cookie

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة التصفح الخاصة بك. بالنقر على "قبول الكل"، أنت توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط.

avatar

حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

إظهار المزيد
مشاركات الإعلانات
2 530
المشتركون
-124 ساعات
-57 أيام
+16230 أيام

جاري تحميل البيانات...

معدل نمو المشترك

جاري تحميل البيانات...

[ بين يدي عيد الغدير الأغر ] ( 3 ) [ إكمال الدين وإتمام النعمة ] قال عزَّ من قائل في كتابه الكريم : ( الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) [ المائدة : 3 ] 🖋 هذه الآية المباركة تتحدث عن يومٍ اجتمعت فيه أحداث مصيرية أربعة ، هي : 1 يأس الكفار . 2 وإكمال الدين . 3 وإتمام النعمة . 4 ورضى الله سبحانه للبشرية بدين الإسلام ، ديناً خاتماً للأديان . ‏ولاشك إنَّ يوماً عظيماً في تاريخ الإسلام كهذا اليوم لا يمكن أنْ يكون يوماً عادياً كسائر الأيّام ، وإلّا لما بقي مبرر لإضفاء مثل هذه الأهمية العظيمة عليه كما وصفته الآية المباركة . ‏ ◀️ فأيُّ يومِ مبارك هو هذا اليوم ؟؟ لمفسري مدرسة الخلفاء عدة أقوال في ذلك ، أهمها : 1 إنَّه اليوم الذي أنزل فيه الله سبحانه الأحكام المذكورة في نفس الآية والخاصّة بالحلال والحرام من اللحوم . ‏ ويردّه : إنَّ نزول هذه الأحكام لا يوجب إعطاء تلك الأهمية العظيمة ، ولا يمكن أنَّ يكون ذلك سبب لإكمال الدين ، فهذه الأحكام لم تكن آخر الأحكام التي نزلت علی الرسول الأكرم ( صلّی اللّه عليه وآله وسلّم ) . كما لا يمكن القول بأنَّ الأحكام المذكورة هي السبب في يأس الكفار ، فما يثير اليأس لدی الكفار هو ترسيخ الإسلام والتأمين على مستقبل الرسالة ، وليس مجرد نزول أحكامٍ في الحلال والحرام من اللحوم ، وإلّا فماذا يضير الكفار لو كان بعض اللحوم حلالاً وبعضها الآخر حراماً ؟! 1 إنّه يوم عرفة من حجّة الوداع ، آخر حجّة أدّاها الرسول الأكرم . ‏ويردّه : إنَّ المواصفات المذكورة لذلك اليوم في الآية المباركة لا تتطابق مع هذا التّفسير ، حيث لم تقع أيّة حادثة مهمّة في مثل ذلك اليوم لتكون سبباً ليأس الكفار . ولو كان المراد هو حشود المسلمين الذين شاركوا النّبي ( صلّی اللّه عليه وآله وسلّم ) في يوم عرفة ، فقد كانت هذه الحشود تحيط بالنّبي في مكّة قبل هذا اليوم أيضاً . ‏3. إنَّه يوم فتح مكة . ويردّه : إنَّ سورة المائدة نزلت بعد فترة طويلة من فتح مكة ، والآية الكريمة قالت ( اليوم ) ، أي هذا اليوم ، وليس ذلك اليوم . 1 إنَّ المراد هو يوم نزول آيات سورة البراءة . ويردّه : إنّها نزلت قبل فترة طويلة من سورة المائدة . 1 إنَّ هذا اليوم هو يوم بعثة الرسول الأكرم . ويردّه : إنّه ليس هو جزماً ؛ اذ لا معنى للقول أنَّ الدين قد اکتمل في اليوم الأوّل من شروع الرسول الأکرم بدعوته . 1 إنّه يوم هجرة الرسول الأعظم ، وهو اليوم الذي هجم فيه الکفّار علی بيته صلى الله عليه وآله وسلم . ويردّه : إنّه لا يمكن قبول أنَّ ذلك اليوم هو اليوم الذي يئس فيه الکفّار ، ولم يزل الإسلام فتياً . 1 إنّه اليوم الذي إنتصر فيه المسلمون في بدر أو الخندق أو غيرهما . ويردّه : إنَّ الکفّار الذين حاربوا المسلمين في جبهات القتال هم وحدهم الذين ربما أصابهم اليأس ، وليس کلّ الکفّار ، فيما الآية الکريمة تصرّح بوضوح أنّ جميع الکفّار يئسوا من دين المسلمين ، ( الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) . مضافاً الى أنّه في هذه الأيام لم يكمل الدين بعد ، ولم تتم النعمة ، فبعد هذه الإنتصارات كانت هناك حروب وهنات . ‏ ‏هذا ما عليه مفسروا مدرسة الخلافة . 🖋 أمّا مدرسة أهل البيت ( عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم ) فقد أفادت أنَّ هذا اليوم ليس هو إلّا ( يوم غدير خم ) . وهو اليوم الذي نصَّب فيه النّبي ( صلّی اللّه عليه وآله وسلّم ) علياً ( عليه السّلام ) أميراً للمؤمنين وخليفة له من بعده . وكل الصفات التي ذكرتها الآية الكريمة تنطبق على هذا اليوم . فهو يومٌ يئس فيه الكفار من النيل من الإسلام ، إذ كانوا يتوهمون أنَّ دين الإسلام سينتهي بوفاة رسوله الكريم ، وأنَّ الأوضاع ستعود إلی سابق عهد الجاهلية ، لكنّهم حين شاهدوا أنّ النّبي نصّب علياً ( عليه السلام ) خليفة وإماماً للمسلمين من بعده ، وهو رجلٌ كان فريداً بين المسلمين في علمه وتقواه وعدالته وقوته في ذات الله ، عندما رأوا ذلك أحاط بهم اليأس من كل جانب ، وفقدوا الأمل فيما توقعوه من شرٍّ لمستقبل الإسلام وأدركوا أنَّ هذا الدين باق راسخ . وبعبارة أخرى : عندما فشلت جميع المؤامرات التي حيکت ضدّ النبي الأکرم ( صلّی الله عليه وآله وسلّم ) بدءاً من توجيه التّهم والإفتراءات مروراً بشنّ الحروب ووصولاً إلی محاولات قتله ، أصبح أمل الکفّار الوحيد هو موت النبي الأكرم ، فجاء تنصيب عليٍّ للخلافة والإمامة ليكون قاصمة الظهر لآمال الكفار بالرجوع الى الجاهلية . ‏وفي هذا اليوم أصبح الدين كاملاً ، إذ لو لم يتمّ تعيين خليفة للنبي ، لم تكن لتكتمل الشريعة بدون ذلك . وفيه أيضاً قد تمت نعمة الله سبحانه على المؤمنين . ‏ ‏ورضي اللّه بالإسلام ديناً خاتماً للأديان .
إظهار الكل...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

