cookie

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة التصفح الخاصة بك. بالنقر على "قبول الكل"، أنت توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط.

avatar

Books and novels📚

الاتشانل عبارة عن كتب عامة وروايات 🤎 𝕆𝕎ℕ𝔼ℝ: ᖇᗩᑎIᗩ ᖇᗩᗰY 𝒔𝒕𝒂𝒓𝒕𝒆𝒅 𝒊𝒏 : 11 April, 2021• للتواصل : @rania_ramy_bot لينك صراحة 👇🏻❤️ http://roonyy237.sarhne.com »نورت الاتشانل يروحى . انچووى»🤎

إظهار المزيد
مشاركات الإعلانات
2 080
المشتركون
لا توجد بيانات24 ساعات
لا توجد بيانات7 أيام
-3830 أيام

جاري تحميل البيانات...

معدل نمو المشترك

جاري تحميل البيانات...

إظهار الكل...
Rania Ramy❤️ on Snapchat

Rania Ramy❤️ is on Snapchat!

إظهار الكل...
صارحني برسالة سرية Hager Samy

ارسل لي رسالة سرية دون أن أعرف من انت , انقر هنا وادخل الصندوق السري الخاص بي , كن صادقاُ معي

بقى أنا تهزقني التهزيق ده كله قدامهم فوق يالا!!” صاحت بغضب وهي تضربه في صدره بواسطة حقيبة الظهر خاصتها! “أنتي ازاي تسمحي لنفسك تكلميني بالإسلوب ده؟! احترمي نفسك يا دكتورة.” تحدث بنبرة جديدة وهو ينظر حوله ليتأكد أن لا أحد قد سمع ما قالته. “أنا احترم نفسي يا نوح؟ طب والله لأقول لخالتو بليل هاه! ” اردفت بحنق وبغضب طفولي وهي تحمل حقيبتها وترحل، وقد اتخدت قرار بإخبار خالتها بما فعله دون إنقاص حرفاً واحداً. عادت أفنان إلى منزلها في حوالي الساعة الثالثة بعد انتهاء اليوم الأخير لهذا الإسبوع، واخيراً عطلة لمدة يومان.. وكما اعتادت أسرتها أمسية الخميس تقضيها برفقة خالتها ويوم الجمعة في منزل جدتها أم أبيها ويوم السبت للجلوس في المنزل والإستذكار. توقفت سيارة الأجرى أمام منزل خالتها في حي ‘فيصل’ بمحافظة الجيزة، توجهوا نحو منزل خالتها بعد شراء بضع كيلوهات من الفاكهة المتنوعة قبل صعودهم. “حبايب خالتو أخباركوا ايه؟” قامت بالترحيب بهم ومن ثم تقبيلهم وعناقهم ثم جاءت لحظة الشجار التي تتكرر أسبوعياً تقريباً “مكنش في لزوم تجيبي حاجة كلفتي نفسك..” وهنا يبدأ الشجار، لذا تجاهلت أفنان الأمر وذهبت لتجلس على الأريكة وبجانبها شقيقتها. إلا قوليلي يا خالتو هو نوح مش هنا؟” سألت ميرال وهي تتجول بعيناها بالشقة بحثاً عنه. “طب يا ستي اسألي عن مريم الأول.” قالت خالتها بمزاح لتتورد وجنتي ميرال، ثم تصيح بصوتاً مرتفع نظراً لبعد المسافة : “نوح… واد يا نوح خالتك وبناتها هنا ورن على أختك استعجلها.” بعد دقيقة خرج نوح من غرفته وهو يرتدي بنطال ‘كاروهات’ و ‘بلوزة’ باللون الرمادي، بدى وسيماً بالإضافة إلى خصلات شعره المُبعثرة. “أنا بقى جاية أشهدك يا خالتو بقى يرضيكي نوح يهزقني قدام السكن كله النهاردة؟” “صحيح الكلام ده يا واد؟ دي هتبقى خطيبتك مستقبلاً تقوم تزعقلها قدام الناس.” وبخته والدتها بنبرة تجمع بين الجدية والمزاح، بينما ارتد الماء في حلق أفنان فور سماعها لما قالته خالتها وتسعل بقوة أما عن ميرال فقد تجهم وجهها. اسم الله عليكي.” قالت والدتها وهي تضربها بخفة على ظهرها لتُحاول طرد الماء، بعد أن تأكدو أن أفنان بخير لم يسلم نوح من نوبة توبيخ ليبرر أفعاله قائلاً : “ما هو أنتي برضوا اتأخرتي وأنتي عارفة أني بكره عدم الإلتزام.” “وهل ده مبرر أنك تفرج عليا المعمل كله النهاردة؟” “قولتلك مية مرة يا أفنان أنا موقفي حساس في الكلية عشان أحنا قرايب وأنا محبش حد يقول أني سايبك بتدلعي عشان قريبتي.” “سايبني بتدلع؟ ليه هو أنا كنت داخلة السكشن بشرب عصير وباكل مولتو ولا كنت دخلالك بسيجارة وصاحبي في ايدي؟!” “لا داخلة متأخرة ربع ساعة ومش قافلة البالطو.” اردف بنبرة استفزازية وهو يبستم لكن زاد ذلك من إمتعاض وجه أفنان التي قالت : “أنا هدخل استنى مريم في أوضتها.” “معلش يا نوح متزعلش تلاقيك رخمت عليها بزيادة شوية النهاردة.” تفوهت ميرال بنبرة هادئة ليصمت هو لثوانٍ وهو يحك ذقنه بإهامه ثم يقول : “بس هي عندها حق.. أنا فعلاً زودتها حبتين، بس هي لازم تفهم إن موقفي حساس.” “عندك حق.” علقت ميرال دفاعاً عن نوح ليبتسم لها بينما وقفت الآخرى في شرفة غرفة مريم تُحدق بالمارة بالشارع وفجاءة بدأ شجار بين ثلاثة شُبان بدون مقدمات وأخذو يسبون بعضهم البعض بألفاظ بذيئة ‘لا يليق أن تقرأها عزيزي القارئ’ وأحضر أحدهم آلة حادة من مكاناً ما وكان على وشك جرح الآخر بينما وقف شاب رابع في أحد الجوانب ويبدو عليه الذعر.. هو على الأغلب رفيقهم لكنه يخشى التورط بالرغم من أنه يبدو عليه القوة.. ذكرها ذلك بالشاب الذي قابلته لتضحك مُتذكرة منظره المُرتعب.. لا تذكر ملامحة كثيراً لكنها تذكر أهم ما يميز أي شاب.. ‘ساعة يده.’ أجل التي كانت على وشك أن تُسرق لولا أن تدخلت هي.. أخذت تسترجع ما حدث وهي تضحك وحدها ببلاهة لتقتحم مريم الغرفة فتشهق الآخرى بفزع. “حرام عليكي خضتيني.” “كنتي بتضحكي على ايه لوحدك كده؟” “مفيش.. كنت ببص عالخناقة.” أجابت وهي تشير برأسها نحو الشارع. أنتي لسه بتحبي تتفرجي عالخناقات؟” “زي ما أنتي شايفة كده.” “إلا أيه حوار أنك زعلانة من نوح ده؟” “مفيش يا ستي البيه بيهزقني في وسط السكشن بس خلاص خالتو جابتلي حقي.” “لا وأنتي يا حرام منكسرة ومبتعرفيش تاخدي حقك.” سخرت منها مريم لتبتسم أفنان وهي تقلب عيناها قبل أن يطرق نوح الباب طالباً الإذن للدخول. “متزعليش مني يا أفنان.. أنتي عارفة أنا بعزك أد أيه.” “خلاص مش زعلانة بس لو اتكررت هعمل في وشك لوحة بالمواد الكيميائة تمام؟” تحدثت بنبرة جادة. “أنتي كنتي المفروض تبقي سفاحة مش دكتور ابداً، المهم عايزك تركزي كويس إمتحانات العملي فاضلها أسبوعين.” “متقلقش أنا مذاكرة كويس.”
إظهار الكل...
“أجمل حاجة في العيلة دي أن كلها بتحترمني.” اردفت بسخرية ليقهقه كلاهما ثم تُردف هي بنبرة لطيفة ولكن جادة : “ربنا يخليك ليا يا نوح.. أنت مش متصور وجودك جنبي في كل مواقف حياتي عمتاً بيفرق معايا ازاي.” “ويخليكي يارب.. أنتي كمان وجودك بيفرق معايا وبتبسط لما بنقعد نتناقش ونتخانق كده.” “حقيقي.. حقيقي أنت أحسن أخ في الدنيا.” “نعم!!! بعد كل ده وتقولي أخوكي؟!!!” قال بنبرة أشبه ‘بالردح’ .. يتبع..
إظهار الكل...
انتهي اليوم سريعاً بعودتهم إلى منزلهم، تستيقظ أفنان في صباح الجمعة على رائحة البخور الذي عقم الشقة كاملاً وصوت القرآن المُطمئن للنفس بصوت شيخ ذو صوتاً عذب يُريح كلاً من الأذن والقلب. “يلا يا أفنان الفطار جاهز.” صاحت ميرال لتستقيم الآخرى من الفراش وهي تفرك عينيها وتتوجه نحو الخارج. “صباح الفل يا ميمي، صباح الفل يا ماما.” “صباح الخير يا حبيبتي، يلا أغسلي وشك وهاتي الحاجة مع أختك من المطبخ عقبال ما أبوكي ما يجي من الصلاة.” نفذت أفنان ما قالته والدتها وتناولوا فطورهم بنهم شديد وسط جو أسري متماسك لكن أفنان كانت تعلم أن كل ذلك سيتحول إلى شجار عند عودتهم من منزل عمتهم، فهي لا تنفك تُلقي ببعض العبارات التي تجعل والدتها تشنعل غيظاً فيقف والدها حائراً لا يدري إلى أي طرف يجب عليه أن ينحاذ بالرغم من أنه لم يكن طرفاً في الحوار من الأصل! بدلت أفنان ثيابها وانتظرت أسفل العمارة هي وشقيقتها في انتظار والدتهم ووالدهم الذي يُحضر سيارته طراز المئة ثمانية وعشرون، سيارة صغيرة لكنها لطيفة وتفي بالغرض.. سيذهبون إلى قلب حي الزمالك حيث تقطن عمتها في أحدى العمارات هناك. “مش عايز خناق مع عمتكوا لو قالت حاجة خدوها على اد عقلها مش عايزين مشاكل، انتوا عارفين أن الخطة اتغيرت وبدل ما هنروح لماما هنروح شقة عمتكوا.” وافق جميعهم على تعليمات الأب ظاهرياً لكنه كان يعلم أن المشكلة الكبرى تكمن في أفنان فهي لن تقبل أن يُعلق أي شخص تعليقاً لا يروق لها وأنها سوف تعترض وتتشاجر. وصلوا بالفعل إلى شقة عمتها وجلسوا جميعاً في