بسم الله الرحمن الرحيم
(( ياأيُّها الرسولُ بلِّغ ماأُنزِلَ إليكَ مِن رَبِّكَ وإن لم تفعلْ فمابلّغتَ رِسالتَه ، واللهُ يعصِمُكَ من الناس )) صدق الله العلي العظيم
ماذا نقولُ في يومٍ جعلَهُ اللهُ عِدلاً للرساله!!
( فإن لم تفعلْ ! فمابلّغتَ رسالتَه)
لقد أرادَ اللهُ بهذا النصِ أن يُخبِرَنا ؛ أنّ كلَ ما
جاء بهِ الرسولُ صلى الله عليه واله مِن تعاليمِ الدينِ الخاتَم ..
والشريعةِ الحقة ..
وكلَ ما أرساهُ وشيّدَهُ مِن دعائِمِ هذا الدينِ الخالد ..
وكلَ تلكَ الدماءِ التي سَقَتْ جذورَ شَجَرةِ هذا الدينِ في ميادينِ الشهادة …
كلَّها!!!
وكلَّ هذا العطاءِ مَنوطٌ بإقرارِ هذا اليومِ
في ذلكَ الهجيرِ اللاهب ….
وذلكَ الجمعِ الغفير. …
تُحَطُ الِّرحالُ
وتُناخُ الجِمال…
وتُبدي تلكَ الجموعُ حَيرَتَها
وتتسائلُ فيما بينها
عن السرِّ الذي يضمرُهُ نبيُها حينَ نادى بالجمعِ
( أنيخوا ناقتي )
في تلكَ الصحراءِ القاحِلة ..
وقَبلَ تفرُّقِ طرُقِ الحجيج..
ليكونَ الحاضرُ هو الشاهدُ والمُبَلِّغ ..
يأتي نداءُ السماءِ:
( بلّغ ماأُنزل إليك)
إنَّه نصٌ إلهيّ..
بتنصيبِ أسدِ الإسلامِ أميراً للمؤمنين..
فماكان لرسولِ اللهِ صلى الله عليه واله
الا أن يمتثلَ لأمرِ ربِّه ..
فحطَّ الرحالَ..
وجعلَ له مِنبراً من اقتابِ الجِمال….
ورفعَ إليهِ وصيَّهُ
امامَ تلكَ الحشودِ الناظِرة..
بمرأىً ومَسمَعٍ مِن ذلكَ الجمع ..
وأخذَ بيمينِ عليٍّ يرفعُها
مُلَبّياً أمرَ اللهِ في تنصيبِهِ..
مُمتثلاً لأمرِه..
منادياً
مَن كُنتُ مَولاه
فهذا عليٌّ مولاه
اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذُل من خذله
:
:
جبريلُ شاهِدُ نَصِّها ، وغديرُها
والقومُ يلفَحُ في الوجوهِ هَجيرُها
نادى وقد رفَعَ اليمينَ على الملا
هذا عليٌّ للأنامِ أميرُها
مَن كنتُ مولاهُ فهذا حيدرٌ
هو للنبوةِ صِنوُها ووزيرُها
و (بِهل اتى) نصٌ عليهِ شُهودُها
مِسكينُها ويتيمُها واسيرُها
فازَ الذي والاهُ يومَ معادِها
وغداً جَزاؤهُ جنةٌ وحريرُها
ولِمَن عَصاهُ جَهنمٌ مسجورةٌ
وجزاؤهُ اغلالُها وسَعيرُها