فدوىٰ فهمي

في كل نكبة نفسية أنقب عن بيت من الشعر يصف بلوائي ويصور أنيني وبكائي أجد ما يفي ويفيض، لكنني لم أجد قط في آناء ابتهاجي وغبطتي بيتا واحدا من الشعر يصور حالتي. وكل ما وقع عليه نظري واستحسنته من أبيات الفراق والشوق تبلغ وتجاوز الحد في وصف ما يعالجه العشاق من آثارهما، وما وقع على نظري شيء أبلُغ فيه مأربي في وصف حلاوة الوصل وغشيان الحنان ولذاذة الأنس وما يكون ملء جناح الحبيب من رضا وممنونية لحبيبه. كل هذا يدلني على أن السعادة أعمق من الحزن، فالسعادة امتلاء، يقابله في الحزن فراغ، وهذا الامتلاء ما يجعل السعيد مغتنيا عن حاله بوصف حاله. كما أن المحب المأنوس المواصل أغنته المحبة والأنس والمواصلة عن أن يلتمس لذة في بيت من الشعر أو قطعة من النثر!

كلما مررت بمراتع الصِبا، تهيمتني حال لا أدري كنهها، ليست حنينا خالصا ولا فرحا خالصا، وليست إلى الأنس أقرب من الوحشة. أعجب لذلك أيما عجب، وأتساءل، أمثلي في ذلك مثل الناس؟ أم أنها حال استثنائية تحمل دلالات عميقة عن نفسي وحياتي؟ أم أنها حال كل من كانت حياته مثلي في عمقها الفريد، من غير صخب الطفولة الضاحك ولا لهوها الترح، ولكن عمق الشعور بالأشياء. إني لا أمر بالمكان فأرى سقفه وجدرانه، ولكني أحس بروحه، وأرى سريان الهواء في جوه، وأميز منه أنفاس قاطنيه وعابريه، وربما نظرت إلى حائط أو كرسي أو شجرة فخيل إلي أنها تناجيني مناجاة الساكن المأنوس أو مناجاة الغريب المستوحش. ولا أرى الناس فأرى أجسامهم وصورهم ولكني أستحضر عواطف الرفقة والصحبة والزمالة بما عانته من قوة وضعف، ڤأتقلب بين فرح ولفهة وحنين وحسرة وعتب وخواء. ثم يحملني هذا إلى نفسي التي أستشعر تجاهها كل هذه المعاني، فقد كان مني كثيرٌ ليسوا الآن أنا، وإنما هم أشباه مررت بهم وأشخاص عشت فيهم حتى صرت إلى ما أنا عليه. وذلك شأن الإنسان المتحقق من إنسانيته، ما يزال يتقلب في جنبات نفسه، ويجوب الكون من خلالها، حتى يتألفهما ويصير بهما إلى أناه المنشودة، فإذا بلغ ذلك، لا يكون بعده تغيرا يصيره إلى شيء آخر ولكن يرقيه في ما هو عليه.

إلفان تعنيهما للبين فرقته ولا يملَّان طولَ الدهرِ ما اجتمعا مستقبلان نشاصًا من شبابهما إذا دعا دعوةً داعي الهوى سمعا لا يعجبان بقول الناس عن عرضٍ ويعجبان بما قالا وما صنعا

بجوار المحبوب فقط يمكنك أن تجوب البلاد ولا تؤلمك قدماك لأنك لا تسير مع المحبوب بقدمك وإنما بقلبك.

إذا هَمَّ ألقى بينَ عينيه عزمَه ونكّب عن ذِكرِ العواقب جانِبا

فمن كان مع المؤقِّت، لا يتغيَّر بتغيُّر الوقت شيئا.

ارحم مُحبّينك :))

Listen to إيه العمل يا أحمد || مِن تُراث أغانى الضَمة البُورسَعِيدي || فِرقَة الطَنبَورة by Ømär Sélïm © ܓܛܟ on #SoundCloud https://on.soundcloud.com/hMBMN

اللهم صل على نبينا الكامل!