ود حتى جاءت ابنة عمتهم لتجلس معهم.. ريماس! الفتاة المدللة للعائلة والحفيدة المُفضلة كذلك. “ريماس بنتي تعبانة أوي يا عيني في كلية الطب.” قالت عمتها مُقتحمة الهدوء السائد في المكان. “ربنا يكون في عونها.” قالت ميرال بلطف لتُضيف عمتها : “لكن كله يهون طالما هتبقى دكتورة اد الدنيا ويبقى أبوها يفتحلها عيادة إن شاء الله، ممكن وقتها بردوا يا أفنان يبقى أبوكي يفتحلك صيدلية تحتها وأهو شغل عيادة ريماس ينّفعك.” وضعت أفنان كوب العصير بعصبية أعلى الطاولة أو كانت محاولة لكسره تقريباً، لا تدري ما الذي تحاول أن تصل إليه عمتها ‘سميرة’. “إن شاء نفرح بيهم وبتخرجهم هما الإتنين الأول وبعدين نبقى نشوف حكاية الشغل دي.” تفوهت والدة أفنان بلطف. “اه.. بس كده كده مستقبل ريماس مضمون ما هي هتبقى دكتورة لكن الدور والباقي بقى على الصيدلانية.. مش كنتي تدخلي طب أحسن يا أفنان؟” “أنا مقتنعة بكليتي جداً يا عمتو وناجحة فيها الحمدلله وبعدين ما حضرتك عارفة يعني أني كنت جايبة مجموع طب بس أنا اللي حبيت أدرس صيدلة.” “كده كده مصاريف طب كانت هتبقى غالية على أبوكي.” بنبرة غرور واستفزاز تحدثت عمتها وهي تُحرك يدها كي يلاحظوا الأساور الذهبية الجديدة التي ابتاعتها. “والله يا عمتو مش حكاية مصاريف أنا بس بدرس اللي مناسب ليا وبحبه مش بدري أي حاجة وخلاص لمجرد أني معايا فلوس.” اردفت أفنان بإبتسامة صفراء وهي تقصد بحديثها ريماس التي استطاعت الإلتحاق بكلية الطب في جامعة خاصة لأن مُعدلها لم يسمح لها بدخولها دون أن تدفع الآلاف في جامعة خاصة، بالطبع أفنان لم تقصد التقليل من طلاب الجامعات الخاصة بشكل عام فأغلبهم طلاب جيدون ومجتهدين لكن ريماس ليست كذلك. “أنتي تطولي اصلاً تدخلي جامعة زي اللي أنا فيها.” تحدثت ريماس بغرور لتنظر نحوها أفنان بإمتعاض وتشكل يدها على شكل قبضة. “ده بركة أن أنا مش فيها والله عشان لو كنت معاكي فيها كنت هخلي اللي ما يشتري يتفرج عليكي يا ريمو يا حبيبة قلبي.” بنبرة مزاح مختلطة بالسخرية قالت أفنان لتشهق ريماس بصدمة مفتعلة ثم تقول: “شايفة يا مامي بتتكلم معايا ازاي؟” “مامي؟ لا بقولكوا ايه قولوا لبابا أني هنزل استناكوا تحت.. كفاية عليا لحد كده بدل ما ارتكب جناية.” تحدثت بعصبية وهي تأخذ حقيبتها وتغادر متجاهلة نداء والدتها وشقيقتها.. إن جلست برفقتهم لدقيقة آخرى ستقول ما لا يصح قوله. تسير داخل الشوارع السكنية بحي الزمالك دون وجهه محدده، لم تبتعد كثيراً عن المنزل وقد كانت تهيئ نفسها لسماع محاضرة في الأدب والأخلاق من والدها عند عودتهم إلى المنزل.. لكنها لم تُخطئ من وجهه نظرها، فعمتها دائماً ما تتعمد إحراجهم بشكلاً أو بآخر ودماً ما تلقي تعليقات حول مستواهم المادي. صدح صوت رنين هاتفها في الشارع الهادئ لتُخرجه من حقيبتها وقد علمت مسبقاً من هو المتصل. “الأخبار لحقت توصلك؟” “أنتي كويسة؟” “الحمدلله مفيش خسائر في الأرواح.” “بتكلم بجد يا أفنان.” ” اه يا نوح كويسة أنت فاكر أني هتأثر بالهبل اللي اتقال يعني؟!” “كونك شخصية قوية وبتعرفي تجيبي حقك ميمنعش أنك ممكن تزعلي أو أن الكلام يجرحك.” “مش مهم زعلي.. المهم كرامة أمي وأبويا وأن محدش يتجرأ يقول عليهم نص كلمة.” “هي زعلتك أوي بالكلام؟” “وهي يعني ميرال محكتش بالتفاصيل؟” “ادتني نبذة وقالتلي كلم المجنونة اللي نزلت وسابتنا دي.”
إظهار الكل...
“أجمل حاجة في العيلة دي أن كلها بتحترمني.” اردفت بسخرية ليقهقه كلاهما ثم تُردف هي بنبرة لطيفة ولكن جادة : “ربنا يخليك ليا يا نوح.. أنت مش متصور وجودك جنبي في كل مواقف حياتي عمتاً بيفرق معايا ازاي.” “ويخليكي يارب.. أنتي كمان وجودك بيفرق معايا وبتبسط لما بنقعد نتناقش ونتخانق كده.” “حقيقي.. حقيقي أنت أحسن أخ في الدنيا.” “نعم!!! بعد كل ده وتقولي أخوكي؟!!!” قال بنبرة أشبه ‘بالردح’ .. يتبع..
إظهار الكل...
