الشاعر محمد الحرزي

تَدعُوهُ يَا كافِلي روِّ السِّقَاءَ لَنَا ‏فإنَّ أَطفَالَكُمْ للمَوتِ تَحتَضِرُ ‏فقَالَ يَا زَيْنَبُ تَشْكُونَ مِنْ ظَمأٍ ‏وَطَوعُ سيفِي عُيونُ المَاءِ تَنْفَجِرُ واللهِ لو سّدَّ ذو القَرنَينِ شاطِئَها والوَحْشُ مِنْ بَعدِهِ والجِنُّ والبَشَرُ وساقَ عِزريلُ ظَعْنَ المَوتِ يَتْبَعُهُ جَيشٌ لِشَدّادَ دون الماءِ قد أُمِروا ‏لَأحمِلَنَّ  عَلَيهِم غَيْرَ مُكتَرِثٍ ‏وأقرَعَنَّ بِهم حتى و إنْ كَثُروا

عبّاسُ هذا إذا ما كرَّ مغتضبًا يحيضُ عن وجلٍ من صوته الذكرُ!

لَم أنسَ والسِّبطُ قَد وافاهُ منحنيًا على الجلادةِ إلا أنه شَهِقا على أخيهِ يُريقُ الدَّمعَ لا سَلِمَتْ محاجرٌ لا يُرى فيها البُكا خُلُقا فَنَعَمْ الْأَخُ الصَّابِرُ الْمُجَاهِدُ الْمُحَامِي النَّاصِرُ، وَالْأَخُ الدَّافِعُ عَنْ أَخِيهِ*

كَسَرتَ ظهري أخي والقومُ شامِتةٍ ولا كفقدكَ حِملٌ زادني رَهَقا💔

عَبّاسُ لمّا أتتهُ زَينبٌ وشَكَتْ ضجَّت أراملُ جَيشِ الكُفرِ في البلدِ أُخيَّ مِثلكَ عارٌ لو دُعِي لِبَلا والفضلُ في الجودِ قبل السؤلِ، إن تَجُدِ فقرَّبَ المُهرَ وانتاش اللِّوا وتلا: اليوم قد خُلقَ الإنسانُ في كَبَدِ وجاءَ يعدو إلى جَيشِ العِدى غَضِبًا أفديهِ مُحتشدًا يعدو لمحتشدِ فلو رأتهُ النَصارى يوم غارتهِ قالت: هو اللهُ لَم يُولد ولم يَلِدِ

إن لَم يَكُن مِن بَني الزهراءِ فهوَ لهُم كالظلِّ والظّلُّ يَحكي هَيكَلَ الجَسَدِ

ومنهُم قَطيعُ اليُمْنَيينِ على السِّقا وفاءً وما بُلّت حشاهُ بغَرْفَةِ وقد كانَ حِلًّا لو تَروَّى وإنما أبى حِجرُ أُمٍّ أن يُذامَ وَفِيَّةِ بَكَتهُ على شَطِّ الفُراتِ محاجرٌ لآلِ تعالى بَينَ فَخرٍ وَحسرةِ عَليهِ جَلالٌ من عَليٍّ ونُضرَةٌ تُريكَ تمامَ الحمدِ من آلِ شَيبةِ

تلقاهُ في صَحبهِ كالدُّرِّ في ذهبٍ فلا تَعي مَن لمن بالفضلِ قَد دانا مِن حَولهِ هُم أحاطوا وهوَ حاطَ بهم ما العينُ لولا الضِّيا شحمًا وأجفانا

لفتيةٍ آمَنوا باللهِ فاعتزلوا لجانبِ الطَّفِّ لا للكهفِ رُهبانا قَضوا وكلٌّ كما تهوى حَفظيتهُ مُرمَّل الخدِّ دونَ الخيلِ ظمآنا لو اطَّلعتَ عليهم لامتلأتَ بما قَد أرهبوا الدهرَ إشفاقًا وتَحنانا وعلى أنصار الحُسين الذين بَذَلوا مُهَجهُم دون الحُسينِ عليهِ السّلام*

فوارسٌ من بني عدنانَ لو حُشِمتْ ألفيتَ كُلًا المهريِّ عدنانا يلقاكَ جَمعُهُمُ حتى تخـــالُ به ‏رضوى ويذبُل قد خفُوا وسهلانا ‏حميّة ً وحِمى، مُـــروءةً وندَى ‏حفيظة ً وإبا ضيم ٍ ووجـــــدانا يُذكركَ ملقاهمُ لو عجتَ فيهِ ترى من الحُسينِ بأرضِ الطَفَّ أظعانا