طين سماوي

‏"يا ربّ لا يُسلَمونَ وفيكَ الرجاء، ولا يُخذلونَ وإليكَ القَصد، ولا يُغلَبون وأنت الناصر، ولا يهلِكون وهم جُندُك. ‏يا ربّ أَنْجِ عبادَك، وارحم ضعفنا واقبل عذرنا، لا حول ولا قوة إلا بك أنت الملك لا إلهَ إلَّا أنت".

لاحول ولاقوة الا بالله، الله يحقن دماء أخواننا ويآمن روعاتهم يارب يا الله

تكاد تكون مجزرة الخيام في المواصي اليوم، أفظع مجزرة ارتُكبت منذ بداية الحرب، والمصيبة الكبرى أن المسلمون نائمون وعنها غافلون، وبالكاد يدري بها أو يهتم لها أحد !! ‏لا بارك الله فيمن نسينا، وهانت عليه مآسينا، لا بارك الله فيمن ألف الصورة، واعتاد المشهد، حسبنا الله ونعم الوكيل !!

"أما هو فلم يكن شكله مناسبًا في كلتا الحالتين. فلا هو يمتلك تلك الوسامة اللافتة ولا حتى أمتلك كرشا يملا العين كما تفضل ذلك زينة. بل كانت في وجهه جاذبية ما زلت لا أفقهها. وسامته مثل الأرض، قريبة مني ولها رائحة كفي المصنوعة من طينها. لم تكن وسامة ملائكية لكي أعجز عن النظر إليها وأشتهيها، بل كانت أرضية بكل ما للأرض من معان طيبة وقريبة المنال. فيها من التراب والماء ما يكفي فقط لعجن ملامحه هو فحسب. . صافية.. ماء وتراب، تراب وماء، طين، طين. هكذا، بهذا النقاء هي ملامحه العزيزة. وما لبث وجهه المشرق أن حيرني، لأنه حين ابتسم، أمطر وجهه مطرًا غزيرًا على حين غرة.. فاندهشت من إمكانية أن يشرق وجهه ويمطر في الوقت ذاته. كان مطره ينهمر بشدة، وإشراقه يجففه توًا، فاحترت في أمره لأنه على الرغم من ذلك كله بدا واقعي الملامح.. فحيرني أكثر!! لم يبد كحلم، بل بدا حقيقة دامغة. ملامحه عجيبة، هادئة رغم طغيانها اللافت، وعارمة الرجولة رغم رقتها."

‏﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ لا تنسوا الكهف💙

في النهاية يعرف الجميع أننا آيلون للسقوط يشيرُ إلى ذلك مرورهم السريع ونظرتهم التي تتوقّع الركام.

‏"في يدي كلامٌ كثير، يكفي لنعبر الجسر، بيدين متشابكتين في الصمت."

"لم يكن لدينا تقريبًا أيّ شيء في البداية. كان يكفي أن أسلّم نفسي لعيش ما كنتُ أحياه آنذاك، لمحبّة نظرتك أكثر من أيّ شيء آخر ومحبّة صوتك، ورائحتك، وأناملك المدبّبة وطريقتك في سكن جسدك، حتّى ينفتح المستقبل كلّه أمامنا."

١١.٧.٢٠٢٣