انتهي اليوم سريعاً بعودتهم إلى منزلهم، تستيقظ أفنان في صباح الجمعة على رائحة البخور الذي عقم الشقة كاملاً وصوت القرآن المُطمئن للنفس بصوت شيخ ذو صوتاً عذب يُريح كلاً من الأذن والقلب. “يلا يا أفنان الفطار جاهز.” صاحت ميرال لتستقيم الآخرى من الفراش وهي تفرك عينيها وتتوجه نحو الخارج. “صباح الفل يا ميمي، صباح الفل يا ماما.” “صباح الخير يا حبيبتي، يلا أغسلي وشك وهاتي الحاجة مع أختك من المطبخ عقبال ما أبوكي ما يجي من الصلاة.” نفذت أفنان ما قالته والدتها وتناولوا فطورهم بنهم شديد وسط جو أسري متماسك لكن أفنان كانت تعلم أن كل ذلك سيتحول إلى شجار عند عودتهم من منزل عمتهم، فهي لا تنفك تُلقي ببعض العبارات التي تجعل والدتها تشنعل غيظاً فيقف والدها حائراً لا يدري إلى أي طرف يجب عليه أن ينحاذ بالرغم من أنه لم يكن طرفاً في الحوار من الأصل! بدلت أفنان ثيابها وانتظرت أسفل العمارة هي وشقيقتها في انتظار والدتهم ووالدهم الذي يُحضر سيارته طراز المئة ثمانية وعشرون، سيارة صغيرة لكنها لطيفة وتفي بالغرض.. سيذهبون إلى قلب حي الزمالك حيث تقطن عمتها في أحدى العمارات هناك. “مش عايز خناق مع عمتكوا لو قالت حاجة خدوها على اد عقلها مش عايزين مشاكل، انتوا عارفين أن الخطة اتغيرت وبدل ما هنروح لماما هنروح شقة عمتكوا.” وافق جميعهم على تعليمات الأب ظاهرياً لكنه كان يعلم أن المشكلة الكبرى تكمن في أفنان فهي لن تقبل أن يُعلق أي شخص تعليقاً لا يروق لها وأنها سوف تعترض وتتشاجر. وصلوا بالفعل إلى شقة عمتها وجلسوا جميعاً في ود حتى جاءت ابنة عمتهم لتجلس معهم.. ريماس! الفتاة المدللة للعائلة والحفيدة المُفضلة كذلك. “ريماس بنتي تعبانة أوي يا عيني في كلية الطب.” قالت عمتها مُقتحمة الهدوء السائد في المكان. “ربنا يكون في عونها.” قالت ميرال بلطف لتُضيف عمتها : “لكن كله يهون طالما هتبقى دكتورة اد الدنيا ويبقى أبوها يفتحلها عيادة إن شاء الله، ممكن وقتها بردوا يا أفنان يبقى أبوكي يفتحلك صيدلية تحتها وأهو شغل عيادة ريماس ينّفعك.” وضعت أفنان كوب العصير بعصبية أعلى الطاولة أو كانت محاولة لكسره تقريباً، لا تدري ما الذي تحاول أن تصل إليه عمتها ‘سميرة’. “إن شاء نفرح بيهم وبتخرجهم هما الإتنين الأول وبعدين نبقى نشوف حكاية الشغل دي.” تفوهت والدة أفنان بلطف. “اه.. بس كده كده مستقبل ريماس مضمون ما هي هتبقى دكتورة لكن الدور والباقي بقى على الصيدلانية.. مش كنتي تدخلي طب أحسن يا أفنان؟” “أنا مقتنعة بكليتي جداً يا عمتو وناجحة فيها الحمدلله وبعدين ما حضرتك عارفة يعني أني كنت جايبة مجموع طب بس أنا اللي حبيت أدرس صيدلة.” “كده كده مصاريف طب كانت هتبقى غالية على أبوكي.” بنبرة غرور واستفزاز تحدثت عمتها وهي تُحرك يدها كي يلاحظوا الأساور الذهبية الجديدة التي ابتاعتها. “والله يا عمتو مش حكاية مصاريف أنا بس بدرس اللي مناسب ليا وبحبه مش بدري أي حاجة وخلاص لمجرد أني معايا فلوس.” اردفت أفنان بإبتسامة صفراء وهي تقصد بحديثها ريماس التي استطاعت الإلتحاق بكلية الطب في جامعة خاصة لأن مُعدلها لم يسمح لها بدخولها دون أن تدفع الآلاف في جامعة خاصة، بالطبع أفنان لم تقصد التقليل من طلاب الجامعات الخاصة بشكل عام فأغلبهم طلاب جيدون ومجتهدين لكن ريماس ليست كذلك. “أنتي تطولي اصلاً تدخلي جامعة زي اللي أنا فيها.” تحدثت ريماس بغرور لتنظر نحوها أفنان بإمتعاض وتشكل يدها على شكل قبضة. “ده بركة أن أنا مش فيها والله عشان لو كنت معاكي فيها كنت هخلي اللي ما يشتري يتفرج عليكي يا ريمو يا حبيبة قلبي.” بنبرة مزاح مختلطة بالسخرية قالت أفنان لتشهق ريماس بصدمة مفتعلة ثم تقول: “شايفة يا مامي بتتكلم معايا ازاي؟” “مامي؟ لا بقولكوا ايه قولوا لبابا أني هنزل استناكوا تحت.. كفاية عليا لحد كده بدل ما ارتكب جناية.” تحدثت بعصبية وهي تأخذ حقيبتها وتغادر متجاهلة نداء والدتها وشقيقتها.. إن جلست برفقتهم لدقيقة آخرى ستقول ما لا يصح قوله. تسير داخل الشوارع السكنية بحي الزمالك دون وجهه محدده، لم تبتعد كثيراً عن المنزل وقد كانت تهيئ نفسها لسماع محاضرة في الأدب والأخلاق من والدها عند عودتهم إلى المنزل.. لكنها لم تُخطئ من وجهه نظرها، فعمتها دائماً ما تتعمد إحراجهم بشكلاً أو بآخر ودماً ما تلقي تعليقات حول مستواهم المادي. صدح صوت رنين هاتفها في الشارع الهادئ لتُخرجه من حقيبتها وقد علمت مسبقاً من هو المتصل. “الأخبار لحقت توصلك؟” “أنتي كويسة؟” “الحمدلله مفيش خسائر في الأرواح.” “بتكلم بجد يا أفنان.” ” اه يا نوح كويسة أنت فاكر أني هتأثر بالهبل اللي اتقال يعني؟!” “كونك شخصية قوية وبتعرفي تجيبي حقك ميمنعش أنك ممكن تزعلي أو أن الكلام يجرحك.” “مش مهم زعلي.. المهم كرامة أمي وأبويا وأن محدش يتجرأ يقول عليهم نص كلمة.” “هي زعلتك أوي بالكلام؟” “وهي يعني ميرال محكتش بالتفاصيل؟” “ادتني نبذة وقالتلي كلم المجنونة اللي نزلت وسابتنا دي.”
