شَـهـد مَـحـمـود السَيد'.

أقف أنا على طرفي نفسي؛ بيني وبيني فتجدني -غالبًا- لا ألاقي طريق الحسم بين الخصمين ذلك ولأنهما في كلتا الحالتين؛ أنا! أنا التي تجدني أحيانًا بقوة الصخر الصلد الذي لا يتفتت، والقلاع التي لا تنهار وتجدني تارة أخرى هَشة؛ تنتكس الصلابة وأصبح كمثل ورقة مُهمشة! فأقف ثانيةً أتعجب.. كيف للمرء أن يشعر بأن جميع الأماكن ليست موطنه وكأنه وُجد في الحياة مُغترِبًا! أن يصمد طوال حياته وهو في المُنتصف.. لا يعرف أين وجهته الصحيحة ولمن عليه الاتجاه وأي طريقٍ يجب عليه أن يسلك؟! _شهد محمود السيد.

يُقال.. أن السنين الخوالي؛ تُنسى وتُنسي والعلقم مع الوقت يتبدل بالنعيم، وأن الراحلون عنا ما كانوا سوى عِظة غَلِيظة لنتعلم ألا نتعلق بالفناء والإيمان بمقولة: «إنها أيام وتمضي وأناسها ترحل معها». ولكنِي أرى الأمر بمنظورٍ آخر! فأنا أكاد أجزم أن السنين تفوت ولا أمضي قدمًا معها؛ فأظل عالقةً لا أنسى وأتمنى ألّا أُنسى! فجَميع مَن رَحلوا دُفِنوا بِداخِلي؛ جَعلوا مِني مَقبرة. _شهد محمود السيد.

يوميًا أُردد: اللهم أرزُق أبي ولا تُضيق الدنيا عليه واجعله دائمًا مرتاح البال ولا تحرمني من وجوده ورضاه اللهم راضِ قلب أمي واجعل السعادة كالظل، فلا تفارقها ووفق إخوتي وحقق لهم أمانيهم ثم أُكمل باكية: يا الله.. حقق لي مطلبي ولا تُريني في أحبتي مكروهًا، أرِح قلبي فنيرانه كادت أن تحوله لرماد.. أعلم بأنك معي دائمًا وأنك عليم بكل شيء، فلا تتركني تائهة واجبرني جبرًا يمحي سنوات العذاب. _شهد محمود السيد.

يا عزيزي.. أنا امرأةٌ خُلِقت لتُحارِب وتواجه، ما تقوى عليه.. وما لا تقوى؛ فيفتك الإخفاق بصميم قلبها. أُبيد الأمان من قاموسها فما عاد لعقلها أن يُدرك: «كيف يصبح المرء آمِنًا وهو في كَبِد الحروب التي تقابله؟!». منذ أعوامٍ كنت هُنا، بقلبِ فتاةٍ صغيرةٍ ترافقها الرقة ويصطحبها الربيع بين أحضانه. واليوم.. أقف أمامك بنفسِ الوجه.. لكن بُتِرت براءته، أواجهك بقلبِ وروحِ مُقاتِلٍ لا يزاحم عقله سوى: كيف أسيطر هذه المرة وأخرج مُنتصرًا؟ لذلك.. لا تطمح يومًا أن تجد في عينيّ الأمان أو أن أشعر به، يُمكنني وبجدارة أن أشعرك به وأنا فارغة كل الفراغِ منه! أي أعطيك ما لا أجده.. فكيف لامرأة مثلي أن تهوى وتقع في الحُب؟ أن تأمن ويؤمن لها؟ وهي خُلِقت من رحم معارِكَ لا تُحصى! كيف لامرأة سُلبت منها الحياة أن تُشعِرك بها! _شهد محمود السيد.