كُنَّاشَةُ المُهَاجِرُ الغَرِيْبُ "غَفَرَ اللهُ لهُ"

يا رب! هذه دنيا شحيحة بالحبِّ، والعطاء وأنتَ واسعٌ، ودودٌ، لطيفٌ، كريم فلك الحمد ولك الشكر ولك الفضل، والمنَّة ولك وحدك الثناء الحَسن سبحانك، وبحمدك لا إله إلا أنت حررنا من ظلم أنفسنا، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، واجعل جوارنا في الجنة سيد المرسلين _صلى الله عليه وسلم، وعلى آله، وصحبه أجمعين _

•• من أساليب الطغاة لصرف الناس عن محاسبتهم والتفطن لخيانتهم: توليد أحداث وتضخيمها، ثم إشاعتها ليتلهى الناس بها، فإذا لا كوها أتبعوا بغيرها. #العلوان

سيدنا زكريا وهو يدعو الله لسنوات كان يردد ( ولَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ) . كان متيقن أن مهما تأخرت الإجابة فخير الله سوف يتحقق. فلا تستعجل أمرًا رجوت الله به فخير الله آتيك آتيك فلا تيأس وألح بالدعاء فلا يشقى أبدا عبد دعا ربّه.

​​منذ ستٍ وخمسينَ عاماً أعدموا سيّداً .. ‏منذ ستٍ وخمسينَ عاماً ومعركة «سيادة الشريعة» مستمرةٌ؛ لا يَضرّها مُخالفةٌ ولا خُذلانٌ، ولا يوقفها موت قادتها ولا قلة الواقفين على ثغورها .. ‏منذ ستٍ وخمسينَ عاماً والأَنفسُ تُبذل.. وكلها تنهَلُ من تراث سيّد.. تقبّل الله منك. ‏السلام على سيّد⁩ٍ يوم وُلِدَ ويوم يموتُ ويوم يُبعَثُ حياً. ظنّ الأحمقُ الهالك أنّ قتل ‌سيّد⁩ٍ نهايةُ الأمر .. ما عَلِمَ السفيه أنّ «ظلال» سيّد تحفّنا، و«معالمه» تدلّنا.. وأنّ معركة «سيادة الشريعة» في ميزان حسناته، نحسبه. ‏هكذا الجاهليون؛ لا يَرَوْنَ أَبْعَدَ من أنوفهم! أتدري كم سيّداً يسكنُ الآن الزنازين الظالِمِ أهلُها؟ ما نَفَعَكُم إعدامُه، ولن يَنْفَعَكُم سَجْنُهُم! هكذا الحقّ؛ يمكثُ في الأرض وغيرهُ يذهبُ جُفاءً. اليوم تراقب مراكز البحث الغربية بائسةً.. اليوم يُعيدون أبحاثهم: كيف ننشئ "إسلاماً أمريكانياً" وسيّدٌ ما زال بيننا؟ عند الإعدام ابتسم سيّد وابتسم عبد الناصر .. اليوم .. ابتسامة ‌سيّد⁩ توارثتها أجيالُ المُستَعلينَ بإيمانهم، الناظرينَ للجاهليّة من علٍ .. ومنذ ذاك الوقت يتميَّزُ الطَّواغيت وأَنصارهم من الغَيظ! كأني بسيّدٍ ينظرُ إلى أعدائه باسماً ثابتاً، وهم يقولون: {مَا لَنَا لا نرى رجالاً كنا نَعُدُّهُم من الأَشرار}. اللهمّ أسكنه الفردوس الأعلى؛ فإنّا نُشهدك وملائكتكَ ورُسُلَك والناسَ أجمعينَ أنه نازعَ سلاطينَ الأرض ليَنْصُرَ سلطانَكَ.. وبرِئ من تشريعات الأرض ليُقيمَ تشريعات السماء. اللهمّ اجعل كلَّ قطرة دمٍ سالَت في سبيل سيادة الشريعة، وكلَّ إثخانٍ في مُنازعي سلطانك، وكلَّ صبرٍ على الأَسر والبلاء في سبيلك، وكلَّ إغاظةٍ لمُبدّلي شرعك، وكلَّ نقضٍ لشُبَه القانونيين، وكلَّ إبطالٍ لتأوّل البَرلَمانيين في ميزان حسنات سيّد. اللهمّ اجعل ظلالَه ومعالِمَه من العلم الذي يُنتفع به.. واجزِهِ خيرَ ما جَزَيْتَ مُجَاهِدَاً عن أُمّته. ()"

كيف تفعلها أخبرني.. تُطمئن الناس وأنت ينابيع الخوف تتفجَّر بداخلك، تُواسيهم وأنت في أشد الحاجة لمُراعاتك، تبتسم في وجوههم وأنت الفرح في قلبك ضلَّ طريقه، تحمل هم قريبٍ وغريب ولا أحد يُلقي على ثوب بؤسك المُمزق سلامًا.. أخبرني بالله عليك؛ كيف تَجرؤ أن تقول لأحدهُم: كُن قويًا وأنت تتهاوى مِن فرطِ ضعفك وهشاشتك! تقولُ له: لا تيأس وجذور الحياة يابِسةً في قلبك.. يا جبروتك كيف تنصحهم أن يكونوا بخير وأنت لا تعرف عن شعور المرء كيف يكون بخير ولو مرةً واحدة، يتباهى أمام الحُزن بها..؟! #لصاحبه