إظهار الكل...
_"البارت الثاني" بقى أنا تهزقني التهزيق ده كله قدامهم فوق يالا!!” صاحت بغضب وهي تضربه في صدره بواسطة حقيبة الظهر خاصتها! “أنتي ازاي تسمحي لنفسك تكلميني بالإسلوب ده؟! احترمي نفسك يا دكتورة.” تحدث بنبرة جديدة وهو ينظر حوله ليتأكد أن لا أحد قد سمع ما قالته. “أنا احترم نفسي يا نوح؟ طب والله لأقول لخالتو بليل هاه! ” اردفت بحنق وبغضب طفولي وهي تحمل حقيبتها وترحل، وقد اتخدت قرار بإخبار خالتها بما فعله دون إنقاص حرفاً واحداً. عادت أفنان إلى منزلها في حوالي الساعة الثالثة بعد انتهاء اليوم الأخير لهذا الإسبوع، واخيراً عطلة لمدة يومان.. وكما اعتادت أسرتها أمسية الخميس تقضيها برفقة خالتها ويوم الجمعة في منزل جدتها أم أبيها ويوم السبت للجلوس في المنزل والإستذكار. توقفت سيارة الأجرى أمام منزل خالتها في حي ‘فيصل’ بمحافظة الجيزة، توجهوا نحو منزل خالتها بعد شراء بضع كيلوهات من الفاكهة المتنوعة قبل صعودهم. “حبايب خالتو أخباركوا ايه؟” قامت بالترحيب بهم ومن ثم تقبيلهم وعناقهم ثم جاءت لحظة الشجار التي تتكرر أسبوعياً تقريباً “مكنش في لزوم تجيبي حاجة كلفتي نفسك..” وهنا يبدأ الشجار، لذا تجاهلت أفنان الأمر وذهبت لتجلس على الأريكة وبجانبها شقيقتها. إلا قوليلي يا خالتو هو نوح مش هنا؟” سألت ميرال وهي تتجول بعيناها بالشقة بحثاً عنه. “طب يا ستي اسألي عن مريم الأول.” قالت خالتها بمزاح لتتورد وجنتي ميرال، ثم تصيح بصوتاً مرتفع نظراً لبعد المسافة : “نوح… واد يا نوح خالتك وبناتها هنا ورن على أختك استعجلها.” بعد دقيقة خرج نوح من غرفته وهو يرتدي بنطال ‘كاروهات’ و ‘بلوزة’ باللون الرمادي، بدى وسيماً بالإضافة إلى خصلات شعره المُبعثرة. “أنا بقى جاية أشهدك يا خالتو بقى يرضيكي نوح يهزقني قدام السكن كله النهاردة؟” “صحيح الكلام ده يا واد؟ دي هتبقى خطيبتك مستقبلاً تقوم تزعقلها قدام الناس.” وبخته والدتها بنبرة تجمع بين الجدية والمزاح، بينما ارتد الماء في حلق أفنان فور سماعها لما قالته خالتها وتسعل بقوة أما عن ميرال فقد تجهم وجهها. اسم الله عليكي.” قالت والدتها وهي تضربها بخفة على ظهرها لتُحاول طرد الماء، بعد أن تأكدو أن أفنان بخير لم يسلم نوح من نوبة توبيخ ليبرر أفعاله قائلاً : “ما هو أنتي برضوا اتأخرتي وأنتي عارفة أني بكره عدم الإلتزام.” “وهل ده مبرر أنك تفرج عليا المعمل كله النهاردة؟” “قولتلك مية مرة يا أفنان أنا موقفي حساس في الكلية عشان أحنا قرايب وأنا محبش حد يقول أني سايبك بتدلعي عشان قريبتي.” “سايبني بتدلع؟ ليه هو أنا كنت داخلة السكشن بشرب عصير وباكل مولتو ولا كنت دخلالك بسيجارة وصاحبي في ايدي؟!” “لا داخلة متأخرة ربع ساعة ومش قافلة البالطو.” اردف بنبرة استفزازية وهو يبستم لكن زاد ذلك من إمتعاض وجه أفنان التي قالت : “أنا هدخل استنى مريم في أوضتها.” “معلش يا نوح متزعلش تلاقيك رخمت عليها بزيادة شوية النهاردة.” تفوهت ميرال بنبرة هادئة ليصمت هو لثوانٍ وهو يحك ذقنه بإهامه ثم يقول : “بس هي عندها حق.. أنا فعلاً زودتها حبتين، بس هي لازم تفهم إن موقفي حساس.” “عندك حق.” علقت ميرال دفاعاً