👍 8
فما هو الفرق بين الإكمال والإتمام ؟؟ الفرق بين الكلمتين : إنَّ ( الإتمام ) يُطلق حيث يأتي آخر أجزاء الشيء المتتابعة بعضها وراء بعض ، بحيث يقال لذلك الشيء إنه ناقص إذا لم تترتب أجزاؤه تلك كلها ، فإذا أنضم إليه آخر الأجزاء فسيقال أنَّه تم ذلك الشيء . أما في ( الإكمال ) فالأمر ليس كذلك ، فقد لا يكون في الشيء جزء ناقص ليقال له ( غير تام ) ، ولكنّه مع ذلك قد يقال له أنّه غير كامل . فالإختلاف بين التام والكامل هو اختلاف بين الكمي والنوعي . مثال ذلك : الجنين في بطن أمه ، فهو يصل إلى حد التمام ، حيث تتم أجزاؤه ويستوي هيكله ، ثم يولد ويكون طفلاً تاماً ، ولكنه لا يكون إنسان كاملاً ، أي لا يتحلى بذلك النضج الذي يجب أنْ يتحلى به الإنسان . وعملية النضج هي شيء يختلف عن كون الشيء يفتقر إلى جزء ناقص . وفي مورد بحثنا قال سبحانه ( أكملتُ ) و ( أتممتُ ) ، أمّا الإتمام فيمكن أنْ يصدق على أحكام شرعية في حلية بعض اللحوم وحرمة بعضها الآخر ، ونحن وإنْ قلنا إنَّ الأحكام المشار اليها في الآية ليست هي آخر ما نزل من أحكام ، ليقال إنَّ الآية تتحدث عن إتمام الأحكام الشرعية ، لكننا نغض النظر عن ذلك هنا تَنَزُلاً ، ونقول إنَّ التعبير بالإتمام قد يصدق على الأحكام الشرعية التي تتحدث عنها الآية المباركة . ولكن التعبير بالإكمال يتحدث عن قضية نوعية بتحققها كَمُلَ الدين ، وقبلها كان ناقصاً ، ومثل هذه الإضافة النوعية لا يمكن أنْ نتعقل أنّها إضافة مجرد أحكام شرعية بشأن اللحوم . هذه الإضافة النوعية لا يمكن أنْ تكون إلّا قضية بمستوى إمامة الأمّة وقيادتها بعد الرسول الأكرم . ********** أسعد الله أيامكم . [ حسن عطوان ] تم تنقيحه في 18 / ذو الحجة / 1445 هج . https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6
إظهار الكل...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

👍 8
وبعبارة موجزة : هب أنَّ الأحکام والقوانين قد شُرّعت کاملة ، ولکن المجتمع لم يزل قريب عهدٍ بالجاهلية ، فما لم يکن للأمّة والمجتمع قائد معصوم يطبق تلك القوانين والأحکام فسوف تقع الأمّة في الخلاف والإنحراف عن الجادة المستقيمة ، وهذا ما حصل فعلاً بعد أنْ أنكرت الأمّة وتنكرت لما أبلغه الرسول الأكرم عن الله سبحانه في يوم الغدير . 🖋 بقي شيء : وهو أنَّ البعض يردّ على التفسير الشيعي للآية الكريمة بأنَّه على خلاف السياق ، إذ وردت في وسط آية تتحدث عن أحكام اللحوم ؟! قال جلَّ وعلا : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَ ما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ وَ الْمُنْخَنِقَةُ وَ الْمَوْقُوذَةُ وَ الْمُتَرَدِّيَةُ وَ النَّطِيحَةُ وَ ما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ ما ذَكَّيْتُمْ وَ ما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) وجوابه : إنَّ السياق إنّما يُرجع اليه عندما لا تكون هناك قرينة على خلافه ، وكل القرائن المتقدمة تدل على أنَّ آية إكمال الدين هي آية مستقلة قد حُشرت في آية أحكام اللحوم حشراً بحيث لو رُفعت فالسياق يبقى متصلاً ولم ينقص من معنى الآية شيء . ويشهد لذلك أنَّ الآية المباركة بعد أنْ قالت : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) عادت لتذكر أحكاماً أخرى ، بل بقي نزول الأحكام متواصلاً بعدها . أمّا مّن هو الذي وضعها هنا في وسط آية اللحوم ؟؟ هل هو الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حفظاً لها من الحذف أو التحريف ؟؟ أم هم الصحابة من بعده ليزيفوا معناها وليوجهوها الى غير مصداقها ؟! قولان مبْنيّان على الخلاف في مسألة مَن الذي جمع القرآن ؟؟ هل هو الرسول الأكرم أم هم الخلفاء من هو بعده ؟؟ والبحث مستفيض في علوم القرآن ، وليس هنا محله . 🖋 نعم لعله يجْدر هنا أنْ نطرح وجهة نظر القوم في واقعة الغدير ، وحاصلها : إنَّ الرسول لم ينصب علياً كإمام وخليفة من بعده ، غاية ما هنالك أنّه أوصى بمحبته ومودته . والجواب : أنّه حتى لو أغمضنا النظر عن كل ما تقدم ، وأغمضنا النظر ايضاً عن أحاديث الدار والثقلين والمنزلة وغيرها . وأغمضنا النظر عن أنَّ الوصية بالمحبة والمودة بين المؤمنين لا تحتاج الى كل هذا الإهتمام والتأكيد . فنقول : إنَّ الأمر لا يخلو أمّا أنَّ النبي الأكرم قد ترك أمر قيادة الأمة من بعده ، ولم يتطرق اليه أصلاً ، أو أنّه قد تطرق اليه ، والأول غير معقول لقائد الهي يهمه جداً مصير الإسلام الذي جاهد لأجل ترسيخه ، يشهد لذلك أنّه يأمر أسامة بالخروج في جيش مع أنّه في حينها كان على فراش الموت . فاذا كان من حرص الخليفة الأول على الرسالة أنْ أوصى بالخليفة من بعده ، ومن حرص الخليفة الثاني أنْه إختار ستة ، أرجع لهم أمر إختيار الخليفة ، فهل كان الخليفتان أحرص من الرسول على رسالته ؟؟! وإنْ قيل أنَّ الرسول لم يترك أمر الرسالة والأمة من بعده ، انما أبلغ الصحابة أنَّ الخلافة شورى من بعده ، فالأمر للأمة تختار مَن تشاء ! فإذا كان الأمر كذلك وأنَّ الرسول قد ثَقَّف أصحابه على الشورى ، فنسأل : أولاً : أين هذه النصوص العديدة والتأكيد المستمر على مبدأ الشورى ، لا سيّما وأنَّ هذا المبدأ مبدأ جديد على المسلمين فيحتاج هذا الى تأكيد ومزيد عناية في التثقيف عليه . وثانياً : إذا كان الرسول قد أوصى بالشورى وثَقَّف عليها ، فلماذا لم يعمل الخليفتان الأول والثاني بمبدأ الشورى ، بل أوصى الأول للثاني ، وأوكل الثاني أمر إختيار الخليفة لستة ؟؟! فلايبقى إلّا أنْ يكون الرسول قد نصَّبَ شخصاً . ولم يدّعَ أنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد نصّب غير عليٍّ ، فلا مناص من أنَّ الرسول وبعد أنَّ أشار لعليٍّ في عدة مواقف ، كما في أحاديث الدار والمنزلة والثقلين وغيرهم ، عاد ليؤكد التنصيب في واقعة غدير خم ، بلفظ صريح ، وأمام الجموع الغفيرة من المسلمين . وأراد ايضاً أنْ يحيط ذلك التنصيب بأجواء لتأكيد أهميته ، إذ أمر بأنْ يصنع له مرتفع ، وفي وقت شديد الحر ، وأمر بإرجاع السابق لمسيرة المسلمين ، وإلحاق المتأخر عنها . هذا ما حصل في واقعة يوم الغدير ، وهو الذي تتحدث عنه الآية الكريمة مورد البحث . 🖋 وتوجد قرائن عديدة تؤيد ما يذهب اليه الشيعة من أنَّ المقطع المُشار اليه في الآية مورد البحث يتحدث عن تنصيب عليٍّ ( عليه السلام ) إماماً للأمة وقائداً لها بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، منها : إنَّ الله سبحانه قال : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) .
إظهار الكل...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