تُطلب المرادات بالصلوات..! يا أهل النوائب ويا أصحاب الحاجات ويا من وقع عليهم الظلم والاضطهادات افزعوا إلى الصلوات، وأكثروا في السجود من الدعوات، فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم "إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصلاة". وكذلك كان الأنبياء عليهم السلام، قال الله تعالى عن زكريا حينما كان يدعو ربه: (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك...). قال أبو البركات النسفي في تفسير هذه الآية: "وفيه دليل على أن المرادات تُطلب بالصلوات، وفيها إجابة الدعوات، وقضاء الحاجات. وقال ابن عطاء: ما فتح الله تعالى على عبدٍ حالةً سَنية إلا باتباع الأوامر، وإخلاص الطاعات، ولزوم المحاريب". مدارك التنزيل، للنسفي ١/ ٢١٣ وقال ابن الجوزي –رحمه الله-في ترجمة أبي العباس بن الطَّلّاية: "جاء إليه رجل, فقال له: سَل لي فُلانًا في كذا، فقال: يا أخي، قُم معي نُصلي ركعتين ونسأل الله تعالى، فأنا لا أترك بابًا مفتوحًا وأقصد بابًا مغلقًا." مناقب الإمام أحمد ص ٧٠٧ ()" #الفجر

أغمض عينيّ.. أرى يوسُف عليه السلام يمرّ شريط حياته سريعًا في مخيلتي، مكر الإخوة، والظلم، والحيلة، والرمي في البئر، والخذلان، والاسترقاق، والفتن الخطافة، والاتهام في العرض، وكيد النسوة، والسجن، ونسيان مؤسفٌ للمعروف، ثم بعد كل هذا، يقول لإخوته في أدبٍ جمّ ذاكرًا ربه: قد أحسن بي ♡ أي والله ما أجلّ هذا، ما ألطف ذكره، ما أبهى معناه.. قد أحسن بنا والله، قد علّمنا، وفتح لنا أبوابًا من القرب والمعرفة ما كنا لنصلها بلا أوجاع لذيذة، وأذاقنا الانكسار بين يديه شهدًا، وفهّمنا قدرنا وضعفنا ولم يغلق بابه في وجهنا، ورزقنا حُسن الشعور بالآخرين، وأدركنا به حلاوة النعمة، وشؤم الذنب، وتحمّلنا مرارة الصبر برضى! نمسح وجوهنا بالفاتحة بعد الدعاء، ونلوذ إلى ركن الله الآمن، نؤمن به، إيمان المنقطعين إليه، نثق بقدرته العليّة على حل الإشكالات، وبخطته التي لا تفسد أبدًا، ونعرف حتى مع ارتعاش الأيدي، وقلق المساء أنه سينقذنا كما يفعل دائمًا، سيضع النقاط على الحروف، سيزيل الشكوك، ويربطنا بمركزنا الأساسي الذي لا فكاك عنه، ولن يكلنا إلى أنفسنا لعلمه أننا أصحاب ضعف ونقص وعورة وذنب وخطيئة، وأننا هالكون لولا رحمته! لكل الأمنيات المؤجلة، والأوجاع القاهرة، والدموع التي لا تعرف التوقف..يا نور العين..ما أضيق العيش لولا تصبر الإنسان بالآخرة، فإن كان صباح الفرج بعيدًا، فالحمدلله على نهايات يسكب فيها الرضى والسعد بلا هوادة، هناك لا عذابات، ولا مُحال ولا فراق، ولا أذى ولا مستحيل! هذه الروح سيظل شعارها مع كل زفرة ملتهبة، لفظةٌ خرجت من شفتي يوسف، كُتب لها الخلود إلى أبد الآبدين: "قد أحسن بي..قد أحسن بي". الحمدلله رب العالمين #تمكين

شُؤمُ المعصية! قِلَّة التوفيق، وفساد الرأي، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذِّكر، وإضاعة الوقت، ونفرة الخلق، والوحشة بين العبد وبين ربه، ومنع إجابة الدُّعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم، ولباس الذُّل، وإهانة العدو، وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذين يُفسدون القلب ويُضيعون الوقت، وطول الهمّ والغمّ، وضَنْكُ المعيشة، وكسفُ البال تتولَّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله، كما يتولَّد الزَّرع عن الماء، والإحراق عن النار.. وأضدادُ هذه عن الطاعة! - ابن القيِّم الجوزية | الفوائد (٣٢/٣٣) #مقتطفات_من_كتب

مَن صاحَبَ نفسهُ صدَقَته. فإن ترفّقَ بها لم تستمرئ الراحة، وإن حملَها على شيءٍ أطاعته إن استطاعت، وأشارت إليه إن ثَقُلت. وظنّي أن صدق النفسِ وسيلةُ سَوقِها، لأنك تعلمُ حالها فلا تخدعك. فتعلمُ متى تكون حقًا مجهدةً فتترفّقْ بها، وتعلمُ متى تكونُ راكِنةً للشهوات فتدفعها بالفطنةِ والسّياسة. فإن الفطنةَ في دفعها هونًا فلا تنكسر، فإن انكسرَت لم تَعد كما كانت فتتيه عنكَ حبالها، وأنّى لكَ إيجادها. فرافِق نفسكَ على طبعها تعلمْ طريقَ رُشدها.