عن نوح ليبتسم لها بينما وقفت الآخرى في شرفة غرفة مريم تُحدق بالمارة بالشارع وفجاءة بدأ شجار بين ثلاثة شُبان بدون مقدمات وأخذو يسبون بعضهم البعض بألفاظ بذيئة ‘لا يليق أن تقرأها عزيزي القارئ’ وأحضر أحدهم آلة حادة من مكاناً ما وكان على وشك جرح الآخر بينما وقف شاب رابع في أحد الجوانب ويبدو عليه الذعر.. هو على الأغلب رفيقهم لكنه يخشى التورط بالرغم من أنه يبدو عليه القوة.. ذكرها ذلك بالشاب الذي قابلته لتضحك مُتذكرة منظره المُرتعب.. لا تذكر ملامحة كثيراً لكنها تذكر أهم ما يميز أي شاب.. ‘ساعة يده.’ أجل التي كانت على وشك أن تُسرق لولا أن تدخلت هي.. أخذت تسترجع ما حدث وهي تضحك وحدها ببلاهة لتقتحم مريم الغرفة فتشهق الآخرى بفزع. “حرام عليكي خضتيني.” “كنتي بتضحكي على ايه لوحدك كده؟” “مفيش.. كنت ببص عالخناقة.” أجابت وهي تشير برأسها نحو الشارع. أنتي لسه بتحبي تتفرجي عالخناقات؟” “زي ما أنتي شايفة كده.” “إلا أيه حوار أنك زعلانة من نوح ده؟” “مفيش يا ستي البيه بيهزقني في وسط السكشن بس خلاص خالتو جابتلي حقي.” “لا وأنتي يا حرام منكسرة ومبتعرفيش تاخدي حقك.” سخرت منها مريم لتبتسم أفنان وهي تقلب عيناها قبل أن يطرق نوح الباب طالباً الإذن للدخول. “متزعليش مني يا أفنان.. أنتي عارفة أنا بعزك أد أيه.” “خلاص مش زعلانة بس لو اتكررت هعمل في وشك لوحة بالمواد الكيميائة تمام؟” تحدثت بنبرة جادة. “أنتي كنتي المفروض تبقي سفاحة مش دكتور ابداً، المهم عايزك تركزي كويس إمتحانات العملي فاضلها أسبوعين.” “متقلقش أنا مذاكرة كويس.”
إظهار الكل...
“يلاهوي! أنتي مجنونة بجد!! افردي كان ثبتك انتي كمان ولا ضربك كنا هنعمل ساعتها؟! “يا ستي الحمدلله جت سليمة ومحصلش حاجة.” “عمرك ما هتعقلي! إلا قوليلي صحيح كان شكله ايه؟” “الواد اللي ضربته؟ متشرد كده ومبهدل.” “اللي واد اللي ضربتيه ايه؟! الولد اللي انقذتيه!!” اردفت شقيقتها بنفاذ صبر وبنبرة صوت عالية. ” ششش وطي صوتك لماما تصحى! وبعدين مركزتش بصراحة.” “يعني ركزتي مع شكل الشمام ومركزتيش مع التاني!!!” “ايوا، لأني مش المفروض ابص لولد وأفضل أبحلق فيه يعني.” “ماشي ياختي، مش هتاكلي؟” “كلت سندوتش بعد الجامعة مش جعانة.” قالت وهي ترتدي منامتها ثم أضافت : “أنا هنام بقى، عندي سكشن ٨ ونص الصبح.” في صباح اليوم التالي استيقظت متأخرة نصف ساعة كاملة على موعدها وبالرغم من أن المسافة للجامعة ليست ببعيدة إلا إنها قد تأخرت بالفعل! ارتدت ثيابها دون تكبد عناء تنسيقها، فقد ارتدت وشاح على رأسها بُني اللون يُماشي لون عيناها وارتدت أول ثوب قد قابلها.. لا وقت لإختيار الملابس هنا، لم تحظى بالفطور أو بكوب قهوة يُنشط خلايا عقلها النائمة.. ركضت إلى خارج الشقة ثم شهقت وهي تقول : “يلاهوي نسيت البالطو!!!” تركض مجدداً نحو الطابق خاصتهم وتطرق الباب بعنف فتفتح شقيقتها بفزع! “في ايه؟” “انتي لسه هتندهشي! عديني اتأخرت عالسكشن.” دفعت شقيقتها بعيداً وأحضرت المعطف الطبي الأبيض خاصتها وهرولت نحو الخارج، بعد مرور بعضاً من الوقت خلال الركض والقفز داخل أحشاء ‘أتوبيس’ نقل عام ممتلء على آخره لكن لا وقت لإيجاد