ᑎOOᖇ

في أول موعد لنا جلستُ وهي في أحد المقاهي اللطيفة في موطننا كانت المرة الاولى التي نلتقي فيها على ارض الواقع كنت جالساً حالماً منتظراً لها وعند وصولها تأملت عينيها لثوانٍ عدة حتى بدأت الحديث قائلاً - اهلاً اجابت والخجل يملأ وجنتيها - اهلاً بيك ازحت لها كرسياً لتجلس عليه بعدما جلسنا بالكاد خرجت الحروف من فمي وقلت .. - شتشرب الحلوة ؟ اجابت - بكيفك - كهوة ؟؟ - اوكي نظرت في عينيها كرة اخرى وأقسم إني لم اغرق في عيني انثى كما غرقت في عينيها .. - باقر

لِمَ كانَ يُعذِبني بِالانتِظار شوقا؟ لِمَ يُجيدْ الصِمت عِندما دواخِلي تَلتَهِب حُزنا؟ لِمَ يغفو بَينَما حُبي يزداد نَهما؟ لِمَ يذكُرني عِندما انساهُ خوفا؟ لَمْ يجِد فؤادي عِندَهُ إلا الهُموم تَتَراكم معَ الظُنون، حَيثُ أنسَبَني لِمَن يَجدَهُ مُتعَه مؤقَته وأنا أنسَبتهُ لِمَن أجِدهُ رَغبهٌ مؤبَده، وَحَيثُ كانت الاحضان وَالانامِل والسجائِر وَالشَفَتانِ مَعاً،،، كان الشُروق يَأخُذ حَتَىٰ السَهَر والغُروب علىٰ جبينهُ حَيثُ النافِذه تُغلَق ويَبدأ الانين، ومَا بعدهُ نَحيب الحَنين إلىٰ العُشق المُهين.

أحب أن أشارككِ التفاصيل الصغيرة جميعها أحب أن نضحك معاً في نفس اللحظة على المواقف المُضحكة جميعها لا أن اتلوها عليكِ لأحشركِ بين ساعات يومي أريد أن تكوني حاضرةً عند حُزني لا أن أخبركِ بهِ كمشهد درامي من حكايات مُملة أود أن أغضب عليكِ من مسافة نص متر ليس عبر شاشتين يفصل بينهما مجرة أحب أن يكون حُضنكِ مُتاح دائماً لا تفي رسائلكِ بالغرض ، أود أن أشارككِ بؤس الصباحات وبهجتها أريد أن ارتمي باكياً بين يديكِ عندما لا تنصفني الحياة وبؤسها لا أن أقف كوقوف الجدران ووحدتها في أشد الليالي مطراً أريد أن اراكِ وقتما دعت الحاجة الى لذلك أو لم تدّعِ لا أن يصبح الأمر اُمنية ابتهل لها كُل ليلة عندما تتعثري حزناً أريد أن يكون حُضني الخيار الأول المتاح وأن تكون لدي قابلية الوصول للمس وجهكِ لا أن اقف أمام صورة وجهكِ عاجزاً أريد أن نكون الان هنا معاً ، لا أن أكون هنا وحدي وتكوني أنتِ وقلبي في مكان اخر

هل كل هذا أنتِ؟ غامضة وواضحة وحاضرة و غائبة معا... عيناك ليل حالك ... ويضيئني ويداك باردتان ترتجفان لكن، توقدان الجمر في جسدي وصوتك نغمة مائية ... و تذيبني في الكأس أنت كثيفة و شفيفة، و عصية و أليفة عذراء، أم لابنتين: قصيدتي وقصيدة أودى بصاحبها خيال قاصر! هل كل هذا أنت؟ صيف في الشتاء، وفي الخريف ربيع نفسك تكبرين و تصغرين على وتيرة نايك السحري يخضر الهواء على مهبك يضحك الماء البعيد إذا نظرت إلى السحاب و يفرح الحجر الحزين إذا مررت بكعبك العالي .. أهذا .... كل هذا أنت؟ قلي كوكبا أو كوكبين لكي اصدق انك أمراة تجسُّ، ولستِ موسيقى تكسرني كحبة بندق قلي قليلا، واستقلي عن مجازك كي أضمك من جهاتك ماعدا الجهة التي أشرعتها للريح .

‏أرشديني نحوكِ خُذي بيداي وأنسيني دُروب الهلاك أعبثي بمشاعري فكُلها لكِ من سواكِ يأمُر القلبّ حتى يخضع لهواكِ .

بيني وبينكِ ثمانية شوارع، وثلاثة أَحياء وأُجرة "تاكسي" لا أمتلك ثمنها، ونصف علبة سجائر، ورأي ابي الشرقي بالحُب ودعوات أُم لا تطالني، وحَديث العالم الذي لا ينتهي، وقميصي الأسود الذي تحبينهُ جداً وكثيراً من الحنين..

‏ناوليني الكأس وأنتِ تنظرين في عيني ناوليني بيديكِ البيضاء لحظة مثل هذه بمثابة الأحلام التي تخيلتها فوق السرير بمثابة أنني سأشرب السعادة من أثر قوة لمعان يديكِ.

‏مرر يديك على يديّ أنهي هذا البؤس من أيامي .