رُوحٌ الحنِين.

يا حبّي الأوحدَ لا تبكي فدموعُكِ تحفرُ وجداني إني لا أملكُ في الدنيا إلا عينيكَ وأحزاني أأقولُ أحبكَ ياقمري ؟ آهٍ لو كان بإمكاني .!

ترا قلت نصيحه مو هواش و اسئله غريبه 😕

شكراً لكم لقد افرغت مافي قلبي والان وداعا لن أعود انتهت الفرص لدي حقا انا متعبه .

اكتشفت اليوم أن تجاوز الانفصال عن شخص نحبه صديق كان أو حبيب ، لا يعنى أن نعود كما كنا في السابق ، نحن مهما تجاوزنا لا نعود ولو عدنا لكل مكان غبنا عنه وكل عادة أقلعنا عنها وكل شخص ابتعدنا عنه لن نعود ، لأن صاحب الأمل ليس كخائب الظن والمجبور ليس كالمكسور وليس كالمتعافي ، وصاحب القلب السليم الصحيح ليس كمن طُعِن وضُمِدّ لم يكن الأمر يوما منوطا برحيل أحدهم عن حياتك بل بسوء ما جعلنا نعيشه أثناء وجوده ، المحزن فحسب حين تدرك أن سبب معاناتك لم يكن الانتهاء بل كان بقاءك واستمرارك وكل ما حاربت لأجله ، الفقد الخيبة والكسر أكاد ألمسها جميعا رغم التواجد في نفس المكان ونفس الثياب ومع الأشخاص ذاتهم ، ألمسه في جزءٍ واحد من الثانيه ، تنظر فيها لعيني أحدهم لتدرك ببساطة أن الضوء هناك رغم أنه لا يزال لم ينطفئ ألا أنه لن يشتعل على النحو القديم نفسه أبداً .!

شكراً لكم لقد افرغت مافي قلبي والان وداعا لن أعود انتهت الفرص لدي حقا انا متعبه .

أشتقت إلى شعور أن شيئاً مدهشاً على وشك أن يحدث .!

سافري كثيراً وسافري بعيداً حتى يصبح المكان الذي جئت منه حلماً بعيداً ، سافري إلى كل الوجهات المتاحة على الخريطة ، جربي المدن الغريبة شاهدي معجزات الله في الجبال والمحيطات والغابات ، استرخي على الشواطئ وتعلمي عقيدة البساطة في القرى ، سافري إلى آخر العالم ، تعلمي المشي على الحواف والسباحة في البحيرات وجدفي في أماكن لم يجدف فيها أحد ، اسمحي للسفر أن يشعرك بعدم الآرتياح ، وتسكعي على الأرصفة وتسوقي من أسواق الأحد وباعة الأزقة ، امشي حتى يؤلمك المشي واركضي حدّ اللهاث ، وفاصلي الحياة بين ما تفرضه وما تريدينه ، سافري لتعيشي أعمار عديدة في عمر واحد ، اسمحي لعقلك أن يتسع ولمعرفتك أن تتمد ، شيء ما يجعل مشاكلنا تبدو بحجمها الطبيعي الصغير في السفر ، عندما تسافرين كثيراً ستشعرين بأحقية الاختلاف ، وإمكانية الالتقاء مع البشر في نقاط تشابة كثيرة ، سوف تتسامحين أكثر مع نفسك ومع الآخرين ، سافري حتى تضحك الدهشة في رأسك ، حتى تعرفي أن للخبز مليون طعم مختلف حسب مكان زراعة القمح وعذوبة الماء ومزاج الطاهي ، حتى تشاهدي غروب الشمس من مائة زاوية مختلفة حتى تتعرفي على الجمال الذي أغرقنا به الله في هذا العالم ، حتى تتحدي نفسك فإن لم تسعفك الظروف للسفر ، فاقرئي وأقرئي وأقرئي وأقرئي حتى ينبت العالم في عقلك دهشة بعد أخرى .!

في آخر ورقة من مذكراتها قالت : ثم انتهينا ، لم يكن هذا ما أريد لكننا أنتهينا ، كان داخلي مفعما بالكلام الذي بلعته فور قرارك الغريب بالأفتراق ، لم يكن بإمكاني أن أمنعك من الرحيل ، وأنا أرى علامات الوداع مرسومة بدقة على عينيك ، سلمتك مفاتيح الذهاب وأغلقت بعدها قلبي من كل نسمة حب ، أقنعت نفسي بأن من غاب لا يبقى له مكان داخل قلوبنا ، ومن هجر مرة ، حرمت عليه قلوبنا مئة مرة ، لكنني أخطأت أنت رحلت ، وداخلي ظل لك بكل ما فيه من عشق ، كنت بين الفنية والاخرى أبعث لك رسالة مقتضبة مفادها "هل أنت بخير " ؟ وأظل مكاني معلقة على أمل أن تجيبني " أشتقت لك" لكنك لم تفعل لم تفعل ولن تفعل ، ورقتي أوشكت على الإنتهاء وداخلي لم يكمل حديثه ، داخلي لا زال بكل ثقل يسأل : ألا زال في قلبك مكان ؟ أغلقت كتاب مذكراتها عانقته العناق الأخير ، ثم أحرقته ونامت بعدها بعمق .!

للمدن أيضا طريقتها الحميمة في المسح على رأسك ، في إغرائك بارتكاب الآثام الحلوة دون ندم عظيم ، تعيد ترتيب أماكن الأشياء في رأسك ، تعيدك أحيانا صبيا يريد أن يركض حتى تنقطع أنفاسه ، أو صوفيا مؤمنا بالحب ، يدور حول نفسه في دوائر لا نهائية تزيد سرعتها كلما اقترب الخلاص ، تعيدك إلى صيغتك الطرية الأولى ، أنت حر هنا حيث لا يعرفك أحد ، حر وهش كفراشة ملونة ، كأغنية عابثة أنطلقت من ذاكرة أحدهم ، أنت حر في احتضان كوبك الدافئ والتحديق في كل الأيادي المتشابكة ، كطريقة مثلى للنجاة من الوحدة ، حر في اختيار أغنياتك وترديدها بصوت عالٍ في أزقة غريبة لا يسمعك فيها أحد ، بكل رضا تختار أن تضيع ، أن تقودك رائحة الخبز الدافئ إلى مقهى جديد ، أو أن تتبع بشغف صوت ناي يصدح في مكان ما ، أنت حر لأن تتذوق في وجبة واحدة الصوت المذاق و اللون و الرائحة ، أن تحكي أدق أسرارك لشخص لا تعرفه على ضفاف ليلة قمراء ، شخص لن يتذكر وجهك أبدا ولن يراك مرة أخرى ، أنت اليوم حر ليس ثمة طريقة لإيقاف سحر هذه اللحظة الكاملة .!

ولدت في عائله لا تعرف الحب أو تضع له مكانا لا تتقبل ما يسمى بالحب في مجتمع وعالم قاس من دون أن تحب هربت منه دائما، تجنبته ﻷنه شيئا لم يعطي لي من قبل خفت ألا اجيده ولكنني فهمت، فهمت رغبات الناس دوما فهمت الكلمات أكثر فهمت المشاعر وفهمت معنى أن تحب أيضا وفهمت معنى الحب! ولكني لم أفهم معنى أن تحب يوما حتى وإن أحببت. كل هذا فقط ﻷنني لم أشعر بالحب من قبل الذين كان مطلبي الوحيد منهم هو الحب .!