Mhmd S. AbuRayan

بعضُ الناس لنا، كقميصِ يوسف على وجه يعقوب، تلقاهم أبصارُنا فترتدُّ إلينا بصيرتُنا وسَكينتُنا. وعلى الجميعِ السّلام!

من يومين كنت في زيارة عند ناس حبايبي وبدأت أحس بمقدمات توعك فكان لازم أستأذن. فجأة وأنا نازل لقيت قدامي فار في سن المراهقة، والعمارة مش من النوع اللي تلاقي على سلمها فئران. استغرقت أنا والفار في لحظة تفاجؤ دراماتيكية، ثابتين نتبادل النظرات كذا ثانية، وفجأة وبكل تلقائية اندلعت حفلة الصيد والمطاردة الطبيعية بيني وبين أي فار بييجي على سكتي. وغالبا الفار أدرك دة قبل مني بجزء من الثانية، وأخد قرار الهروب، وتوارت حالة التوعك وراء غريزة الاصطياد؛ اصطياد لمجرد القتل وكسب الثواب. ولم يكن الموضوع يحتاج أكثر من فردة كوتشي مقلوعة، وجولة قصيرة من التنطيط والضرب على مدى سلالم دورين، فقط لرصد نمط حركات الفار الشقي، وكان سريع ابن اللذين، ثم اختيار خطوة معينة تقدّر فيها المسافة والتوقيت، وتضرب في نقطة لسه الفار مبقاش فيها، بس هيكون فيها في اللحظة اللي هيدتكون ضربة الكوتشي لسوعت في الأرض بالفعل. وقد كان، وارتمى الفأر على أحد جانبيه ينتفض وتضرب أطرافه الأربع الهواء بسرعة واضطراب، وكان لازم ضربة إضافية أخيرة على الرأس لإتمام المهمة، وإحلال السكون في الجثمان. وأنا خارج من العمارة شايل الفار من ديله بمنديل ورق، محسيتش غير إني عملت حاجة عادية جدا، وكأن الواد ماكانش على طبيعته بقاله زمن، وإني فعليا كإنسان طبيعي يكون من طبعي الافتراس؛ لمجرد الافتراس والإجهاز على الحياة، مش حتى عشان يكون في الهرم الغذائي بالضرورة. وعشان كدة دي نقطة خاضعة تماما لمعايير صارمة في الشريعة، وإمتا تكون بثواب والثواب يكون كبير اوي كمان، وإمتا وفين تكون حرام، وفي أبواب كاملة في الفقه للصيد والذبائح مع متناثرات في أبواب تانية في الدية والقصاص والقتال وغيره حتى هذه الغريزة الطبيعية - زي أي غريزة طبيعية تانية-، تنظيمها له أولوية عن إلغائها أو استئصالها.

أزمة الكثيرين من المتعاطين مع الأفكار وأوعيتها المكتوبة، أنهم لا يملكون قدرًا - لازمًا وكافيًا- من القدرة على معالجة هذه الأفكار وإيجاد الروابط بينها، وإجراء تفاعلات حيّة تصل بهم إلى رؤية متجدّدة، تتطوّر بتطوّر المعالَجة. إنهم يعترفون بينهم وبين أنفسِهم بألم هذا الجحيم من الأفكار المفكّكة والمقولات المنفصلة - حتى وإن لم يعلنوا هذا-، ويكابدون مكابدةً خاصةً لا يملكون معها ضبط حالة القيء المعرفي التي تتلبّسهم وتجلعهم ينزّون نزًّا معلوماتيًا متقطعًا باستمرار. هذا في حد ذاته جحيمٌ يهيمُ فيه هؤلاء المكابدون، ويصرّون على إشراكنا معهم فيه بداعٍ وبدون داعٍ، بقصدٍ منهم أو غير قصدٍ، وجحيمهم هنا (حالةٌ نازلةٌ فيهم حيث لا فكرة تتّصل بفكرة أخرى)؛ لا تفارق ما وصفه فارتان جريجوريان - مستشهدًا بدانتي- (الجحيم هو مكانٌ حيث لا شيء يتصل بلا شيء). ورغم كل شيءٍ، تكونُ الشفقة أول ما يُسرع إليك بشأنهم؛ فقد حُرِموا نِعمةً - أو لعلها نِقمةٌ يعاقَبون بها-؛ نعمةَ القدرة على تركيب المعلومات وحبكها معًا من مصادر متفاوتة بشكل صحيح متّسق، وداخل كلٍّ واحدٍ، وهو ما يترافق معه على سبيل الإعذار (أنّ القُوَى التي تقف في طريق عملية التركيب هذه هي قوىً هائلة)، حسبما ينعي هوارد جاردنر في كتابه "خمسة عقول من أجل المستقبل". والأمر ذاته هو ما يعيدُك إلى ذلك الملمح الجليل الذي قلّما يتوقف عنده أحدٌ في سِير وتراجم العظماء، موجَزًا في كلمتين: "أوتِيَ صِحّة الفَهم"؛ ويجعلك تعيد التقييم والاعتبار على أساسِه؛ لتكتشف أنّ المساكينَ والطُفَيليين أكثر مما كنتَ تتوقع، وأنه لا وصفةَ نهائيةً سهلةً للخلاص مَن هذا الجحيم المذكور، وأنّ الموَفَّقَ حقًا هُوَ من تبصّر بنقصِه والتزمَ حَدَّه وأخذَ بلجامِ نفسه وأنزلها منزلها الذي تستحقّ.