👍 5
[ بين يدي عيد الغدير ] ( 2 ) [ إكمالاً لما ذكرناه في النقطة الأولى في المقالة السابقة ردّاً على دعوى صحة الأخذ عن كل صحابي ] يقول عزَّ من قائل في كتابه الكريم : ( يَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ... )( 1 ) . 🖋 هذه الآية المباركة تتحدث عن حادثة في غاية الأهمية والخطورة ، وقد اتفقت مصادر المدرستين على أنَّها نزلت في مجموعة من المصاحبين للرسول الأكرم ، الذين خرجوا معه في غزوة تبوك ، فيما عُرف بمؤامرة العقبة . 🖋 وحاصل تلك الحادثة : إنَّ الرسول الأكرم في العام التاسع من الهجرة خرج لقتال الروم بعد تحالف بعض القبائل في شمال الجزيرة العربية معهم ، وهددوا بغزو المدينة ، ولمّا وصل إلى تبوك وجد أنَّ ذلك الجيش قد تفرّق ولم يثبت لقتال المسلمين ، بعد أنْ أرعبت أخبارهم العدو ، فعاد الرسول ومَن معه إلى المدينة . 🖋 وتقول المصادر التاريخية عند الأخوة السُّنّة قبل مصادر الشيعة : إنَّ المسلمين لمّا وصلوا إلى مكان يُدْعى بالعقبة ، كان هناك وادٍ واسع ، وبجواره ممر جبلي ضيّق ، فأمر الرسول منادياً نادى في الجيش : إنَّ رسول الله يريد أنْ يسلك الممر الضيق فلا يسلكه أحد واسلكوا بطن الوادي ، واصطحب الرسول معه كل من حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر ، فسلك الجيش بطن الوادي وسلك رسول الله الممر الضيق ؛ وذلك لأنَّ الوحي قد أخبره بوجود مؤامرة لقتله أثناء مروره ، اذ اتفق إثنا عشر رجلاً من المصاحبين للرسول ، - وقيل خمسة عشر - على قتله ، وذلك من خلال صعود الجبل ورمي الأحجار على دابته حتى تنفر وتسقط ، وإنّما أمر الرسول الجيش - عدا عمار وحذيفة - بالسير في الوادي ، وهو يجتاز الممر الضيق ؛ حتی لا يخفي المتآمرون أنفسهم وينفّذوا خطتهم دون أنْ يعرفهم أحد . ومع هذا التدبير أصرّ المتآمرون على تنفيذ ما اتفقوا عليه ، ولكنهم وجدوا حذيفة وعمار - بأمر الرسول - متأهبين ، فعرفوا إنكشاف خطتهم فهربوا ، وعادوا للجيش ظناً أنّهم لم يعرفوا كإشخاص !! ويقول المؤرخون إنَّ حذيفة سأل الرسول عن سبب عدم فضحهم ومن ثَمَّ قتلهم ، فردّ عليه الرسول بما مضمونه : أنّه يكره أنْ يقول الناس إنَّ محمداً أعمل سيفه في أصحابه . 📌 ورغم أهمية تلك الواقعة ، ورغم أنّها وردت في أهم مصادر الحديث والتاريخ عند الأخوة السُّنة كما سوف يتبين ، إلّا أنّهم لم يتوقفوا عندها ؛ خوفاً من أنْ تُثير تساؤلاً عند بعض عقلائهم : أنّه مَن هم أولئك الذين تآمروا على الرسول الأكرم ؟! وأنّه كيف ينسجم هذا مع نظرية ( عدالة جميع الصحابة ) ؟!! ◀️ ونقتصر هنا على ما ذكره بعض العلماء السُّنّة في هذه الحادثة : 📌 جاء في مسند إبن حنبل أنّه : " لما أقبل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من غزوة تبوك أمر منادياً فنادى أنَّ رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) أخذ العقبة فلا يأخذها أحد ، فبينما رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) يقوده حذيفة ويسوق به عمار ، إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل غشوا عماراً وهو يسوق برسول الله ... وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل ... " ( 2 ) . 📌 وأشار لذلك أيضاً مسلم في صحيحه ، قال : " كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس ، فقال أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة ؟ قال : ... كنا نخبر أنّهم أربعة عشر ، فإنْ كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر " ( 3 ) . 📌 وهكذا الفخر الرازي في تفسيره ، نقل عن القاضي ( 4 ) - بعد إستبعاده لعدة إحتمالات للصق الحادثة بمنافقين معروفين - قال : " الأولى أنْ تُحْمل هذه الآية على ما روي : أنَّ المنافقين هموا بقتله عند رجوعه من تبوك ، وهم خمسة عشر تعاهدوا أنْ يدفعوه عن راحلته إلى الوادي ، إذا تسنم العقبة بالليل ... فسمع حذيفة وقع أخفاف الإبل وقعقعة السلاح ، فالتفت ، فإذا قوم متلثمون ، فقال : إليكم إليكم يا أعداء الله ، فهربوا "( 5 ) . 📌 ومن الطريف أنَّ بعضهم ولعله دفاعاً منه عن الصحابة رمى التهمة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ذكر صاحب تهذيب التهذيب : إنَّ حريز بن عثمان روى أنَّ النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) لمّا أراد أنْ يركب بغلته جاء علي بن أبي طالب فحلَّ حزام البغلة ليقع النبي صلى الله عليه وسلم ( 6 ) !! مع أنَّ علياً لم يحضر غزوة تبوك ، وبقي في المدينة المنورة بأمر من الرسول ، كما هو المعروف عند المؤرخين ( 7 ) . وللتنزل نقول : إنَّ علياً من الصحابة ، أليس كذلك ؟! فإذا كان قد فعل ذلك ( وحاشاه ) ، فتختل تلك النظرية أيضاً ! 📌 ونحن نسأل هنا أخوتنا السُّنّة ، اذا كانوا يعرفون هؤلاء المتأمرين فمَن هم ؟! عرفنا للتوّ أنَّ أحدهم هو علي بن أبي طالب بحسب رواية حريز بن عثمان ! فمَن هم البقية ؟؟ واذا كانوا لا يعرفونهم ، فكيف نحكم بعدالة الجميع ؟! وهناك تفاصيل نُعرض عن ذكرها ؛ إحتراماً لمشاعر الأحبة ..
إظهار الكل...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

