هَتَان

"وَإذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلامًا" -كأنّ الله يصف حال الشّيعيّ في شهر المحرّم، عِشْ مشاعر هذا الشّهر، عِشْ بشعائره.. ولا تلتفت للتشوش، والاستهزاء، الّذي ينبع عادةً من نفوسٍ حاقدة، وضالّة ليس همّها أن تجد سبيلًا قويمًا.

كم أودّ أن أقضي ليال المحرّم عند مرقد السّيّدة زينب (عليها السّلام) كم أريد مواساتها عن قرب، البكاء عندها.. وأن أشاطرها أحلامها المذبوحة.

ربّ اجعلني من خدّام الحُسين (عليه السّلام) ومن ذرّيتي، ربّنا وتقبّل دعاء.

↷

قالها غيرك.. سبقك آخرون، ممّن أرادوا الاعتلاء علىٰ أكتاف حديثي العهد بالثقافة المغشوشة، لن يشتري منك أحد لَبَنَك المغشوش. قُل لي من هو الحُسين؟، أقول لك لماذا الشعائر، كما هي عادتك في مواجهة السؤال بالسؤال، دون رد يُقنِع العقول. لم تكسبك قراءتك الفلسفيّة سوى الثقة بالحديث نيابةً عن جماعة لست منهم، أوقعتك ثقتك الزائدة في مطبِّ السُخريّة. أين منك و قول الصادِق "عليه السّلام": إن الله تبارك وتعالى اطّلعَ علىٰ الأرض فاختارنا، واختار لنا شيعة ينصروننا، ويفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويبذلون أموالهم و أنفسهم فينا، أولئك منّا و إلينا. و قال: رَحِم الله شيعتنا، خُلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا، ويفرحون لفرحنا. كلّ بقعة مِن الأرض لم تخل من احياء الشعائر، فمن أين مَلكت هذه الثِقة حتّىٰ وضعت الفقر سببًا. ليعبّر كلّ إنسان ما شاء من تعبير و تنظير، لكن لا يضع نفسه في موضع حرج و سُخرية حين ينوب عن الآخرين و يتحدّث بلِسانهم و كأنّه خبير سيكولوجي، متبحّر في علم النفس و تحليل الشخصيّات. الحمدلله أنَّ إمامنا جعفر الصادق "عليه السّلام" قطع عليكم الطريق، قبل أن تحلّلوا بحسب اهوائِكم الخاصَّة عن هذه الشعائر و مُحيوها!. -هالة الجبوري

يبكي عليها الحبلُ وهْوَ يشدُّها ودموعُ ناقَتِها الهزيلةِ تُهمَلُ!

ولا تجعل الرّاية الّتي أرفعها اليوم، سهمًا في يدي أغرسه في قلب صاحب الزّمان لاحقًا.. لا تجعل دموعي دموع أتباع أميّة، ولا شعاراتي شعارات الكوفة.. -آمين.