هُــدىَ||☁️

‏إِنْ تُنْكِرُونِي فَأَنا نَجْلُ الحَسَنْ سِبْطِ النَّبِيِّ المُجْتَبَى والمُؤْتَمَنْ هَذا حُسَيْنٌ كَالأَسِيرِ المُرْتَهَنْ بَيْنَ أُناسٍ لاسُقُوا صَوْبَ المُزُنْ

السلام على من رمى الماءَ بالماءِ وقال ؛ ‏ " يا نفسُ من بعدِ الحُسينِ هوني وبعدَهُ لاَ كُنْتِ أنْ تَكوني "

‏﴿سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ﴾

‏"ولمّا قُتِلَ العبّاسُ؛ بانَ الإنكسَارُ في وجهِ الحُسَيْن".

‏ليلةٌ سابعة .. ﴿هُنالِكَ ابتُلِيَ المُؤمِنونَ وَزُلزِلوا زِلزالًا شَديدًا﴾ .. إلا نافذ البصيرة قمر العشيرة لم يهن و لم ينكل ثابت القلب ليلةٌ عظيمة ليلة العبد الصالح و سر الماء هل رأيت من قبل مخلوقاً يروي القلوب بحروف إسمه !؟ في كربلاء لم يرد أحداً الماء .. الكل أراد عودة صاحب الجود فهو الذي على مر الدهور وحده من استطاع أن يقبض على الماء بل هو الماء ، الندي ، البِلال ، الغيث .. ﴿وَجَعَلنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ﴾ فلو لم يملأ العباس القربة لظل الوجود في ظمأ إلى يوم القيامة .. فطوبى لمن استسقى و سُقي من كفه وجوده . هذا عن كونه الساقي .. و أما عن مقامه فلا أحد يستطيع أن يتصور عُلوه و حجة الله يخاطبه " إركب بنفسي أنت " ! ﴿قالَ رَبِّ إِنّي لا أَملِكُ إِلّا نَفسي وَأَخي فَافرُق بَينَنا وَبَينَ القَومِ الفاسِقينَ﴾ نفس الحسين أزهقت عند العلقمي يا زينب .. " يا كافل الشمس مذ فارقت قبّتها .. غابت سريعاً وغطّى وجهها الشفقُ فارقت زينب لولا الدينُ ما غمضت .. عيناك عنها وما الأرواح تفترقُ "

ليلةٌ خامسة .. ﴿وجاء من أَقصَى المَدينة رَجُلٌ يسعى قال يا قَومِ اتَّبِعُوا المرسلين﴾ .. نخبة النخبة مسلمٌ رسولٌ كريم قالت له الدنيا هيت لك زجرها " الإيمان قيد الفتك" وغلقت الناس بوجهه الأبواب وقدت قميصه من دبر في ظهر الكوفة ﴿فَكَذَبَت وَهُوَ مِنَ الصّادِقين﴾ اعتلى السطح وهبط قصر الإمارة و جه وجهه اتجاه اخيه المقبل وانحدرت أول دمعة من سيل العبرات الساكبات " إني والله ما لنفسي بكيت، ولا لها من القتل أرثي، وإن كنت لم أحب لها طرفة عين تلفا، ولكن أبكي لأهلي المقبلين إلي، أبكي للحسين عليه السلام وآل الحسين " فطوبى لمن عرف لمن يبكي و علامَ البكاء "وسَحْباً تُجَـرّ بـأسـواقِـهم .. ألَستَ أميـرَهُـمُ البـارحـة ؟ "

ليلةٌ سادسة .. ﴿نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ نَبَأَهُم بِالحَقِّ إِنَّهُم فِتيَةٌ آمَنوا بِرَبِّهِم وَزِدناهُم هُدًى﴾ .. إذ أوى الأنصار للحسين "فإنِّي لا أعلمُ أصحابًا أوفى وَلا خيرًا مِنْ أصحَابي" أن يختلط دمك بدمٍ اقشعرت له أظلة العرش وسكن الخلد .. ذلك مقامٌ ترفع فيه الأقلام و تجف الصحف في موقفٍ تتزلزل فيه الجبال الرواسي من لا يتخذ الليل جملا .. حتماً رأى قلبه ما لا يُرى أصحابُ الغريب ضرب على قلوبهم في حبه ﴿سِنينَ عَدَدًا﴾ فما زلت أقدامهم الراسيات فـ سلام الله عليكم حين عز الرجال و طوبى لمن كان ناصراً فيفوز فوزاً عظيما "فيذوقون المنايا كمذاق العسل.. شاهدوا الجنة كشفاً ورأوها رأي عينْ "

‏ليلةٌ رابعة .. ﴿وَصَدَّقَت بكلمات رَبِّها وَكُتُبِه وكانت من القانِتين﴾ ..و شدت عضد الدين إذ ترفع أم البنين لبيت التضحية و الوفاء قواعد من أربعة بدور .. واتخذت من حب الحسين مُصلى .. خالصة الحب عظيمة التضحية فكانت آية لله تتلى إلى يوم يبعثون "بأبي أقمار تُمٍ خسفت بين الصفاح"

ليلةٌ ثالثة .. ﴿يَسأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّة قُل هي مَواقيتُ لِلنّاسِ والحج﴾ .. رحلت إلى حيث مناسكها وارث الصفوة تكلم وقال .. "من كان باذلاً فينا مهجته" منتقياً الخُلص الخُلص من يبذلون خلاصة قلوبهم الغاية عظيمة عظيمة و ثمن السماء المهج .. وحدها المهج حرم الله "و موطناً على لقاء اللَّه نفسه، فليرحل فإني راحلٌ مُصبحاً" إلى حيث الله طوبى للراحلين "لكـن الماضي قليـل بالذي قد أقبلا"

ليلةٌ ثانية .. ﴿ومن يخرج من بيته مُهاجِرًا إلى اللَّه﴾.. يجعله الله قبلة لأفئدة المحزونين المكروبين تهوي إليه فتدرك الفتح كاشفاً لمعادن النّاس وحقائقها كـ نهر طالوت إختباراً للعقل والرّوح العابرون إليه بالدموع ﴿فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون﴾ "إنما الدنيا أُعدّت لبلاء النُّبلاء"