👍 3 2
📌 وأؤكد هنا أنَّ توضيح حقّانية ما يؤمن به المسلم بالحكمة والموعظة الحسنة ليس من الطائفية بشيء ، ولا يتنافى ذلك مع التعايش مع الآخر ، فالطائفية تعني - فيما تعنيه - إستئصال الآخر وقتله لمجرد كونه مخالفاً مذهبياً ، وعدم قبول التعايش معه ، وإلّا فمن حقنا أنْ نوَضّح ما نؤمن به لإبنائنا ، ونعذر الطرف الآخر فيما يؤمن به ، فالطرف الآخر إمّا أنّه ممَن يعلم ويعرف الحقيقة ، ولا يقرّ بها ؛ خوفاً على دنياه ، فمثل هذا سوف يقف بين يدي الله سبحانه ، ليقدّم جواباً عن خداعه لأتباعه . وإمّا أنْ يكون إنساناً بسيطاً ، وليس من أهل البحث ، ومثل هذا يكون معذوراً إنْ شاء الله ، وهم الغالبية العظمى من المسلمين . 📌 وأيضاً الهدف من ذلك ليس مجرد النبش في التاريخ ؛ إنّما ليعرف المسلم عن أي طريق يأخذ دينه . فالمسألة أيّ دينٍ نتَّبع ؟! دين صاغته أيدي الجهلة وأتباع السلاطين ؟؟ أم دين وصلنا من نبعه الصافي ، من محمد وآله ( عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام ) ؟؟ تلك هي المسألة المهمة . 🖋 عبد الفتاح عبد المقصود ، وهو رجل " سنّي " منصف ، في كتابه السقيفة ، يقول مامضمونه : لنترك روايات الفضائل جانباً ، فإنَّ الكثير منها قد لا يصمد أمام النقد . مثلا : في فضائل الخليفة الثالث يُنقل عن أبي هريرة : أنّه قد خرجت علينا السيدة رقية - ربيبة الرسول الأكرم أو بنته - وقالت : " مشطتُ تواً لرسول الله وأوصاني بذي النورين " ، أي الخليفة الثالث . يقول عبد المقصود أنَّ أبا هريرة يمني قد أسلم وجاء للمدينة المنورة في السنة السابعة للهجرة فكيف سمع من السيدة رقية ذلك وقد توفيت في السنة الثانية للهجرة !! ثم يقول : لذلك ، دعونا من روايات الفضائل ولنقرأ تاريخ الرجال ، ومَن يقرأه ، لانظن أنّه يقّدم غيرَ عليٍّ عليه . والله من وراء القصد .. ***** ( 1 ) التوبة : 74 . ( 2 ) إبن حنبل ، أحمد بن محمد ، إمام الحنابلة ، ( ت : 241 هج ) ، مسند أحمد ، ج 5 ، ص 453 ، الناشر : دار صادر ، بيروت . ( 3 ) النيسابوري ، مسلم بن الحجاج ، ( ت : 261 هج ) ، صحيح مسلم ، ج 8 ، ص 123 ، دار الفكر ، بيروت . ( 4 ) هو : محمد بن الطيب بن محمد ، القاضي أبو بكر الباقلاني ، الملقب بشيخ السنة ، انتهت اليه رئاسة المالكية في وقته ( ت : 403 هج ) . ( 5 ) الرازي ، محمد بن عمر بن الحسن ، شافعي المذهب ، ( ت : 606 هج ) ، التفسير الكبير ، المعروف بتفسير الفخر الرازي ، ج 16 ، ص 136 ، نشر مؤسسة آل البيت ( عليهم السلام ) لإحياء التراث . ( 6 ) إبن حجر العسقلاني ، شهاب الدين أحمد بن علي ، شافعي المذهب ، ( ت : 852 هج ) ، تهذيب التهذيب ، ج 2 ، ص 209 - 210 ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت . ( 7 ) يُنظر على سبيل المثال : إبن الأثير ، علي بن أبي الكرم ، ( ت : 630 هج ) ، الكامل في التاريخ ، ج 2 ، ص 278 ، الناشر : دار صادر للطباعة والنشر ، بيروت . ****** أسعد الله أيامكم . [ حسن عطوان ] تم تنقيحه في 17 / ذو الحجة / 1445 هج https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6
إظهار الكل...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

