و تَركتَ للهِ جارية و طفلاً ؛ و ما انحَنَيت !
لِـخيرِنا ..
تطاوَلَت كَفّكُ ؛ حتى اغتالَت كُلّ أوثانِ الضّلال ..
و رَسَمَت لنا بعدَها ؛ ميلادَ أمـّةَ الهِـلال !
و لِـخيرنا ..
لَـم تنكسرَ نِصفين ؛ أمام هَولِ النـّار !
لِـخيرنا ..
لم تتمزّق أمامَ جَفاف الخَريف ..
و كنتَ كبيراً في حُزنك ، و في سُؤلِك ، و في انتظارِ الرَّبيع !
و اليوم
لِـخيرِنا يـا موطِنَ الخَليل ..
يـا بَقيَّةَ الخَليل ..
ابقَوا على الرِّبـاط ..
ابقَوا على الطريق ..
من كتاب #على_خطى_إبراهيم
#د_كــِفاح_أبوهَنّـود
#وليالٍ_عشر
❤ 7🕊 1
💠 { وليالٍ عشر } ..
✳ الَّليلة الثانية
اسـأَل رِمالَ مكّة عن آلامِ خُطى هاجرَ و هي تتماسك ؛ كي لا تلحق بإبراهيم !
يَقولون يـا هاجَـر ..
إنَّ إحساسَ المرأة بالحزن و الألم ؛ يَعدِلُ ثمانيةَ أضعاف إحساس الرجل !
فكيفَ صَمتَ الوجعُ فيكِ ؛ و إبراهيمُ يرحـلُ عنكِ و عـن الرّضيـع ؟!
لا شيء كان يُخيف هاجرَ في هذه الصّحراء ؛ مثلَ مَغيبِ الشّمس في هذا المكان !
ترتعشُ هاجَـر في هذه الصّحراء الشاسعة ..
وماتدري أن اليباسَ تحت قدميه سيغدو سقاية الحجيج أبدا !
تهَرع إليه !
يـا إبراهيمُ ..
كيف تجمعُ عَلينا غِيابان ..
غيابكَ أنتَ ، و غيـاب الشّمس ؟!
هل نَذرتَنا للفَناء ؟!
صدّقني لا شَـيء يوحـي بغيـرِ ذلـك !
آاللهُ َأمرَكَ بذلك يـا إبراهيم ؟ فأجابَ : نعَـم !
كَـان اللهُ فـي عَليائِه يَشهدُ تِلكَ اللّحظـة ..
لحظة اختيارٍ بين خطوتَين ..
نَحو ابراهيم أو نحوَ الله !
لحظةً ..
سُجّلت لِهاجرَ في تاريخ الكون ، و بها اعتَلَت المَـرأةُ مكـان الشّمـس !
تسامَت على ضَعفِها ؛ حتى كأنَّها أُسطورةُ من خيال التاريخ !
أيُّ دينٍ هذا الذي يوقِظُ النِّساءَ ؛ كي يَصّعَدنَ من السَّفحِ الى حيثُ تُقيمُ النُّسور !
كَـي يُصبحنَ أيقونةَ الفِداء ..
كي يملأَنَ الصُّخورَ المتشقِّقة من الجَفافِ ؛ بماءٍ لا ينقَطِع !
كانت الدُّروبُ الصّامتةَ ؛ تَسمع وَقعَ أقدام ابراهيم مثقلة بالرَحيل !
{ ربّي إنّـي أسكنتُ مـن ذُريتي بوادٍ غيـرِ ذي زَرع } ..
كم مرةٍ تهدَّجَ صوتُك ، أو تقطَّعَ ، أو تحشّرَجَ يـا خليلَ الله بين الكلماتِ ؟
مَشهدٌ ..
تئنُّ لهُ السّماواتُ ؛ و لا تئنُّ له جارية في مُقتبل العُمر !
كَـان الرّعبُ يحيط بها ؛ الرعب في إنتظار العَتمَة الآتية ، و في بُكاءِ طفلٍ يُحرّكُ سُكونَ الصّحراء المخيفة؛ لتُلقي بأثقالِها في وجهِ الجارية !
تَنحني هاجرُ على الصغير فتبدو أمامها الحقيقة عاريةً ؛ لا شيء الا صُراخ الرّضيع !
تتشبّث بـاليَقيـنِ :
( أنَّ اللهَ لـَن يُضيّعَنا ) !
تَشُدّ اليَدَ الغارقة في عَرَقِ الخوفِ على حبلِ الثّقةِ بالله ؛ ومثلِ لِبؤةٍ مَفزوعة تَهرعُ بيـن الجَبَليـَن !
تهرعُ بين الصفا والمروة ..
ثمَّةَ ما يستَحِقُّ الحَّياة ..
ثَمَّةَ ما يستحِقُّ السَّعي ..
ثَمَّةَ حِكمة وراءَ كلِّ هذا الهَول !
كانت الأنفاسُ المُتلاحقة في هَروَلة الخطوات تَستبيحُ الصَّدرَ المُضطَّرب بالخوفِ المُشتَعِل !
هنا الوِحدة و الوَحشة ..
و مَـوتٌ يفتَرِسُ الطِّفلَ ..
و رَمـلٌ ينتَثِرُ في عَينَيها ؛ كأنَّهُ اللَّهَيب ..
و لا إبراهيمُ يُؤنِس الطَّريق !
ترى هَـل بَكـَت ؟
لم تُسجِّل ذاكرةَ الصَّحراء ؛ الا ارتفاعاً في صوت اليَقين !
هل كَتمَت صرخَتها ؟
لم تَشهد السَّماءُ ؛ الا صَمتَ المُوقِنين !
هل شَكَت ؟
لا ..
إذْ عَلَّمَها إبراهيمُ ؛ أنَّ النّورَ لا يَعبُر الا بعدَ اكتمالِ اللَّيل !
..وعَلَّمَها إبراهيمُ ؛ أن كل مايحجب الثقة بالله خطيئة !
تلك جراحٌ نزفت ..
فأضاءت للأمـّة الطريـق !
يـا هاجَـر ..
لو تَعلمين : أنَّ عَتمة الصّـحراء مـِن يَقينك تكادُ تُضـيء !
كَـانت زمـزم حينها ؛ تنتظـرُ ضَربَةَ قـَدَم الصَّغيـر ..
و كانَ لا بُدَّ لذلك من اكتمالِ مَشهَد التَّضحية ، و تقديمِ كلِّ القَرَابين !
(وعند انسـداد الفـُرَج ؛ تبدو مَـطالع الفَـرج ) !
تَسعى الحَجيجُ اليوم على الخُطى الجَليلة ..
على خُطى جاريةٍ ؛ كَتَبَت من خوفِها انتصار إرادةِ اللهِ عَبرَ امرَأة !
( هَـاجـَرُ ) ..
لكِ من اسمِك أوفر النَّصيب في هِجرَةٍ ؛ تَمَّت للهِ وَحدَهُ ..
هـِجرة لم يلتفت فيها القلب !
أيـا سَيِّْدَةَ المَعاني الكبيرة ..
[ مِنكِ تَستَلهِمُ المُرابطاتُ اليومَ في حَرَمِ الأقصى ؛ حكايَةَ النَّصرِ القَريب ..
ومِنك تستلهم الأسيرات في سُجون الظُلم ؛ مَعاني الثّبات ] !
من كتاب #على_خطى_إبراهيم
#د_كــِفاح_أبوهَنّـود
#وليالٍ_عشر
❤ 10👏 2🫡 1