أبو معاذ الحموي 📜

‏مقطع صوتي من أبو معاذ

صيام يوم عاشوراء ‏قال رسول الله ﷺ ‏"صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" ‏السُّنة أن تصوم يوماً قبله أو يوماً بعده : ‏ الاثنين ١/٩ تاسوعاء ‏الثلاثاء ١/١٠ عاشوراء ‏الاربعاء ١/١١ بعد عاشوراء

حقيقة الحياة الدنيا {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيا كَمَاءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّمَاءِ، فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ. حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ، وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْها. أَتَاهَا أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهَاراً، فَجَعَلْناهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ. كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة يونس]. هذه هي الدنيا التي يستغرقُ فيها بعضُ الناس، ويُضيِّعون لأجلها الآخرةَ ونعيمها، لينالوا منها بعض المتاع! هذه هي حقيقتها: لا أمْنَ فيها ولا اطمئنان، ولا ثباتَ فيها ولا استقرار.

اللهم أبعدنا منهم وأبعدهم عنَّا "مَن شاركَ السُّلطان عزَّ الدنيا، شاركه في ذُلِّ الآخرة". "أشقى الناس: أقربهم من السُّلطان، كما أنَّ أقرب الأشياء من النار أسرعه إلى الاحتراق". عبدالله بن المعتز رحمه الله [ت 296هـ]

واقعنا المعاصر (صفات العهد الجبري كما ورد في الروايات) (1) ▫️تمهيد: يتفق الباحثون والدارسون على أن بداية العهد الجبري كان بإعلان مصطفى كمال (أتاتورك) إلغاء السلطنة العثمانية، والانتقال إلى مفهوم الدولة القومية الحديثة. وذلك سنة 1924م. ▫️وإن المتتبع لتاريخ السلطنة العثمانية يُدرك أن عوامل الانهيار بدأت تظهر في الدولة قبل إعلان تحولها لدولة قومية بمائة عام تقريباً.. عندما تراكمت ديونها، وتأخرت عن نظيراتها، علمياً وصناعياً وفكرياً، ما سمح للدول الغربية بالتدخل في شؤونها الداخلية، وفرض عدد من الشروط، أدَّت إلى تخلّي الدولة شئاً فشيئاً عن العمل بالأحكام الشرعية. ▫️ومع ضعف السلطنة تقوُّض نفوذها على الأطراف، ثم صعود القوميين العلمانيين المتعصبين للطورانيَّة المفتونين بالثقافة الغربية، وسيطرتهم على مفاصل الحكم، وقيام حزب الاتحاد والترقّي الذي كرَّس العصبيَّة، وفرض التتريك، وظلم العرب وأهملهم .. فازدادت الهوَّة والكراهية بين الطرفين، وقد استغلَّت الدول الغربية هذا الأمر، فنفّذت خططها في ضرب الفريقين ببعضهما وتفتيت المنطقة، وتحويلها إلى كانتونات سمّوها دول! إلا أنها تابعة للغرب في كل شيء!! ▫️هذه الأجواء المشحونة والملتهبة، مع تخلُّف علمي وصناعي وفكري وديني .. أدَّى إلى تحوّل فكري هائل في المنطقة العربية والإسلامية، ومهَّد الطريق لقيام أنظمة جبرية لا دينية، تقوم على العصبية القومية والوطنية، وتحكم بالقوانين الوضعية، لتنتقل الأمة إلى حالة جديدة منقطعة الصلة بما قبلها. وهنا اطمأنَّ الغرب فغادرت قوّاته، وقد أبقى على المنطقة حُرّاسه بالوكالة.