8👍 3
📌 وأؤكد هنا أنَّ توضيح حقّانية ما يؤمن به المسلم بالحكمة والموعظة الحسنة ليس من الطائفية بشيء ، ولا يتنافى ذلك مع التعايش مع الآخر ، فالطائفية تعني - فيما تعنيه - إستئصال الآخر وقتله لمجرد كونه مخالفاً مذهبياً ، وعدم قبول التعايش معه ، وإلّا فمن حقنا أنْ نوَضّح ما نؤمن به لإبنائنا ، ونعذر الطرف الآخر فيما يؤمن به ، فالطرف الآخر إمّا أنّه ممَن يعلم ويعرف الحقيقة ، ولا يقرّ بها ؛ خوفاً على دنياه ، فمثل هذا سوف يقف بين يدي الله سبحانه ، ليقدّم جواباً عن خداعه لأتباعه . وإمّا أنْ يكون إنساناً بسيطاً ، وليس من أهل البحث ، ومثل هذا يكون معذوراً إنْ شاء الله ، وهم الغالبية العظمى من المسلمين . 📌 وأيضاً الهدف من ذلك ليس مجرد النبش في التاريخ ؛ إنّما ليعرف المسلم عن أي طريق يأخذ دينه . فالمسألة أيّ دينٍ نتَّبع ؟! دين صاغته أيدي الجهلة وأتباع السلاطين ؟؟ أم دين وصلنا من نبعه الصافي ، من محمد وآله ( عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام ) ؟؟ تلك هي المسألة المهمة . 🖋 عبد الفتاح عبد المقصود ، وهو رجل " سنّي " منصف ، في كتابه السقيفة ، يقول مامضمونه : لنترك روايات الفضائل جانباً ، فإنَّ الكثير منها قد لا يصمد أمام النقد . مثلا : في فضائل الخليفة الثالث يُنقل عن أبي هريرة : أنّه قد خرجت علينا السيدة رقية - ربيبة الرسول الأكرم أو بنته - وقالت : " مشطتُ تواً لرسول الله وأوصاني بذي النورين " ، أي الخليفة الثالث . يقول عبد المقصود أنَّ أبا هريرة يمني قد أسلم وجاء للمدينة المنورة في السنة السابعة للهجرة فكيف سمع من السيدة رقية ذلك وقد توفيت في السنة الثانية للهجرة !! ثم يقول : لذلك ، دعونا من روايات الفضائل ولنقرأ تاريخ الرجال ، ومَن يقرأه ، لانظن أنّه يقّدم غيرَ عليٍّ عليه . والله من وراء القصد .. ***** ( 1 ) التوبة : 74 . ( 2 ) إبن حنبل ، أحمد بن محمد ، إمام الحنابلة ، ( ت : 241 هج ) ، مسند أحمد ، ج 5 ، ص 453 ، الناشر : دار صادر ، بيروت . ( 3 ) النيسابوري ، مسلم بن الحجاج ، ( ت : 261 هج ) ، صحيح مسلم ، ج 8 ، ص 123 ، دار الفكر ، بيروت . ( 4 ) هو : محمد بن الطيب بن محمد ، القاضي أبو بكر الباقلاني ، الملقب بشيخ السنة ، انتهت اليه رئاسة المالكية في وقته ( ت : 403 هج ) . ( 5 ) الرازي ، محمد بن عمر بن الحسن ، شافعي المذهب ، ( ت : 606 هج ) ، التفسير الكبير ، المعروف بتفسير الفخر الرازي ، ج 16 ، ص 136 ، نشر مؤسسة آل البيت ( عليهم السلام ) لإحياء التراث . ( 6 ) إبن حجر العسقلاني ، شهاب الدين أحمد بن علي ، شافعي المذهب ، ( ت : 852 هج ) ، تهذيب التهذيب ، ج 2 ، ص 209 - 210 ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت . ( 7 ) يُنظر على سبيل المثال : إبن الأثير ، علي بن أبي الكرم ، ( ت : 630 هج ) ، الكامل في التاريخ ، ج 2 ، ص 278 ، الناشر : دار صادر للطباعة والنشر ، بيروت . ****** أسعد الله أيامكم . [ حسن عطوان ] تم تنقيحه في 17 / ذو الحجة / 1445 هج https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6
إظهار الكل...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

