عُمَيْر

قال مِسمَع بنُ عاصم رحمه الله: سمعتُ عابدًا من أهل البحرين يقولُ في مناجاته -سمعته من جوف الليل من حيث لا يعلم بمكاني- ((طُوبَي لقُلوبٍ مَلَأَتها خَشيَتُك، واستَولَت عليها مَحبَّتُك، فخَشيَتُك قاطِعةٌ لها عن سبيلِ كلِّ مَعصيَة خَوفًا لِحُلولِ سَخَطِك، ومحبَّتُك مانِعةٌ لها من كلِّ لَذَّةٍ غيرَ لذَّةِ مُناجاتِك، نافِيَةٌ لها عن كلِّ ما يَشغلُها عن ذِكرِك، مُحبِّبَة إليها الاجتهادَ في خِدمَتِك، ثم بکی. ثم قال: واحُزناه من خَوفِ فَوتِ الآخرةِ حيثُ لا رَجعَةَ إلى الدُّنيَا، ولا حِيلةَ ولا عَثرَة تُقال، ولا تَوبَة تُنال! یا ربِّ أشرقَت بنُورِكَ السَّموات، وأنارَت بوَجهِكَ الظُّلُمات، وحجَبتَ جلالَك عن العُيون... فناجَاكَ من بسيطِ الأرض النبيُّون والصِّدِّيقُون فسَمِعتَ النَّجوَی وعلِمتَ السرَّ وأخفَى سيِّدي: خَشعَت لكَ رَقبَتي، وخَشعَ لكَ قَلبي لتُدخِلَنِي في رَحمَتِك، وتُكرِمَني بعِزَّتِك، وتَنظُرَ إليَّ نَظرَةً تَجبُرُني بِها یا کریم)). • الصلاة والتهجد.

«يا ربِّ أخَذتَ وأعطَيتَ وأنعَمتَ وسَلبْتَ، وكلُّ ذلك منكَ عَدلٌ وفَضل، والذي عَظُمَ على الخَلائِق أمرك لا بسَطتُ لِساني بمَسألةِ أحدٍ غيرِك، ولا بذَلتُ رَغبَتي إلَّا إليك، يا قرةَ أعيُنِ السَّائلين، أغِثني بجُودٍ منك أتبَحبَحُ في فَراديسِ نعمتِه، وأتقلَّبُ في رُواقِ نُضرَتِه... أغنِني من العَيلة، وأسدِل عليَّ سِترَك الذي لا تَخرِقُه الرِّماح ولا تُزيلُه الرِّياح، إنَّك سميعُ الدُّعاء». • من دُعاءِ الأعراب.

«وقال عليُّ بنُ الحُسَينِ: كانَ ‌نَقشُ خَاتَمِ حُسَينِ بنِ عَلِيٍّ رَضِي اللَّهُ عَنهما: عَلِمتَ فَاعمَل». • جامع بيان العلم وفضله، للخطيب.

الإمام أبو حَنيفة..

الفضل بن العباس الذي كان ينظر للمرأة في الحج ويصرف رسول الله وجهه عنها= كان من القلة التي ثبتت يوم حنين، وختم الله له آخر عمره بالشهادة. المخزومية التي سرقت فقطع رسول الله يدها، روى أحمد أنّها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل لي من توبة يا رسول الله؟ فقال: ((أنت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك أمك)). وروى عبد الله بن أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بعد ذلك يرحمها ويصلها. وقالت عائشة: فحسنت توبتها بعد وتزوجت رجلا من بني سليم... وكانت حسنة التلبس والمخالطة والمعاشرة... وكانت تأتيني فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. تاريخ الطاعة هو ما يصنع مصيرك، ولا يخلو ولي من معصية ولو كبرت.

لست أرجو سوى شربةً من يديه... صلى الله عليه وسلم

يوم الجمعة، يوم الحبيب... لا يخفى على مسلم -إن شاء الله- فضل الصلاة على النبي بأبي هو وأمي صلى الله عليه وعلى أصحابه وأهل بيته وسلَّم تسليمًا كثيرًا في هذا اليوم، ووجه ارتباط هذا اليوم بتلك الفضيلة -وإن كانت الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم محمودة مرغوبة، ومطلوبة في كل حال وفي كل وقت- أن يومَ الجمعة هو سيِّد الأيام فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم عند ابن ماجه وأحمد، من حديث أبي لبابة ابن عبد المنذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [سيِّدُ الأيَّام يومُ الجُمُعة وأعظمُها عنده، وأعظمُ عند الله عز وجل من يوم الفطر ويوم الأضحى، وفيه خمس خلال...]¹. ورسول الله صلى الله عليه وسلم سيدُ ولد آدم، وللصلاة عليه فضائل جليلة وأجور عظيمة فقد روى أبو داود في السنن عن أوس بن أوس، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: [إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة؛ فأكثروا علي من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة عليّ]²، ومن صلى عليه صلاة صلى الله بها عليه عشرًا، كما رُوي عنه صلى الله عليه وسلم. فلمَّا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل، وأشرف الخلق وسيِّدَهم، وكان يوم الجمعة هو أفضل الأيام، والصلاة من أجلِّ الأعمال وأفضلها؛ فكان الأكمل صرف سيد الأيام في خدمة سيد الخلق وخير الأنام، وحسُن بذلك شغل أفضل الأوقات بأجلِّ الأعمال. اللهم صل على محمد وعلى آله وأزواجه وذريته، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آله وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. ______________ ¹- رواه ابن ماجه وأحمد بإسناد ضعيف، واللفظ لأحمد. ²- حديث صحيح رواه أبو دواد والنسائي وغيرهما.

سورة سبأ - أيمن بابطاط https://soundcloud.app.goo.gl/PxAxH

سُمِع موسى بنُ جعفر يقولُ في سجوده آخرَ اللَّيل: «يا ربِّ عَظُمَ الذنبُ من عبدِك، فليَحسُن العفوُ من عندِك».