واقعنا المعاصر (موقعنا الزمني في خارطة الأحداث) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 🔘«إِنَّ اللَّهَ بَدَأَ هَذَا الْأَمْرَ نَبُوَّةً وَرَحْمَةً، وَكَائِنًا خِلَافَةً وَرَحْمَة،ً وَكَائِنًا مُلْكًا عَضُوضًا، وَكَائِنًا عَنْوَةً وَجَبْرِيَّةً وَفَسَادًا فِي الْأَرْضِ..». 🔘وفي الحديث الآخر: «.. ثم تكون ملكًا جبريةً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافةً على منهاج نبوَّة» ثم سكت. ▫️تخريج الحديث: هذا الحديث أخرجه عدد من الأئمة في مصنفاتهم،(مسند أحمد، والطيالسي، والبزار، والطبراني، وغيرهم) وقد ورد عن جمع من الصحابة بألفاظ مختلفة موقوفاً ومرفوعاً. ومجموع طرقه وشواهده يدل على ثبوته. 📢من فقه الحديث: ▫️يقسم الحديث الدورة الزمنيَّة لهذه الأمة إلى خمس مراحل: خلافة النبوة، ثم خلافة على منهاجها، ثم ملك عاضّ، ثم جبري، لتعود إلى خلافة على منهاج النبوة. ▫️نحن في دورة الحكم الجبري الذي يسبق الخلافة على منهاج النبوّة. ▫️هذه الدورة شاهدة على صدق النبوَّة، وهي في نفس الوقت أمر قدري واقع لا يمكن تغييره. لقوله صلى الله عليه وسلم: (ثم يرفعها إذا شاءَ أن يرفعها). ▫️لكل دورة زمنية من هذه الدورات علامات وأوصاف وفقه خاص، ينبغي معرفته واستكشافه والعمل به. ▫️عدم فقه هذه المراحل والخل بينها يؤدي لكوارث ومصائب. فينبغي التفطّن لهذه المسألة في توصيف الواقع والتعامل معه. ▫️قوله صلى الله عليه وسلم: (ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها) أن الأمر لله لا للناس، وإنما هي أعمالهم وشرودهم عن منهج الله وقربهم منه - حكاماً ومحكومين - ولذلك تجد ضمن هذه المراحل من بعد الخلافة على منهاج النبوة بعد فترات يزداد فيها العسف والظلم، وبعضها يخف فيها الجور والظلم. ▫️يتميَّز الحكم الجبري عن سابقه (الملك العاضّ) بأمور: - منتهى الاستبداد والقمع والنهاية في الظلم والبطش. - تعطيل الشريعة والعمل بغير أحكامها. - استمداد الشرعية وقيام النظام على الدعم الخارجي. - الخضوع للنظام العالمي وقوانينه لا للشريعة. - تحريف الشريعة والتطاول على أحكامها وتجريم كل من يدعو للتحاكم إليها. ▫️حكَّام المرحلة الجبريَّة لا يُعطون أحكام من سبقهم، لخروجهم عن مقتضى الشريعة وتعطيل العمل بأحكامها بقوَّة الشوكة. ▫️في الحديث بشارة بأننا على أبواب العالميَّة الثانية للإسلام. ولكن لا ينبغي الاستعجال، فلا ندري هل نحن في وسط مرحلة الحكم الحبري، أو في أواخره. وحتى لو قلنا إننا في أواخره فلا نستطيع تحديد النهايات، فنحن نتكلم عن مراحل تاريخية ودورات زمنية كبيرة، لا تقدّر بعمر إنسان أو جيل من الأجيال. فالواقعية مطلوبة كالتفاؤل.

تحت عنوان: واقعنا المعاصر سيكون لنا وقفات مع بعض أحاديث الفتن وأشراط الساعة، التي أخبر بها -صلى الله عليه وسلم- عما هو كائن، علَّنا نستفيد في رفع وعينا وضبط وتوجيه سلوكنا، فلا نكون ضحيَّة تزييف الأنظمة الفاسدة وأدواتها، من إعلام مُضلل وأقلامة مسمومة وألسنة مأجورة، رويبضات تكاثرت وفرَّخت وعشَّشت في عقول الكثير! سائلين الله تعالى أن يكون لنا نصيبٌ من قوله تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال/24].

" ومما ينبغي أن يُعرف: أنَّ الله ليس رضاهُ أو مَحبَّته في: مجرَّد عذاب النفس وحَمٍلها على المشاقّ حتى يكون العمل كلَّما كان أشقّ كان أفضل! كما يحسب كثيرٌ من الجهال: أنَّ الأجر على قدر المشقة في كل شيء! لا ! ولكن الأجر على: قدر منفعةِ العمل، ومصلحتهِ، وفائدته، وعلى قدر طاعة أمر الله ورسوله، فأيّ العَمَلين كان أحسن وصاحبه أطوَع وأتبَع = كان أفضل، فإن الأعمالَ لا تتفاضلُ بالكثرة، وإنما تتفاضلُ بما يحصل في القلوب حال العمل". مجموع الفتاوى (25 / 281 - 282 ) .

قالوا في العلم

"مَن رزَقه اللهُ سعةً في الإدراك، وحسنَ تبيُّنٍ للأشياءِ، ورجاحةً في العقل، وأناةً في النَّظَرِ، فعليه بطلبِ العلم. ومَن أراد طلَب العلمِ، وعظُمتْ فيه رغبتُه، وعزَم على البلوغِ فيه، فلْيتفقَّد الأدواتِ المعينةَ، ولْيسألِ اللهَ دوامَ التّبصيرِ، والفتحِ، وجِلاءَ الذّهنِ، وحسنَ الفهمِ، وجودةَ الذّهن، والتّسديد، فإنّما ذلك مِن الله سبحانه، ﴿يؤتِ الحكمةَ مَن يشاءُ ومَن يُؤتَ الحكمةَ فقد أوتي خيرًا كثيرًا وما يذّكّر إلّا أولو الألبابِ﴾. فممارسةُ العلمِ دونَ أداةٍ طيّعة، وتصريفُه مِن دونِ تبيُّنٍ، والأخذُ فيه بخبطِ العشْواءِ: ضيمٌ للعلمِ شديد، وفسادٌ في العلمِ عريضٌ، موشكةٌ أن تُرىٰ عواقبُه الوخيمة".

من علامات الهلاك! قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يُوشِك أن تَخرَب القُرى وهي عامرة! قيل: يا أمير المـؤمنين كيف تخـرب وهي عامرة؟ قـال: ‌«إذا ‌عـلا ‌فُجـَّارها ‌على ‌أبرارهـا، وسادَ القبيلةَ مُنافقوها».