فاطِمۃ♡

تأسرني فكرة أنّ شخصاً عظيماً مثل أبي الفضل العباس " عليه السلام " يسمع شكوانا ويبادر في قضائها بشكلٍ أسرع وأحنّ مما لو قام بها والدينا . قل له يا كاشفَ الكربِ عن وجهِ أخيكَ الحسين ، بحق أخيكَ الحسين ، اكشِف كربي واقضِ لي حاجتي واحفظ ماء وجهي ، فإن العارفين يقولون إنّه حسّاسٌ جدّاً أمامَ ماءِ الوجه ، وإنه يفزع لذكرِ الحسين وزينب أمامه ، وإنه منذ عطش الطف يبحث عن الظمآنين ليسقيهم من فيض كرمه وجوده .. السَّلامُ عَلَىٰ العباسِ أبنَ عَلِيّ ، السلامُ علىٰ حاملِ اللواء وَ ساقي عُطاشا كربلاء ، السلامُ علىٰ قائد جيشِ الحُسَين

" وكُلما نازعها الشَوقُ اليك .. ولَت وجَههُا شَطر القمر "

وصوت إنكسار ظَهرُ الحُسين كانَ مدويًّا ، لكنّهُ رغم ذلِكَ وَقفَ وَحيدًا شامِخًا ..

وسيبقى العبّاس "ساقي العطاشى" إلى الأبد ،!

يا أيّها السقّاء .. عطشٌ أنا ، وأنتَ مائي ".

بيني وبينك ألف حكاية ، وليالي البرد الّتي انقضت من وجودك مع الرّاية .. بيني وبينك ألف جرح ورواية ، استندتُ عليكَ في كلّ مرّة ، وهبتني الحياة عند كلّ مُرّة ، لم تقصّر ؛ وجدتكَ أوّل الحاضرين عند الأزمة ، ووهبتني نهرًا كاملًا بعدما طلبتكَ قطرة !

لو كُنتُ مَكانَ الحُسَين "عليه السّلام" لَما وَثقتْ بالحُرّ الرّياحي .. لَكنّه الحُسَين ! هوَ لَيس نَحن ؛ هوَ يَنظر إلىٰ قَلبك مُباشرةً يَعرف بأيّ نَدمٍ أقدَمتْ ..

_

هَل تَقبَلُني ؟..

وجئتك أرسمُ خطواتي بَعِد ما أفنيّت عمِري راكضًا خِلف هِواي ، تِركَت الخَلق والدُنيَا وكِل العمِر ومَا أهِوىٰ ، وأتيَتِك مُتفِردًا بزادي الوحِيَد ، بشِوقي ودمِوع عيَنِي عِليَك ..