ذات يوم 🌓

تسألني صديقتي "لماذا طعم الدمع مالح؟" -لأنّ قصص البؤسِ كلّها تدفنُ فيه، وأنت انتبه، إن العينَ مع تكاثر الخيبات تصيرُ مقبرة.

ما حدثْ .. أنني فقدت الأمان دفعة واحدة، وكذلك الثقة .. أصبحتُ أخشى كتابة نص واحد أو جملة واحدة . ما حدث ! أنني أدمنتُ فكرة الرحيل، جعلتُ قلبي مسكنًا لحروفي، بقعة آمنة لا ينَقض جدارها مهما حدث. مأساتي.. أنني كنت أقف خارج قلبي، وحده من سَكن فيه. مأساتي الأكبر أنني اخترتُ الوضوح وسكبت في الزيف كل حقيقتي!! تؤلمني كثرة الأبواب التي تُفتح لي.. يؤلمني شعوري بالتجمد من اشتعالهم.. يؤلمني التواء روحي من رغباتهم .. وشعوري الجارح بالباب الوحيد الذي أُغلِقَ بقسوة ع أصابعي عندما أردتُ فقط أن تستريح رياحي اسأل نفسي مَ الفرق بيننا !! لم يكن بوسعي تقليص المساحة بيننا - قسراً - . ولا بوسعهِ اللحاق بي أيضاً .. يبدو لي الفرق بيننا شاسعاً اليوم هو اختار أن يراني الشخص السيء في روايته .. بينما هو كان الأسوأ في روايات الجميع ووحدي من أغمضتُ عيني واخترتُ أن أرى فقط الأجمل فيه..! سوياً يقتلنا السكون يشعل الجمر في كفينا نتلعثم بالدموع إن حاولنا الكتابة ويُثقل الكتمان قلوبنا لكن الفرق بيننا كبير ومحزن.. جعلتُ مابيننا - بيننا فقط - اظهرتُه ع الدوام بمظهر الرَجل الشهم حتى حين سألتني والدتي عن شيء رأيته بأم عيني - كذبتُ عيني وانكرتُ ذلك منه ! هو على العكس تماماً وليس هناك طريقة لشرح ألم الخيبة دون أن اتألم مجدداً.. ثقتي المطلقة كان خطأي.. وعدم توقعي الأذى أيضاً كان مشكلتي كما قال بالضبط .. بعد أن قضى أموره كلها ثم وَجه أصابع الاتهام نحوي - ككل مرة !! علقتُ أمنيات عدة ع جدران حياتنا لم أدرك أنها بدون اسناد إلا حين سقطت ! عاهدني ع الطمأنينة ثم ملأني بالرعب ملأني بإجاباتٍ لأفعال لم يستجب عقلي لها .. بصرخات مشوهة الصدى! ومحاولات لاستعادة شرود الذهن من خوفي بأن أحلم مجدداً..! انهيار مفزع افقدني يقني دفعة واحدة نزع كل ما تبقى مني ..! أصبح حتى النور منه يفزعني .. خشية أن يجرح عيني ! في النهاية .. هوَ له حياته أولاً ، مسافة طويلة ثم أنا .. بينما كنتُ أنا هَو كل حياتي ونقطة .. النص بضمير الغائب - لأن من نكتب له ع وجه الخصوص لن يأتِ .. ومن نثق بِه ع وجه الخصوص أيضاً سنذوق أول الخيبات بطريقته .

أعرف إن عبور هذا الأمر حتمي لكنهُ يارب ثقيل على الروح لا مواساةٌ تزحزحه ولا ضحكة تلونهُ جاب على صدري كشيء قديم أثره باقٍ للأبد ..

‏ماذا عن النظرة التي إسترقناها في وسط ذلك الحشد الغفير، هل أحيت بك شيئًا أم وحدي من عُدت إلى الحياة؟!

يحتاجُ المرء لحنان شخص واحد في هَذا العالم كلّه ، ليَنجو .

أُحِبُكَ أُقسِمُ بِكل مَن فقدتهُ ..

‏خسارة شخص مثلي ‏تُشبه خسارة حضارة، مدينة، عالم، ضلع ‏تُشبه خسارة أشياء لا تندثر بسهولة ‏لذلك، لا أتذكر ولو لمرة واحدة ‏شعرت بالأسف تجاه شخص خسرني .

كتبتُ أشياء وأشياء ولم يُتمَّم لي فيها، فاللهم أجِرني من انغلاق الخاطر وتشرُّد الكلام وحيرة الوقت وتمنُّع المُراد ..

‏ياربِّ قلبي.. أنتَ تعلمُ مابهِ ‏فإذا لطفتَ فإنّ قلبي قدْ نجى ‏فاجعلْ لهُ في كلِّ أمرٍ . .خيرةً ‏واجْعَلْ له من كلِّ ضيقٍ مخرجا ︎

أخشى الغد لكن سرعان ما يتلاشى خوفي بذِكرك أحسب ألف حساب لكل أمرٍ ثم أضعهم جنباً وأتوكَّل عليك أعيش مائة سيناريو مرعب في مُخيلتي وتلغيهم ثقتي اللا منتهية بك ♾🩵