[ بين يدي عيد الغدير ] ( 2 ) [ إكمالاً لما ذكرناه في النقطة الأولى في المقالة السابقة ردّاً على دعوى صحة الأخذ عن كل صحابي ] يقول عزَّ من قائل في كتابه الكريم : ( يَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ... )( 1 ) . 🖋 هذه الآية المباركة تتحدث عن حادثة في غاية الأهمية والخطورة ، وقد اتفقت مصادر المدرستين على أنَّها نزلت في مجموعة من المصاحبين للرسول الأكرم ، الذين خرجوا معه في غزوة تبوك ، فيما عُرف بمؤامرة العقبة . 🖋 وحاصل تلك الحادثة : إنَّ الرسول الأكرم في العام التاسع من الهجرة خرج لقتال الروم بعد تحالف بعض القبائل في شمال الجزيرة العربية معهم ، وهددوا بغزو المدينة ، ولمّا وصل إلى تبوك وجد أنَّ ذلك الجيش قد تفرّق ولم يثبت لقتال المسلمين ، بعد أنْ أرعبت أخبارهم العدو ، فعاد الرسول ومَن معه إلى المدينة . 🖋 وتقول المصادر التاريخية عند الأخوة السُّنّة قبل مصادر الشيعة : أنَّ المسلمين لمّا وصلوا إلى مكان يُدْعى بالعقبة ، كان هناك وادٍ واسع ، وبجواره ممر جبلي ضيّق ، فأمر الرسول منادياً نادى في الجيش : إنَّ رسول الله يريد أنْ يسلك الممر الضيق فلا يسلكه أحد واسلكوا بطن الوادي ، واصطحب الرسول معه كل من حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر ، فسلك الجيش بطن الوادي وسلك رسول الله الممر الضيق ؛ وذلك لأنَّ الوحي قد أخبره بوجود مؤامرة لقتله أثناء مروره ، اذ اتفق إثنا عشر رجلاً من المصاحبين للرسول ، - وقيل خمسة عشر - على قتله ، وذلك من خلال صعود الجبل ورمي الأحجار على دابته حتى تنفر وتسقط ، وإنّما أمر الرسول الجيش - عدا عمار وحذيفة - بالسير في الوادي ، وهو يجتاز الممر الضيق ؛ حتی لا يخفي المتآمرون أنفسهم وينفّذوا خطتهم دون أنْ يعرفهم أحد . ومع هذا التدبير أصرّ المتآمرون على تنفيذ ما اتفقوا عليه ، ولكنهم وجدوا حذيفة وعمار - بأمر الرسول - متأهبين ، فعرفوا إنكشاف خطتهم فهربوا ، وعادوا للجيش ظناً أنّهم لم يعرفوا كإشخاص !! ويقول المؤرخون إنَّ حذيفة سأل الرسول عن سبب عدم فضحهم ومن ثَمَّ قتلهم ، فردّ عليه الرسول بما مضمونه : أنّه يكره أنْ يقول الناس إنَّ محمداً أعمل سيفه في أصحابه . 📌 ورغم أهمية تلك الواقعة ، ورغم أنّها وردت في أهم مصادر الحديث والتاريخ عند الأخوة السُّنة كما سوف يتبين ، إلّا أنّهم لم يتوقفوا عندها ؛ خوفاً من أنْ تُثير تساؤلاً عند بعض عقلائهم : أنّه مَن هم أولئك الذين تآمروا على الرسول الأكرم ؟! وأنّه كيف ينسجم هذا مع نظرية ( عدالة جميع الصحابة ) ؟!! ◀️ ونقتصر هنا على ما ذكره بعض العلماء السُّنّة في هذه الحادثة : 📌 جاء في مسند إبن حنبل أنّه : " لما أقبل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من غزوة تبوك أمر منادياً فنادى أنَّ رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) أخذ العقبة فلا يأخذها أحد ، فبينما رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) يقوده حذيفة ويسوق به عمار ، إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل غشوا عماراً وهو يسوق برسول الله ... وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل ... " ( 2 ) . 📌 وأشار لذلك أيضاً مسلم في صحيحه ، قال : " كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس ، فقال أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة ؟ قال : ... كنا نخبر أنّهم أربعة عشر ، فإنْ كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر " ( 3 ) . 📌 وهكذا الفخر الرازي في تفسيره ، نقل عن القاضي ( 4 ) - بعد إستبعاده لعدة إحتمالات للصق الحادثة بمنافقين معروفين - قال : " الأولى أنْ تُحْمل هذه الآية على ما روي : أنَّ المنافقين هموا بقتله عند رجوعه من تبوك ، وهم خمسة عشر تعاهدوا أنْ يدفعوه عن راحلته إلى الوادي ، إذا تسنم العقبة بالليل ... فسمع حذيفة وقع أخفاف الإبل وقعقعة السلاح ، فالتفت ، فإذا قوم متلثمون ، فقال : إليكم إليكم يا أعداء الله ، فهربوا "( 5 ) . 📌 ومن الطريف أنَّ بعضهم ولعله دفاعاً منه عن الصحابة رمى التهمة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ذكر صاحب تهذيب التهذيب : إنَّ حريز بن عثمان روى أنَّ النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) لمّا أراد أنْ يركب بغلته جاء علي بن أبي طالب فحلَّ حزام البغلة ليقع النبي صلى الله عليه وسلم ( 6 ) !! مع أنَّ علياً لم يحضر غزوة تبوك ، وبقي في المدينة المنورة بأمر من الرسول ، كما هو المعروف عند المؤرخين ( 7 ) . وللتنزل نقول : إنَّ علياً من الصحابة ، أليس كذلك ؟! فإذا كان قد فعل ذلك ( وحاشاه ) ، فتختل تلك النظرية أيضاً ! 📌 ونحن نسأل هنا أخوتنا السُّنّة ، اذا كانوا يعرفون هؤلاء المتأمرين فمَن هم ؟! عرفنا للتوّ أنَّ أحدهم هو علي بن أبي طالب بحسب رواية حريز بن عثمان ! فمَن هم البقية ؟؟ واذا كانوا لا يعرفونهم ، فكيف نحكم بعدالة الجميع ؟! وهناك تفاصيل نُعرض عن ذكرها ؛ إحتراماً لمشاعر الأحبة ..
إظهار الكل...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

📌 وأؤكد هنا أنَّ توضيح حقّانية ما يؤمن به المسلم بالحكمة والموعظة الحسنة ليس من الطائفية بشيء ، ولا يتنافى ذلك مع التعايش مع الآخر .. الطائفية تعني - فيما تعنيه - إستئصال الآخر وقتله لمجرد كونه مخالفاً مذهبياً ، وعدم قبول التعايش معه . وإلّا فمن حقنا أنْ نوَضّح ما نؤمن به لإبنائنا ، ونعذر الطرف الآخر فيما يؤمن به . الطرف الآخر إمّا أنّه من العلماء ويعرف الحقيقة ، ولا يقرّ بها ؛ خوفاً على دنياه ، فمثل هذا سوف يقف بين يدي الله سبحانه ، ليقدّم جواباً عن خداعه لأتباعه . وإمّا أنْ يكون إنساناً بسيطاً ، وليس من أهل البحث ، ومثل هذا يكون معذوراً إنْ شاء الله ، وهم الغالبية العظمى من المسلمين . 📌 وأيضاً الهدف من ذلك ليس مجرد النبش في التاريخ ؛ إنّما ليعرف المسلم عن أي طريق يأخذ دينه . فالمسألة أيّ دينٍ نتَّبع ؟! دينٌ صاغته أيدي الجهلة وأتباع السلاطين ؟؟ أم دينٌ وصلنا من نبعه الصافي ، من آل محمد عنه صلى الله عليه وآله وسلَّم ؟؟ تلك هي المسألة المهمة . 🖋 عبد الفتاح عبد المقصود ، وهو رجل " سنّي " منصف ، في كتابه السقيفة ، يقول مامضمونه : لنترك روايات الفضائل جانباً ، فإنَّ الكثير منها قد لايصمد أمام النقد . مثلا : في فضائل الخليفة الثالث يُنقل عن أبي هريرة : أنّه خرجت علينا السيدة رقية - ربيبة الرسول الأكرم أو بنته - وقالت : ( مشطتُ تواً لرسول الله وأوصاني بذي النورين ) . يقول عبد المقصود أنَّ أبا هريرة يمني قد أسلم وجاء للمدينة المنورة في السنة السابعة للهجرة فكيف سمع من السيدة رقية ذلك وقد توفيت في السنة الثانية للهجرة !! ثم يقول : لذلك ، دعونا من روايات الفضائل ولنقرأ تاريخ الرجال ، ومَن يقرأه ، لانظن أنّه يقّدم غيرَ عليٍّ عليه . والله من وراء القصد .. ***** ( 1 ) التوبة : 74 . ( 2 ) إبن حنبل ، أحمد بن محمد ، إمام الحنابلة ، ( ت : 241 هج ) ، مسند أحمد ، ج 5 ، ص 453 ، الناشر : دار صادر ، بيروت . ( 3 ) النيسابوري ، مسلم بن الحجاج ، ( ت : 261 هج ) ، صحيح مسلم ، ج 8 ، ص 123 ، دار الفكر ، بيروت . ( 4 ) هو : محمد بن الطيب بن محمد ، القاضي أبو بكر الباقلاني ، الملقب بشيخ السنة ، انتهت اليه رئاسة المالكية في وقته . ( 5 ) الرازي ، محمد بن عمر بن الحسن ، شافعي المذهب ، ( ت : 606 هج ) ، التفسير الكبير ، المعروف بتفسير الفخر الرازي ، ج 16 ، ص 136 ، نشر مؤسسة آل البيت ( عليهم السلام ) لإحياء التراث . ( 6 ) إبن حجر العسقلاني ، شهاب الدين أحمد بن علي ، شافعي المذهب ، ( ت : 852 هج ) ، تهذيب التهذيب ، ج 2 ، ص 209 - 210 ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت . ( 7 ) يُنظر على سبيل المثال : إبن الأثير ، علي بن أبي الكرم ، ( ت : 630 هج ) ، الكامل في التاريخ ، ج 2 ، ص 278 ، الناشر : دار صادر للطباعة والنشر ، بيروت . ****** أسعد الله أيامكم . [ حسن عطوان ] تم تنقيحه في 17 / ذو الحجة / 1445 هج https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6
إظهار الكل...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

