كَتبتْ سمية كوري

"والله انها ايام ثقال وكأننا نتنفس من خرم ابرة كأننا نريد أن نبكي مثلما بكى أبا هريرة حين سُئل: ‏يا أبا هُريرة.. أتبكي على الدُّنيا؟ فقال: لا والله، دُنياكم هذهِ لا تُبكيني..إنَّما أبكي مِنْ ثِقَلِ الحِمْلِ، وسوء الرفيق، ومن قلةِ الزاد، وبُعدِ الطريق.. فمَعاذَ اللهِ إنّا ما يئسنا ولكن والله إنها لأيامٌ اثقل من الجبال.. فاجعلها ربّي أيامًا تمُر ولا تضُر.. فيهدأَ قلقنا وتطمئنَّ قلوبنا، وتستريحَ عقولنا. اللهم صبرًا وجبرًا وقوةً لنفس لا يعلم بحالها إلا أنت...."

نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ🤍.

❤️🦋

يُدهشني ويروقني رد هند بنت عُتبة على النبي، حين ذهبت له لمبايعته فأوصاها والنساء المسلمات بصون أنفسهن، وحذرهن الزنا وبأنَّه لا يكون من إمرأة مُسلمة، فردت هند عليه مُستنكرة! "أوتزني الحرة يارسول الله". اعتبرت هند بهذا الرد أن الحرية هي كمال الوجود الأخلاقي، وأنَّ النقيصة لا تكون إلا من العبيد، وأنّ من يملك حريته يصنع قيوده الخاصة، ويضع مُحدداته الأخلاقية، فلا تكون الأخلاق جبرًا، ولا تكون الأخلاق فرضا دينيًا، وإلتزامًا اجتماعيًا، بل ممارسة نابعة من نفس حُرة. بل إن الأخلاق لا يمكن أن تكون صفة إنسان، إلا إذا كان هذا الإنسان قادر على أن يختار الفعل الأخلاقي واللأخلاقي، لكنه يختار طواعية من نفس حرة أفعاله. وبذلك تكون الحرية شرطًا إنسانيًا، وفضاءا يبني فيه الإنسان قيوده، ويستشعر من خلال تلك الحرية وأبهتها وقدسيتها مايصون به نفسه وغيره، وهنا تكون الحرية فضيلة الفضائل الإنسانية. لا أعتقد أن إنسان حُر يمكن أن يكذب. إنسان دمه حُر لا يسرق ولا يختلس. إنسان حر لا يقتل ولا يؤذ. الحر لا يقبل أن تتأذى كرامته بقول أو فعل. الحر/ الحرة لا يهتك أمانة جسده. وقالت العرب: الحُرُ من راعى وداد لحظة. من يأت بأفعال خسيسة تأكد أنه يملك نفسًا رديئة وطباع عبيد، حتى لو كانت العبودية كنظام اجتماعي انتهت منذ قرون، فهي استعداد وتكوين أكثر منها نظام اجتماعي. وصفت العرب الذهب بـ"الحر" ولازلنا نصفه إلى اليوم فنقول "ذهب حُر"، أي أنه لم تختلط به معادن رخيصة، ونقول رجل حُر لأنه يملك جِماع أمره ويقول ويفعل ما تمليه عليه تلك الحرية دون خَشية أحد، ونقول إمرأة حُرة وتعني المرأة التي لها طِباع ورفعة واعتداد ملكة. واعتبرت العرب الكرم والشهامة والمروءة والشجاعة أخلاق الكرام الأحرار، وخصت الأحرار بجوامع الأفعال الإنسانية، ولا ادري لماذا اكتسبت معنى الحرية في عصرنا هذا معنى مُغايرًا بل يكاد يكون مُناقضًا، أو هو مناقضًا بالفعل.

"ألم يعلم بأن الله يرى" ؟! "بلى إن ربه كان به بصيرًا"... يرى چميع ما تُعانيه، يراك تتقلب في الدنيا لا تدري كيف وأين ومتى النجاة، يعلم ميعاد فرچك، وكيف ستفرح، وكيف ستبكى، ومن ستذهب لتبشره، وأين ستسجد أول سجدة تشكره فيه، وكيف ستعتذر عن سوء ظنك فيه، وندمك على يأسك، يعلم أنك ستفرح بما اختاره لك ، ويعلم انك سترضى حتى تحب تأخير ما أخّر ، ولا تحب تعجيل ما تأخّر! ألم تقرأ قوله "الا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطِيفُ الخَبِير" ! الله عليمٌ يا قلب، عليم بما في القلب، والعليم لا يعلم فقط مقدار شتاتِك، بل يعلم كيف يُسكِنُه حتى يَمحِي أثره، ويعلم كيف يُعطيك أمرًا فتنسى به شرًا صرفه عنك، ويعلم كيف يعوضك حتى تنسى ما أُخِذَ منك.. فتظن من فرط اچتِباءِه لك أنك عبدَه الوحيد."

أسألك أن تعطيني من خير ما أعطيت نساء المسلمين، وأن ترزقني رجاحة العقل مع لين القلب.. يا رب يسر لي وتفضل عليّ بما يجعلني أنثى مسلمة صالحة سوية 💕

‏"كم أنكروني غيرةً وتكبّراً ‏وهمُ برغمِ أنوفِهم جمهوري"

" ربّ إني لِما أنزلتَ إليّ مِن خيرٍ فقير "

“but poetry, beauty, romance, love, these are what we stay alive for”❤️‍🩹