حَنظلة 🕊

وكأنَّ غزّة قلبٌ مذعورٌ يرتَعِد بين ضلوع الكون! الأرض ترتعشُ تحتَ وطأة الصواريخ ليس تعبيرًا مجازيًا إنه الواقع إنها الحقيقة!

النزوح تحت الجوع والقصف هو تجربة تنضح بالقسوة! تحت سماء ملتهبة بالدماء والنار يبدأ النزوح في شمال القطاع بعد الاعلان عن اجتياح منطقة سكنك هناك! الأمعاء خاوية والكلمات تجف في الحلق فقدت قدرتك على الصراخ في الوقت نفسه تتحرك الأقدام بثقل الخوف والجوع تحاول الركض لكنها عملية صعبة ومؤلمة جسدك الهزيل نهشته المجاعة أعدمت قدرتك على المشي بخطوات سريعة حتى !كل خطوة تأخذ من القوة الباقية وتزيد من الإحساس بالتهالك! تجد الأمهات يحملن أطفالهن بأذرع مرهقة يهربن من موت محقق إلى مصير مجهول! العيون لا تذرف الدموع فقط بل تذرف قطعًا من الروح المنكسرة الرجال الذين كانوا يومًا عماد الأسرة باتوا يتعثرون في خطواتهم بين الركام والدمار يبحثون عن مأوى لأحبائهم وعن لحظة هدوء تتيح لهم أن يلتقطوا أنفاسهم؛( الجوع يمزق الأحشاء يجعل الأجساد تئن بصمت الهلع يعم الأرجاء ومع ذلك لا يوجد خيار سوى المضي قدمًا نحو المجهول الطرقات مليئة بالركام والأشلاء تتساقط الجثث أمام عينيك كل حجر يشكل عقبة كل صوت انفجار يجعل القلوب ترتجف قد يكون هذا الانفجار الذي سيقتلك انتَ زوجتك او أطفالك! الأقدام المتعبة والمجروحة تحاول استجماع القليل من القوة لتكمل السير وكأنك تسير بأقدامٍ مبتورة! القصف المدفعي والطائرات الحربية تملأ الأفق تجعل كل لحظة مليئة بالتشتت،ينفثون نيرانهم بلا رحمة! الأحشاء الفارغة تتحول إلى محرك للألم تجبر الأجساد على الاستمرار رغم التعب العطش يزيد من المعاناة الألسنة جافة والعقول تبحث عن ذرة أمل للحصول على مكان يحميك من الغارات عن نقطة ماء تروي بها عطشك لا يهم نظيفة أم متسخة! المهم انه ماء! تتلاشى الحدود بين الحياة والموت ويصبح الصمود والبقاء غريزة تسري في العروق بعد انعدام الخيارات! كل هذا يجعل الرحلة إلى الأمان تبدو بلا نهاية واضحة!

لا أصْدَق من: "إنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنا واللَّذينَ ءامَنُوا فِي الحَيوٰةِ الدُّنيا وَيَومَ يَقُومُ الأشهَادُ" ثقُوا باللَّهِ، باللَّهِ فقط. وهو يأتِيكُم بها بِمُفاوَضاتٍ أو بِغَيرِها، خلُّوا عنكم التَّعَلُّقَ بخبرٍ هنا أو خَبَرٍ هناك، تخلَّ عن سَبِّ وُسَطاء او وَفدٍ مُفاوِضٍ حتى ولو استَحَقَّ اللَّعن، واسْتَعِض عن ذَلكَ بالدُّعاء، لعلَّ اللَّه يرى منَّا التَّخلي عن سِواهُ والتَّشبُّثَ بِحَبلِهِ فقط فَيُفَرِّجَ عنَّا ما نحنُ فيه. "قُل يأتِيكُم بهِ اللهَّ وما أنتُم بِمُعجِزين"

من هوَ الذي اخترعَ غزّة؟ ولماذا اخترَعَها في هذا المكان بالذات؟ لماذا بينَ قارّتين، وبين دولتين، وبين سلكين شائكين، وبين بحرٍ وصحراء، وبينَ سفينةٍ حربيّةٍ ودبّابة وبين طائرة ومدفع؟ في غزة، لا تعرفُ ماذا سيحدُثُ بعدَ كلمتين أو مترين أو ثانيتين، ومن هو حي في غزة، حيُّ بالمصادفة. قد تنحني لتربطَ حذاءك فتخطؤك الرصاصةُ، وقد تذهبُ إلى بائعِ البطيخِ في طريقِكَ إلى البيت، فتنجو وينزلُ البيتُ والطريقُ كورقةِ شجرٍ جفّت، وقد يأخذكَ النومُ لساعةٍ أخرى، فيتجاوزك صاروخ مرَّ من طريقِ عملك، فتسيرُ في جنازةِ شخصٍ آخر.