ثم الصلاة على أرواح مَن ارتقى - سادتنا تيجان الرؤوس ودروع الأرواح-، والسلام على مَن بقى - أعِزّتَنا معادن الكرامة ومناجم الإباء-، وغفر الله لمَن تجاوز حده، وأقال عثرة مَن ابتغى رُشده، ولله الأمر، وإليه المآب. هو نِعمَ الحَسبُ ونِعمَ المَولى ونِعمَ النصير.

جوانيًا، أنا شخص كثير الاحتفاء؛ أهنئ نفسي على صداقاتي، أبارك ارتحال الابتسامات بين وجوهنا، وأرعى احتفاءاتي بالعابرين، أكتنز لحظات الدهشة، أراقب احتشاد الأُلفة، أرمم لقطات المشاعر المسروقة، أعيد تشغيل الحوارات الخاطفة، أدًخرُ عزاءاتٍ مؤجّلة على أمل إلغائها، أحتبس ارتجافات فرحة لن يصدقها أحد، أتحاشى ذكرى انسحاباتي السريعة، وأعاود طمأنة قلبي كلما طرقَت بابَه حياةٌ، بأنني لا زالت لديّ القدرة على هذه الإنجازات الصغيرة. #إحماءات

وإنًي لَتعروني لِرُؤياك هِزّةٌ؛ كما انتفض العصفورُ بلّلَه القَطرُ. .. أبو صخر الهذلي

كتابة السيناريو للألعاب الإلكترونية، تخصص مهم ومثير جدًا لأي كاتب سيناريو محترف، لكن ليس بدون اشتراطات معينة ذكرناها في كورس السيناريو في الجزء المخصص للكلام عن كتابة سيناريو الألعاب الإلكترونية والعوالم الافتراضية بإيجاز. كنت اقتصرت في الكورس على الإحالة على 3 كتب أساسية لابد منها بشكل عام لدخول التراك دة، وينضاف عليها كتب تانية فائقة الأهمية خصوصًا لو بنتكلم عن كتابة سيناريو لعبة استراتيجية أو حربية، زي الكتاب دة. كتاب (Zones of Control: Perspectives on Wargaming)، يعتبر واحد من أوسع وأشمل المصادر التأسيسية في هذا السياق؛ خصوصًا إنه فارق بكتير عن أشهر كتاب في الحتة دي، واللي كتبه عسكري أمريكي شهير انخرط في عوالم صناعة الألعاب الإلكترونية. الأهمية الكبرى للـ Wargaming، ظهرت من خلال تطبيقات مدرسة سلاح الجو التكتيكي الأمريكية، على نظرية بيلي ميتشل للهيمنة الجوية، في فترة ما بين الحربين العالميتين. وظلت ولا زالت وستبقى مستخدمة داخل النطاق التدريبي والاختباري والتخطيطي في المؤسسات العسكرية؛ لكنها لم تعد قاصرة على هذا السياق، وإنما انتقلت منذ عقود - بشكل أوسع وأكثر مرونة وترفيهية- إلى عوالم الألعاب الإلكترونية. ودة أحد أبرز مميزات هذا الكتاب؛ إنه بيقدملك المنظورين على التوازي تقريبًا، بحيث تكون مستوعب كويس جدًا الكلام على إيه، وجاي منين ورايح فين، ومستويات الـWarfare وإدارتها وتعقيداتها، والجدليات والإشكاليات البنيوية والقيمية في الموضوع نفسه، مع عدد من الأمثلة العملية المذهلة.. بحيث تكاد تكون الفائدة كاملة تقريبا لأي واحد هيقرأ الكتاب، سواء كان ضابط أركان أو كاتب سيناريو ألعاب. الكتاب ممتع وشائق ومتين، ويُنصَح بيه بشدّة لأي حد داخل مجال صناعة الألعاب بشكل عام، والألعاب الحربية والاستراتيجية بشكل خاص. وقت ممتع ومفيد.

بفضل الله هذا إصدار جديد مجاني ضمن منشوراتنا في مركز دلائل بعنوان سلسلة مواكبة مستجدات الذكاء الاصطناعي . هذا الإصدار مفيد جدا في هندسة الأوامر .. وهو مهم ومبسط وسهل الفهم والتطبيق .. لا يستغني عنه أي شخص يتعامل مع الشات جي بي تي ( Chat AI )

المقاتلة جيه-31 أو إف سي-31 جيرفالكون عبارة عن مقاتلة شبحية بالكامل ذات محركين ومقعد واحد، وتهدف إلى تزويد القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني بمنصة جوية أكثر تقدماً وقدرة على التفوق الجوي والقتال.