نيرمين القصَبِي

كنا نكتُب لبعضنا كنا نفعل هذا لأجل أن نتذكر كل أيامنا سويًا، عندما نشيبُ ولا نقوى على حمل القلم، أقول لك ما كنت تكتبه لِي وتقول لي كم أعجبك نصيّ الذي وصفتُك فيه بالحبيب السيء. الآن، أنا لا أكتُب، ليس لأنني فقدت القدرة وإنما لأنني كنت أكتب لأجل تلك اللحظات، أما الآن لا شيء أكتب لأجله، نحن رحلنَا عن بعضنَا، ورحلت الكِتابة مِني.

تسألني: من أنا؟ فأحتار، كيف لا تعرفني وأنا من يعرف نفسه من خلالِك.

صامتٌ وعالقٌ بِي بكاءٌ كثير.

أحيانًا كثيرة أحمد الله على عادية الأمور فيّ ومن حولى، على الروتين الذي أتبعُه في يومي، على الهواء والماء والعافية، نهوضي من السرير وحدِى بدون إعانَة، على أقدامي اللي أسير بها، العمل، الطعام البسيط في عيني الكثير في معدتي، أرجو أن تظل عيني تنظر لما دونِها، لما كانت عليه وأصبحت، لِما نحن بعيدين عَنه، وليس لما هو بعيدٌ عنا، أن تظل الأشياء العادية في عينيّ عادية وجميلة ويتبعها "الحمد لله".

يا رب امنحني السكينَة والراحة كشيئين لا يخلو يومي منهما ولا تنقضي حياتي بدونهما.

لم أرِد إعتذارً مبهرجًا، لا ورود ولا الكثير من الحركات، أعرفُك، ولا تعرفنِي، أردت أن يكون كل ما فعلته لأجلِنا مرئي، بالنسبة لك، أن يتم تقدير أفعالي حتى البسيطة، وقتي المَهدور، لم أرد سوى أن أشعر بقيمة ما كنت أفعله، الإعتذار كَلمة، وأن أطمع أن تظل ممتنًا كل يومٍ لأننا سويًا..