واحداً آخر، واخيراً تصل إلى وجهتها.. “كلية الصيدلة” هرول نحو المبنى بينما تقفز متخطية درجات السُلم واخيراً تصل إلى معمل الكيمياء الحيوية، تطرق الباب بخفة وقد تمكن منها التوتر.. ستطرد بلا شك أو ربما ستسمع ما لا يسرها.. على الأغلب كليهما. ترتدي المعطف الطبي خاصتها على عجلة وتُلقي نظرة على هاتفها لتجد أنها تأخرت خمسة عشرة دقيقة بالفعل، تطرق الباب مرتين قبل أن تفتحه سامحة لنفسها بالدخول لتُقابل عيناه البنية المُغلفة بنظرات طبية،خصلات شعر بنية ملفوفة قليلاً وبشرة بيضاء شاحبة قليلاً.. لقد كانت صفاته الشكلية قريبة من خاصتها. “أنا بعتذر جداً يا دكتور عالتأخير…” “الساعة كام معاكي يا دكتورة؟” “تسعة إلا ربع.” اردفت بتوتر وهي تعبث في المعطف خاصتها. “يعني حضرتك متأخرة خمستاشر دقيقة كاملة، ادخلك ازاي أنا دلوقتي؟” “أنا بعتذر جداً يا دكتور.. الطريق كان زحمة.” “الطريق كان زحمة تعملي حسابك وتنزلي من بدري!” وبخها بقسوة لتشعر بوجهه يشتعل من الحُمرة، لقد قام بإحراجها أمام ما يقرب من مئة وخمسين طالباً داخل المعمل. “مش هتتكرر تاني يا دكتور.” “لما نشوف.. اتفضلي يا دكتورة ومتتكررش تاني.” لم تُعلق على حديثه وذهبت لتجلس وحيدة في نهاية المعمل متجاهلة نظرات الشفقة والشماتة والسخرية. مرت ساعة ونصف تقريباً أثناء الشرح النظري للجزء العملي، مُعادلات وشرح خطوات التجارب وما إلى ذلك. دلوقتي يا دكاترة هنبدأ الشغل العملي، كلكوا عارفين أرقامكوا فياريت كل واحد يقف في مكانه بكل هدوء.” ألقى تعليماته ليُنفذ الجميع الأمر ولكن ليس بهدوء كما طلب منهم بالطبع، إنه لا يكره أي شيئاً في حياته أكثر من العشوائية والإزعاج ولقد تسببوا في كلاهما الآن. “في أيه يا دكاترة هو أنا بدرس لكي چي؟! ما تكبروا شوية! وأنتي يا دكتورة سايبه البالطو مفتوح ليه؟ هو أنتي أول مرة تشرفي في معمل!!” جفلت لثوانٍ من نبرة صوته العالية التي تسببت في إلقائه للأنبوبة التي في يدها فتنكسر، تُغلق المعطف خاصتها وتُشيح بنظرها بعيداً عنه وهي تعمل على تجميع بقايا الأنبوبة وتُلقيها في سلة المهملات. حاولت تجاهلة تماماً طوال الوقت المقرر لهم داخل المعمل كما أنها حاولت الإلتزام بكل تعاليمه حتى لا تسمع المزيد من التوبيخ. “دكتور دي الأرقام اللي طلعت معايا في المعايرة.” قالت وهي تناوله الدفتر وقد كُتب فيه نتائج التجارب. “تمام التجارب كلها مضبوطة.” أردف ثم وضع لها العلامات في الدفتر. “اللي خلص التجارب وخد درجاتها وكتب اسمه في الغياب يقدر يمشي.” إلهي كم كانت تنتظر هذه اللحظة على أحر من جمر، توجهت نحو الخارج وخلعت معطفها على الفور ثم أخذت تسير بأقصى سرعة مبتعدة عن أعين أصدقائها. وقفت في الجهه الآخر المبني حيث يوجد المكان المخصص للسيارات والذي يكون خالياً من البشر عادة، هي تعلم أنه سيأتي إلى هنا ليقوم بوضع بعض الأوراق داخل سيارته لذا وقفت تنتظره وبمجرد أن رأته قادم أختبئت إلى جانب أحدى الأسوار حتى كان على بُعد بضع مترات منها. “بقى أنا تهزقني التهزيق ده كله قدامهم فوق يالا!!” صاحت بغضب وهي تضربه في صدره بواسطة حقيبة الظهر خاصتها! يتبع..
إظهار الكل...