هل كونك من غزة يمنحك صك غفران! وهل تواجدك بين ظهراني المسلمين هنا يعطيك الضوء الأخضر للت في أعراض المؤمنين والمجاهـ.ـدين أو السخط على الصبر والصابرين؟! جال المنافقون مع النبي ﷺ في نفس المدينة، يشهدوا ما يشهده، ويعيشوا ما يعيشه، حتى أنهم بنوا مسجدا يجتمعوا فيه على ظهور المسلمين يثبّطوهم ويحبّطوهم ويكسروا شوكتهم.. والحُجة؟ الرفق بالمسلمين! فبعد أن أمهلهم ﷺ، وغرهم حلمه مرارا وتكرارا ثم أخيرا تخلفوا عن الأحزاب، أمر ﷺ صحابيين بإحراق مسجدهم فوق رؤوسهم. ونزلت الآية ﴿وَالَّذينَ اتَّخَذوا مَسجِدًا ضِرارًا وَكُفرًا وَتَفريقًا بَينَ المُؤمِنينَ وَإِرصادًا لِمَن حارَبَ اللَّهَ وَرَسولَهُ مِن قَبلُ وَلَيَحلِفُنَّ إِن أَرَدنا إِلَّا الحُسنى وَاللَّهُ يَشهَدُ إِنَّهُم لَكاذِبونَ﴾

- "هَلْ تَتَّسِعُ غَـزَّةَ لِكُلِّ هَـٰذَا الحُزن؟ وَهَلْ تَملِكُ المَآقِي كُلَّ هَـذَا الدَّمع؟ أمَا وَاللَّهِ يَا غَـزَّة.. وَيَا أُمَّ الهُدَىٰ وَالمَجدِ وَالعِزَّةْ أمَا وَاللَّهِ لَوْ صُنَّا كَرَامَتَنَا لَقامَتْ دُونَكِ الأروَاحُ مُهتَزَّةْ عَلَىٰ وَقْعِ الرَّصَاصَـاتِ.. أيَا أُمَّ الكَرَامَاتِ وَيَا مَنْ فَجْرُها رَغمَ الأسَىٰ آتِ وَوَعْدُ الحَقِّ مِنْ رَبِّ السَّمَاوَاتِ: نِهَايَةُ كُلِّ طَاغِيَةٍ لِصُنَّاعِ النِّهَايَاتِ."!

- "كَثِيرَةٌ جِرَاحُ هَـٰذِهِ البِلَادِ! لَا يَدرِي المَقهُورُ أينَ يُوَلِّي وَجهَهُ! لَـٰكِنَّ عَزَاؤُنَا بِأنَّهَا أيَّامٌ قَلَائِلُ وَالمَوعِدُ الجَنَّة، وَأنَّنَا عِندَ اللَّهِ لَا نَهُون! اللَّهُمَّ بِلَادَنَا، كُلَّ البِلَادِ مِن أقصَىٰ شَمَالِهَا لِجَنُوبِهَا، بِكُلِّ شُهَدَائِهَا، وَجَرحَاهَا، وَأسرَاهَا، بِكُلِّ نَدَبَاتِهَا وَمَا تَحمِلُهُ مِنْ أوجَاعٍ وَآلَامٍ."!

"جنات ولجين وزينة" نفسنا نستـ/ـشهد علشان ناكل كل إشي في الجنة #شمال_غزة_يموت_جوعا

- "​​أُلَملِمُ مَا تَبَقَّىٰ مِنْ جَسَدِ طِفلِي.."! -غَــــ𓂆ـزَّة_ ٢٠٢٤|•

​​- "غَـ𓂆ـزَّةُ تَجُوعُ وَتُحرَق."! -وَالعَالَمُ يَنظُرُ إلَينَا وَنَحنُ نَمُوتُ قَصفًا وَجُوعًا|• - 1 يوليو 2024! -