[ بين يدي عيد الغدير ] ( 2 ) [ إكمالاً لما ذكرناه في النقطة الأولى في المقالة السابقة ردّاً على دعوى صحة الأخذ عن كل صحابي ] يقول عزَّ من قائل في كتابه الكريم : ( يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ... )( 1 ) . 🖋 هذه الآية المباركة تتحدث عن حادثة في غاية الأهمية والخطورة ، وقد إتفقت مصادر المدرستين على أنَّها نزلت في مجموعة من المصاحبين للرسول الأكرم ، الذين خرجوا معه في غزوة تبوك ، فيما عُرف بمؤامرة العقبة . 🖋 وحاصل تلك الحادثة : إنَّ الرسول الأكرم في العام التاسع من الهجرة خرج لقتال الروم بعد تحالف بعض القبائل في شمال الجزيرة العربية معهم ، وهددوا بغزو المدينة ، ولمّا وصل إلى تبوك وجد أنَّ ذلك الجيش قد تفرّق ولم يثبت لقتال المسلمين ، بعد أنْ أرعبت أخبارهم العدو ، فعاد الرسول ومَن معه إلى المدينة . 🖋 وتقول المصادر التاريخية عند الأخوة السُّنّة قبل مصادر الشيعة : أنَّ المسلمين لمّا وصلوا إلى مكان يُدْعى بالعقبة ، كان هناك وادٍ واسع ، وبجواره ممر جبلي ضيّق ، فأمر الرسول منادياً نادى في الجيش : إنَّ رسول الله يريد أنْ يسلك الممر الضيق فلا يسلكه أحد واسلكوا بطن الوادي ، واصطحب الرسول معه كل من حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر ، فسلك الجيش بطن الوادي وسلك رسول الله الممر الضيق ؛ وذلك لأنَّ الوحي قد أخبره بوجود مؤامرة لقتله أثناء مروره ، اذ إتفق إثنا عشر من المصاحبين للرسول ، - وقيل خمسة عشر رجلاً - على قتله ، وذلك من خلال صعود الجبل ورمي الأحجار على دابته حتى تنفر وتسقط ، وإنّما أمر الرسول الجيش - عدا عمار وحذيفة - بالسير في الوادي ، وهو يجتاز الممر الضيق ؛ حتی لا يخفي المتآمرون أنفسهم وينفّذوا خطتهم دون أنْ يعرفهم أحد . ومع هذا التدبير أصرّ المتآمرون على تنفيذ ما اتفقوا عليه ، ولكنهم وجدوا حذيفة وعمار - بأمر الرسول - متأهبين ، فعرفوا إنكشاف خطتهم فهربوا ، وعادوا للجيش ظناً أنّهم لم يعرفوا كإشخاص !! ويقول المؤرخون أنَّ حذيفة سأل الرسول عن سبب عدم فضحهم ومن ثَمَّ قتلهم ، فردّ عليه الرسول بما مضمونه : أنّه يكره أنْ يقول الناس أنَّ محمداً أعمل سيفه في أصحابه . 📌 ورغم أهمية تلك الواقعة ، ورغم أنّها وردت في أهم مصادر الحديث والتاريخ عند الأخوة السُّنة كما سوف يتبين ، إلّا أنّهم لم يتوقفوا عندها ؛ خوفاً من أنْ تُثير تساؤلاً عند بعض عقلائهم : أنّه مَن هم أولئك الذين تآمروا على الرسول الأكرم ؟! وأنّه كيف ينسجم هذا مع نظرية ( عدالة جميع الصحابة ) ؟!! ◀️ ونقتصر هنا على ما ذكره بعض العلماء السُّنّة في هذه الحادثة : 📌 جاء في مسند إبن حنبل أنّه : " لما أقبل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من غزوة تبوك أمر منادياً فنادى أنَّ رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) أخذ العقبة فلا يأخذها أحد ، فبينما رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) يقوده حذيفة ويسوق به عمار ، إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل غشوا عماراً وهو يسوق برسول الله ... وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل ... " ( 2 ) . 📌 وأشار لذلك أيضاً مسلم في صحيحه ، قال : " كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس ، فقال أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة ؟ قال : ... كنا نخبر أنّهم أربعة عشر ، فإنْ كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر " ( 3 ) . 📌 وهكذا الفخر الرازي في تفسيره ، نقل عن القاضي ( 4 ) - بعد إستبعاده لعدة إحتمالات للصق الحادثة بمنافقين معروفين - قال : " الأولى أنْ تُحْمل هذه الآية على ما روي : أنَّ المنافقين هموا بقتله عند رجوعه من تبوك ، وهم خمسة عشر تعاهدوا أنْ يدفعوه عن راحلته إلى الوادي ، إذا تسنم العقبة بالليل ... فسمع حذيفة وقع أخفاف الإبل وقعقعة السلاح ، فالتفت ، فإذا قوم متلثمون ، فقال : إليكم إليكم يا أعداء الله ، فهربوا "( 5 ) . 📌 ومن الطريف أنَّ بعضهم ولعله دفاعاً منه عن الصحابة رمى التهمة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ذكر صاحب تهذيب التهذيب : أنَّ حريز بن عثمان روى أنَّ النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) لمّا أراد أنْ يركب بغلته جاء علي بن أبي طالب فحلَّ حزام البغلة ليقع النبي صلى الله عليه وسلم ( 6 ) . مع أنَّ علياً لم يحضر غزوة تبوك ، وبقي في المدينة المنورة بأمر من الرسول ، كما هو المعروف عند المؤرخين ( 7 ) . وللتنزل نقول : إنَّ علياً من الصحابة ، أليس كذلك ؟! فإذا كان قد فعل ذلك ( وحاشاه ) ، فتختل تلك النظرية أيضاً ! 📌 ونحن نسأل هنا أخوتنا السُّنّة ، اذا كانوا يعرفون هؤلاء المتأمرين فمَن هم ؟! عرفنا للتوّ أنَّ أحدهم هو علي بن أبي طالب بحسب رواية حريز بن عثمان ! فمَن هم البقية ؟؟ واذا كانوا لا يعرفونهم ، فكيف نحكم بعدالة الجميع ؟! وهناك تفاصيل نُعرض عن ذكرها ؛ إحتراماً لمشاعر الأحبة ..
إظهار الكل...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

