فقه النَّفْس📚

"الحياة لا تُهدي السعادة لأحد، وإن بدا خالياً من الهموم، كلنا نعاني الحرمان من شيء ما، ويتربص بنا خوف شيء ما، فلا يخلو بيت من فقر أو مرض أو جهل أو غياب أو شتات أو كل ذلك معاً، ولكن منا من يختار أن يصرف انتباهه عن مصابه إلى التسلي بما توافر له من أسباب السعادة ولو كان ضئيلاً، ومن يختار التحديق في مصيبته متعامياً عما لديه من هبات هو محسود عليها. فالسعادة ليست سوى الاستغراق في تحسس النعمة حتى تتشبع بها وتنسى الألم والتعاسة ليست سوى الاستغراق في تحسس النقمة حتى تتشبع بها وتنسى اللذة. والقناعة هي ركن السعادة، لأن النفس تعتاد ما عندها ولا تلاحظ سوي ما ينقصها فتتبعه وتصف بالسعادة من يحوزه، فإذا حصل لها فرحت به مدةً من الوقت ثم عادت إلى ملل الاعتياد، وتظل في دوامة جشع وتعاسة حتى تختار الرضا بما عندها. ثم إن كثرة الحديث عن الشعور تُفضي إلى التصديق بذلك الشعور، فأخبر نفسك طيلة الوقت أنك سعيد؛ حتى تنقذها من هموم وآلامها، لأن الحياة لن تكترث (وأما بنعمة ربك فحدث).

"بيتك هو قِبلتك الاجتماعية الأولى وأهله رعيتك، وكل اهتمام لا يبدأ بهم ولا ينتهي إليهم هو تشرد في الأولويات وشرود عن المسؤولية، لهم عَصْرة نفعك الأولى وما زاد زاد لغيرهم، ومن لم يكن هذا فعله فهو كمن صلى النافلة وترك الفرض وهو مغشوش بنفسه غاش لرعيته ولا يُرجى منه نفع لهم ولا لغيرهم". وصدق رسول الله ﷺ حين قال:"خيركم خيركم لأهله".

الفراغ يضخم الشعور؛ ويجعل المرء يسترسل بالأفكار دون حد، لاتساع الوقت لديه؛ بخلاف المشغول!

ماذا لو اختار المرء طرقاً متينة لجبره ومداواة نفسه؛ كزيادة علاقته ومعرفته بالله وأسمائه، والتدبر في مُنزَلِه، بدلاً من كدر انتظار التفاتة وتحنان من إنسان ضعيف؛ يذكر وينسى، تلتف بعيشه اللأواء وتمضي عليه الأقدار!

العلم دواء كثير من الهموم؛ فالمعارف توسع أفق المرء ومداركه؛ لتتجلى له حقيقة همومه وحجمها وأسبابها ومثيراتها، وتتمهد له طرق معالجتها.

غالبا سوء الفهم إذا تكرر بين طرفين فهو في الحقيقة ليس سوء فهم بقدر ما هو سوء في إرادة الفهم ‏هي رغبة مقصودة بعدم الفهم وتعمد للغموض! ‏ثمة شيء ما .. يسبق الفهم يغطي نَظَارة المعنى، شيء ما في القلب لا في العقل. ‏فالقلوب إذا تنافرت تحدثت بلغات مختلفة في غياب ترجمان المحبة. ياسر الحزيمي

‏ ﴿وَكُلُوا وَاشرَبُوا وَلَا تُسرِفُوا إِنَّهُ لَا یُحِبُّ المُسرِفِینَ﴾. الذين يقتصدون في المآكل نعيمهم بها أكثر من نعيم المسرفين فيها، فإن أولئك إذا أدمنوها وألفوها لا يبقى لها عندهم كبير لذة، وتكثر أمراضهم بسببها. ابن تيمية.

‏"ليس من سمة الحياة الدنيا تمام الحظوظ، فلا كمال مطلق ولا نقص مطلق، ثمة نعم كتبت لك وثمة حرمان فُرض عليك، وهنا تبدأ حياتك أو تنتهي فإما أن تعظم النعم التي بيمينك فتعيش راضياً رضيّاً، وإما أن تُقلب كفيك على ما حرمت منه وليس وراء ذلك إلا حياة تمر بك دون أن تعيشها!".

الناقل إليك ما لا يسرك لا يقل عن المتسبب فيه؛ لأن دوافع إيصاله لك هو إحزانك وفرقتك عن الأشخاص؛ لهذا حرم الشرع النميمة!

سننتهج الاستغناء التام عن المنتجات الداعمة للصهاينة بدلاً من المقاطعة؛ لأن المقاطعة قد يكون لها معاودة وأوبة! وهذا أضعف الإيمان.