اُنْس

‏كان الشيخ سمير مصطفي فك الله أسره ‏يقول: ‏إنما ينصرهم الله هناك،‏ بتضرعكم فى محاريبكم هُنا! فليس النصر إلا من السماء، والتمكين ليس إلا من السماء، فهذا نبيك معه أعتى رجال الأرض وقف يوم بدر يدعو الله ويتضرع إليه ويستجلب النصر منه سبحانه! ‏فالزموا محاريبكم، واخلصوا الدعاء، فهذا وقت الضراعة والتوبة والأوبة حتى لا تُصاب الأمة بذنبي وذنبك.

﴿ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ﴾

‏هل فرغت نفسك ورابطت مع إخوانك من محرابك؟ غادر الأخبار والزم محرابك، فالله يكشف بالدعاء كروبًا لا يجليها قلقك! إياك أن تسمح لمشاعر الوهن بأن تسيطر عليك، يلزمنا زاد إيماني قوي بعد كل هذه المشاهد! القرآن يخبرك أنهم يستبشرون وأنهم فرحين بما آتاهم الله من فضله، حتى نستطيع الصمود لابد من الزاد القرآني والإيماني، ‏اذهب إلى مصلاك وتوضأ واستقبل القبلة ومُد يديك وأعنهم بدعائك؛ فإنك بذلك تكون أعنتهم ويا لها من إعانة!

اللّٰهُمَّ عليك بهم.. اللّٰهُمَّ اخسف بهم وشتت شمّلهم وفرق جمعهم وبَدّد أسلحتهم وأضغف قوتهم وأرِنا بأسك الشديد بهم.. اللّٰهُمَّ لا ترفع لليهود راية ولا تُحقق لهم في غزة وفلسطين غاية واجلعهم لمن خلفهم عبرة و آية اللّٰهـمَّ ان اليهود قد طغوا وتكبروا فأرنا فيهم عجائب قدرتك ، اللّٰهُمَّ كما حرقوا أجساد المسلمين فحرقهم وكما قتلوا رجال وشباب ونساء المسلمين فاقتلهم وكما قطعوا أشلاء أطفال المسلمين فقطع أشلائهم وكما رملوا نساء المسلمين فرمل نسائهم .. اللّٰهُمَّ عليك بهم..اللّٰهُمَّ عليك بهم..اللّٰهُمَّ عليك بهم.

﴿وَلا تَحسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأَبصارُ ۝ مُهطِعينَ مُقنِعي رُءوسِهِم لا يَرتَدُّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَأَفئِدَتُهُم هَواءٌ ۝﴾ [إبراهيم: ٤٢-٤٤]

الحياة أقصر وأصغر من أن تعطلك عن آخرتك مهما بلغت أحزانك، ومتاعبك، وبلاءاتك لا ترجع خطوة في طريقك إلى الله لا تقف جامدًا دون عمل للآخرة كن ذكيًا وسل الله العون على الصبر، والعبادة، والرشد إنما الحياة بضعة أنفاس، وخيالات أشخاص، وثوبٌ يستر، ولقمة تنفع ولا تضر ثم إلى الحياة الحقيقية والحساب، والأمر الجلل نعوذ بالله من ضيق القبر، ومن ضيق المقام يوم القيامة ونسأله سعة الجنة.

قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "مَن غَسَّل يوم الجمعة واغْتَسَل، وبَكَّر وابْتَكَر، ومشى ولم يركب، ودَنا مِن الإمام فاسْتمع ولم يَلْغُ كان له بكل خُطوة عمل سنة أجرُ صيامِها وقيامِها"

سورة الكهف - الشيخ رعد الكردي. https://on.soundcloud.com/9kCrT

هذه ليلةٌ ونيسة.. لكل من ظمأ قلبه، وخاب بنفسه وغيره ظنه، ومازال يتطلع إلى السماء يريد غفران ذنبه، وكفاية همه، وأن يغرقه الله تعالى بخيره وكرمه.. اجمع قلبك، ولسانك، وعقلك وكل كيانك وصلِ على النبي صلى الله عليه وسلم بيقين غريق وجده قارب نجاة أن الفرج آتٍ لا محالة، مع المكارم والصلاح اللهم صلِ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

‏ولتعلموا فضل صلاة الفجر؛ فجعلها الله خير من النوم، وجعل ركعتيها خيرًا من الدنيا وما فيها، ومن اسباب رؤيته عز وجل في الجنة، وتجعلك في ذمته لا يُصيبك مكروه بعد أداؤها، فلا تُثقل صلاة الفجر إلا على المنافقين.