هم لا يروَن أنَّ الخليفة الأول مثلاً إمام في الدين ، إنّما هو قائد سياسي لتمشية أمور الناس ، وأمّا الإمامة الدينية فهي ليست من شأنه ، لذلك ففي أوقات الحاجة وعندما يواجهون معضلة يضطرون للّجوء لأمير المؤمنين . بعبارة : أنّهم فصلوا بين الدين والسياسة ، فالدين عندما تواجههم فيه معضلة ما فجوابها الشافي عند أبي الحسن ؛ لذلك قال الثاني : " لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها ابو الحسن " ، ولكن أبا الحسن هذا الذي نصّت عليه السماء لا يصلح للقيادة السياسية ! لتبريرات تافهة ، منها : إنَّ قريش أبت أنْ تجمع لبني هاشم النبوة والخلافة ! الله سبحانه يريد ، ويُقَدَّم رفض قريش !! هذا ما عليه المدرسة الأخرى . وعلى تفسيرهم هذا للخلافة فالإنصاف أنَّ أمر الخلافة لن يكون من أصول الدين ، بل هو فرع من الفروع ، إذ سيكون البحث حينها أنّه هل يصح للأمة أنْ تختار مَن تريده لقيادتها السياسية أو لا ! والبحث عن الصحة وعدمها والجواز من عدمه حكم شرعي وهو كأي فرع من الفروع . بينما على وفق المعنى الحق للإمامة والخلافة وأنّها إمتداد للرسالة فهي من أصول الدين ، إذ أنّنا نرى أنَّ ( 23 ) سنة ، وهي فترة تواجد الرسول كنبي في الأمة ، ( 13 ) سنة منها قبل الهجرة لم تثنَ له فيها الوسادة ، والعشر المتبقية كانت مليئة بالحروب ، هذه الفترة القليلة جداً لا تكفي لترسيخ قيم الإسلام في النفوس ، مع علمنا بأنَّ كثيراً من المسلمين لم يكونوا آذاناً صاغية واعية لتلك القيم ؛ لذلك فالحاجة الى تطبيقٍ معصوم تكون من الضرورة بمكان ، وبهذا المعنى فقط تكون الإمامة أصلاً من أصول الدين لأنّها حينئذ تكون إمتداداً للرسالة ولكن من دون وحي . ◀️ وبعبارة : وفق مدرسة أهل البيت الأصل هو الإمامة الدينية ، وأمّا القيادة السياسية فهي شأن من شؤون تلك الإمامة . بمعنى : أنّه مع وجود إمام معصوم منصوص عليه ، فهو القائد الواجب الإتباع دينياً وسياسياً ، فإنْ شاء التصدي مباشرة لكلا الأمرين فله ذلك ، وإنْ شاء أنْ ينيب عنه في إدارة الحكم الثقة المأمون فله ذلك ايضاً . على أنّنا نعبّر بذلك لمزيد من التوضيح ، وإلّا فلا إثنينية ، فالسياسة - التي هي بمعنى سياسة أمور الناس وإدارة شؤونهم - هي من الدين ايضاً . ولا يصح لأيٍّ كان أنْ يتقدم بخطوة أو يتأخر لا في التصدي السياسي ولا في غيره إلّا بالرجوع للإمام ، كما كان حاصلاً في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ⏺ وثالث هذه النقاط : إنَّ مدرسة الخلفاء قالت ولم تزل : إنَّ الرسول لم يوصِ لأحد ؛ لأنّه ترك الأمر شورى للأمة ، فهي أمة رشيدة قادرة على أنْ تختار لنفسها ! ونقول : إذا أغمضنا النظر عن كل الآيات والروايات ، وكل الأدلة الأخرى ، فيكفي للرد على هذه الدعوى أنّه لو كان الأمر كذلك ، وأنَّه لم تكن هناك حاجة لتنصيب النبي لشخص من بعده ! لو كان ذلك واقعياً ، فلماذا أوصى الأول للثاني ؟! ولماذا اختار الثاني ستة أوكل لهم أمر إختيار الخليفة ، جعل أحدهم أمير المؤمنين ، وهو أمر أوجع قلبه كثيراً سلام الله عليه ، اذ يقول في ذلك في خطبته الشِّقشِقيّة : ( مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ ) . فلو كانت نظرية أنَّ الرسول لم يوصِ لأحدٍّ صحيحة ، فلماذا أوصى الأولان ، ولم يتركوا الأمر شورى في الأمّة ، في الوقت الذي يُفترض أنَّ تلك الأمّة قد إزدادت تجربة وخبرة ورشداً ! أم انّهما أكثر إهتماماً وحرصاً من رسول الله على مصير الرسالة ؟! أسعد الله أيامكم . ********* [ حسن عطوان ] تم تنقيحه في 16 / ذو الحجة / 1445 هج https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6
إظهار الكل...
حسن عطوان

قناة تختص بنشر مقالات وكتابات الشيخ حسن عطوان في الفكر والعقيدة والتفسير والتاريخ . ‏

https://t.me/+dfbSHH50x3c1MjE6

8👍 6
اختر خطة مختلفة

تسمح خطتك الحالية بتحليلات لما لا يزيد عن 5 قنوات. للحصول على المزيد، يُرجى اختيار خطة مختلفة.