_رواية في حي الزمالك "البارت الأول" في شارع من شوارع أحدى أرقى الأحياء في مصر والأكثرهم هدوءاً.. حي الزمالك، تسير هي وحيدة ليلاً بينما تُدندن بلحن أغنية ما للست “أم كلثوم” وهي تُضيف بضع كلمات من رأسها تُماشي اللحن كونها لا تستطيع حفظ كلمات الأغاني. تمر من جانب شارع جانبي مُظلم، تسمع صوت آنين شخص يتآلم قادم من مكاناً ما فتلتفت حولها بحثاً عن مصدر الصوت. في أحد الأزقة المُظلمة يقف شاب كما يُطلق على أمثاله ‘شمام’ وقد قام بدفع شاباً آخر نحو الحائط بقوة وهو يضغط على قفصه الصدري، على الأغلب هو يحاول سرقته فلا يبدو الأمر كشجار قط. وقفت تراقب المشهد لثوانٍ لتجد أن الشاب الآخر ‘المتثبت’ يخلع ساعته وعلى وشك إخراج حافظة نقوده ومنح كل ما تحويه لذلك الشاب السارق، قلبت عيناها بتملل.. ذلك الأحمق الجبان، يمكنه بحركة واحدة أن يطرح السارق ارضاً لكن يبدو عليه الخوف بالرغم من أن فرصتة لا بأس بها.. حسناً لنكن واقعياً السارق يحمل سكيناً لكنه بنصف وعي فهو يترنح أثناء وقوفه وكذلك هو قصير القامة هزيل البنية أما الآخر فذو بنية قوية فبضربة رأس واحدة يمكن أن يُفقده الوعي. قلبت عيناها بتملل وهي تنظر إلى المشهد ثم اتخذت قرارها، لطالما نصحتها والدتها مراراً بعدم التهور وعدم الإنخراط فيما لا يخصها لكن الأمر يختلف هنا فهذه حالة إنسانية في نهاية الأمر! أقتربت بخطى بطيئة تحاول ألا تُصدر أي صوت حتى وقفت خلف الفتى تماماً. “بست.. كابتن.” أصدرت صوتاً بفمها لتلفت انتباهه وبمجرد أن أدر وجهه لينظر إليه شكلت يدها اليسرى على شكل قبضة وقامت بلكمة بأقصى قوتها مستهدفة منطقة ‘الصدغ’ .. لم تمنحه هي وقتاً كافياً لإصدار أي ردة فعل فبسبب لكمتها تلك سقط أرضاً فاقداً للوعي على الأغلب، وقف الشاب الآخر يحدق بها في فزع وذهول لتُعلق في سخرية: “أنت لسه هتنح، يلا نجري بسرعة قبل ما يفوق.” لم يُحرك ساكناً بل وقف يحاول رؤية ملامح وجهها على إضاءة مصباح ضعيف بالكاد يعمل مُسبباً صوت شرار كهربائي بين الحين والآخر. “براحتك، لو فاق هيعمل منك كفتة.. اه متنساش ساعتك.” علقت بسخرية وهي تتحرك مُبتعدة عنه، يفيق من شروده ويأخذ ساعته ويلحق بها. “يا آنسة.. ثواني بس.. يا اسمك ايه..” صدح صوته في المكان بينما تجاهلت هي ندائه حتى وصلوا إلى منطقة مُضيئة وشارع به بعض المارة. “أفندم، حد ثبتك تاني؟” “أيه ثبتني ديه؟ أسمها حاول يسرقني يا آنسة.” “اه أنت موقفني ومعطلني عشان تراجع قاموسي اللغوي.” “أوف ثواني ثواني أديني فرصة أتكلم! أنا كنت عايز أشكرك على موقف الرجولة اللي عملتيه من شوية..” “كويس أنك عارف أنه موقف رجولة، على العموم عفواً.” أردفت ثم استدارت لتُكمل طريقها دون انتظار رداً منه. هي قالتلي كده بجد؟” سأل نفسه بإستنكار وحنق، هل حقاً شككت في رجولته لأنه كان في موقف ضعف! استرد وعيه من نوبة الغيظ وتذكر أنه ترك السيارة في أمام المقهى حيث كان يجلس لذا سيتوجب عليه السير لمسافة عشرة دقائق تقريباً، وسيضطر إلى المرور بتلك المنطقة المظلمة حيث تمت محاولة سرقته وهو لا يريد أن يمر بذات التجربة بالإضافة إلا أنه إذا صادف ذلك السارق بعد أن استرد وعيه فسوف يسرقة ويبرحه ضرباً جزاءاً لما فعلته تلك الفتاة. “هطلب أوبر وخلاص.” تحدث إلى نفسه وهو يفتح هاتفه ويطلب سيارة لتقوم بإيصاله حتى سيارته، ياله من تبذير! وصل إلى سيارته بالفعل ليقودها إلى منزله وهو يدعو الله طوال الطريق أن تنسى تلك الفتاة ما حدث اليوم وأن يُمحى ذلك اليوم من ذاكرة كليهما. أما عنها فأخذت تسير لمسافة خمسة عشرة دقيقة حتى استطاعت إلى مكان يمر منه سيارات أجرى ‘ميكروباصات’ كي يوصلها أحدهم إلى منزلها الذي ليس ببعيد. توقف ‘الميكروباص’ أمام منطقة تُعد من المناطق المتوسطة أو الشعبية على مقربة من حي الزمالك، تُغادر العربة لتسير مسافة صغيرة إلى منزلها.. تنظر في ساعة هاتفها فتجدها التاسعة ودون تفكير للحظة واحدة تركض بأقصى سرعة نحو المنزل. تصعد على السلم بهرولة حتى تصل إلى الطابق خاصتهم، تتصل على شقيقتها لتُجيب الآخرى: “أنتي فين يا ست أفنان الساعة بقت تسعة وخمسة.” “بابا هنا؟” “لا مش هنا ولو جيه وملاقكيش هيطين عيشتك.” “طب بصي.. أفتحي الباب براحة عشان ماما متصحاش.. أنا عالسلم.” قامت شقيقتها بفتح الباب بهدوء وهي تُشير إليها بالدخول دون أن تتحدث. توجهت أفنان مباشرة إلى غرفتها برفقة شقيقتها ميرال، تُلقي بحقيبتها وأغراضها بإهمال على السرير وتقوم بنزع حجابها الذي قد فسد بالفعل من أثر الركض. “ايه التأخير ده كله يا هانم أنتي مش قايلة لبابا أنك هترجعي عالساعة ٨ أو بالكتير أوي ٨ ونص.” “اه ياختي بس حصل حاجة في النص كده عطلتني.” “خير إن شاء الله؟ أرغي.” جلست أفنان بحماس على السرير لتبدأ في سرد ما حدث بإستمتاع شديد فهي كانت لا تطيق الإنتظار حتى تعود إلى المنزل وتسرد لشقيقتها عملها البطولي.
إظهار الكل...
اختر خطة مختلفة

تسمح خطتك الحالية بتحليلات لما لا يزيد عن 5 قنوات. للحصول على المزيد، يُرجى اختيار خطة مختلفة.