لُبابُ البَيان

يا رب أغث عبادك المستضعفين في كل مكان يجأرون فيه لرحمتك يا رب أغث عبادك المستضعفين في كل مكان يجأرون فيه لرحمتك يا رب أطعمهم من جوع وأمّنهم من خوف يا رب أطعمهم من جوع وأمّنهم من خوف يا رب أظلّهم يا رب برّد عليهم يا رب أعز المجاهدين وانصرهم وأعل رايتهم واجعل لنا ولهم من دعاء الصالحين في هذا اليوم العظيم نصيبا.

رقّقوا قلوبكم برؤية هذه المشاهد المقدّسة والمشاعر الغامرة، وحلقوا مع أصوات التلبية وتأملوا صوت التوحيد الذي أتى بكل موحّد من كل فجّ عميق. تأملوا هذا العَود العظيم الذي تعود معه كل نفس صغيرة خاضعة لله ذاكرة شاكرة على ما هداها إلى الإيمان وإن كانت من قبل في غفلة أو لم تكن تدري من قبل شيئًا. ثم تحمد الله على أن داخلك تعظيم هذه الشعيرة فتنالُ رحمة الله ولطفه ونعيم تعظيمه.

ما من يوم أرى فيه المشاعر أحيا وأبعث وأشجى وأوقف وأخشع وأكبر من يوم عرفة وهذا حال الناظر البعيد فكيف بحال من عاين وشهد! والمؤمن الكيّس لا يغفل عن إلقاء نفسه في مواطن الخشية ويتحرّاها ويستغلّها، ويطلب الإعانة على شهودها بالذكر والصدق والإخلاص. وتلكَ نعمةٌ من يقدّرها؟

إن قيل: لِمَ كان عاشوراء يكفّر سنةً، ويوم عرفة يكفّر سنتين؟ قيل فيها وجهان: أحدهما: أن يوم عرفة في شهر حرام وقبله شهر حرام وبعده شهر حرام، بخلاف عاشوراء. الثاني: أن صوم عرفة من خصائص شرعنا، بخلاف عاشوراء فضُوعِفَ ببركات المصطفىﷺ، والله أعلم. خاتمة كتاب #بدائع_الفوائد

💔

وحاجة نفسٍ قد بلغت وحاجةٍ تركتُ إذا ما النفس شحَّ ضميرهُا حياءً وصبرًا في المواطن إنني حييُّ لدى أمثال تلك ستيرُها

شبيب بن البرصاء

تأمل الإيجاز الشديد، والجزالة العالية في كلامه كله ثم تأمل قوله الرائع: إنا لأشد ما نكون غضبًا حين نلقى، وأشد ما نكون لقاءً حين نغضب، وكيف رد الكلام وجعل أوله يشد آخره وآخره يشد أوله، كما نقول فلان أكثر ما يكون خشوعًا حين يدعو وأكثر ما يكون دعاءً حين يخشع، وفلان أكثر ما يكون عطاء إذا اهتز وأكثر ما يكون اهتزازا إذا أعطى، وأكثر ما يكون إنشادًا إذا طرب وأكثر ما يكون طربا إذا أنشد وهذا باب خفي من أبواب نحت البيان سكت عنه البلاغيون، ومرجعه إلى المعاني التي يستنفر بعضها بعضا، وكأن الكلام من وفرة صنعته من باب التلاعب بالألفاظ وهو في الحقيقة من باب امتلاك ناصية المعاني، وإدارتها على الوجوه المتقاربة والمتشابهة، مع أنه معنى بليغ جدًا، وبعيد جدًا، ويرشد إلى أن الذي يستخرج أقصى ما عند الناس هو التحدي وغضب الحر لشرفه وعرضه وكرامته، ولابد أن يكون الإنسان حرًا حتى يغضب لأن المقهور لا يغضب لعرض، ولا لشرف، لأن النظام الذي ضرب أنفه وأسقط أنفته لم يبق فيه شيئا يغضب له ولا شيئا يغضب عليه، ولهذا لا تحقق الانتصارات إلا الشعوب الحرة، أما عبيد إحسان مولانا فإنهم لا يعرفون الكر وإنما يعرفون الحليب والصرّ والله درك يا مفروق من رجل حر.

د. محمد أبو موسى، شرح صحيح البخاري -دراسة في سمت الكلام الأول-.

كلما سمعت هذا الحديث أو قرأته؛ قامت فيَّ قائمة تعظيم الكلام العالي! ولا أراني تعلّمت هذا لو لم تعلّمني كلمة: يا سلام! رضي الله عن معلّم الناس تذوّق البيان.

يا حاضرين معنا بنيّة النزهة لستم معنا، عودوا إلى أوكار الكسل، فالحرب طعنٌ وضربٌ، ويا مودّعين ارجعوا فقد عبرنا «العُذيْب» وعن قريب تأتيكم أخبارنا بعد «فيْد» ويا أيها الحادي عَرَضَ الخَيْف من مِنى؛ تُعلّمك الدموع كيف ترمي حصى الجمار! ورد منسوبًا لابن الجوزي في #بدائع_الفوائد